تاقسبت.. قرية صغيرة تابعة لبلدية ايفليسن بتيزي وزو، تعلو التل الذي يطل على مدينة تيڤزيرت ويعطي إطلالة رائعة على شاطئها الكبير ويسمح للنظر أن يمتد في موجاته إلى غاية بحر دلس ببومرداس، مما يجعل هذه الجوهرة شاهدة على ازدهار الحضارة الأمازيغية القديمة. وتحتضن مدينة تاقسبت عدة مواقع أثرية تعود للحقبة التي كان سكان القرية التي يعود إنشاؤها إلى القرن الثاني قبل الميلاد يقومون خلالها بمبادلات تجارية مع الفينيقيين الذين استحدثوا، آنذاك، مركزا تجاريا في المنطقة ساهم في ازدهار نوميديا التي ذيع صيتها بفضل إنتاجها الفلاحي الوفير وكانت الجولة البيداغوجية الراجلة التي نظمتها الاثنين الفارط المديرية المحلية للبيئة بالتعاون مع فروع تيڤزيرت للديوان الوطني لتسيير استغلال الأملاك الثقافية المحمية والمحافظة الوطنية للساحل ومحافظة الغابات بمناسبة اليوم العالمي للبيئة والتي شارك فيها جمعيات تيزڤي بميزرانة وتيڤزيرت للبيئة وسكان تاقسبت فرصة لاكتشاف وإعادة اكتشاف هذه المواقع الأثرية ومن المعروف أن الفينيقيين لم يكونوا يفتحوا مراكز تجارية في المدن غير المأهولة وكانوا يختارون الأماكن المزدهرة لفتحها حتى يتمكنوا من القيام بمبادلات تجارية مع السكان المحليين وكانت المدن الأمازيغية مشهورة بإنتاج زيت الزيتون والتين المجفف والسمك المجفف والحبوب ولهذا أطلق على نوميديا اسم مخزن الغلال لروما، حسبما ذكره رئيس فرع الديوان الوطني لتسيير استغلال الأملاك الثقافية المحمية، حمداد قاسي. كما كانت هذه الخرجة فرصة للجمعيات لدق ناقوس الخطر حول التدهور الكبير لهذه المواقع الأثرية لتاقسبت التي يطلق عليها اسم روزيبيسير نظرا لموقعها الموجود في قمة رأس تادلس وهي القرية التي تخفي في طياتها صفحات عديدة من تاريخ الجزائر.