وجدت العديد من العائلات الجزائرية المتوسطة ومحدودة الدخل نفسها في مواجهة موجة مصاريف تستنزف جيوبها، بدأت مع حلول شهر رمضان وتوالت خلال عيد الفطر، ومن ثمّ العطلة الصيفية ومصاريف الحفلات والأعراس، ليطل الدخول المدرسي بظله الثقيل، فيزيد الأعباء المالية التي بلغت ذروتها، بتزامن العودة إلى المدارس وعيد الأضحى، قبل أن تفاجئ وزارة السكن الآلاف من مكتتبي عدل 1 و2 بإعلان الأسبوع الأول من سبتمبر موعدا لدفع الأشطر المتبقية من مستحقات الوكالة. صدمت وزارة السكن آلاف الجزائريين بإعلانها، أول أمس، عن افتتاح موقعها الإلكتروني، أمام مكتتبي عدل 1 و2 يوم 5 سبتمبر المقبل، لسحب أوامر الدفع. وبحسب ذات المصدر، سيتمكّن المكتتبون في برنامج 2001 - 2002 من سحب أوامر دفع الشطر الثالث والرابع. وأوضح ذات المصدر، أنه بخصوص مكتتبي عدل 1 ، الذين دفعوا الشطر الثالث، مدعوون لسحب أوامر الدفع للشطر الرابع، أما بخصوص مكتتبي عدل 2 ، الذين دفعوا الشطر الأول، فهم مدعوون لدفع الشطر الثاني والثالث والرابع. هذا الإعلان شكّل ضربة قاسمة لجهود العديد من العائلات الجزائرية لتسيير مدخراتها المالية تزامنا مع الدخول المدرسي وعيد الأضحى المبارك، وهي الفترة التي تثقل كاهلهم بفعل الغلاء الفاحش لأسعار الأدوات المدرسية والألبسة من جهة، وأسعار الأضاحي الملتهبة من جهة أخرى. ولم يجد بعض المكتتبين من مناص سوى صب جام غضبهم على مصالح وزارة السكن التي لم تراع، حسبهم، الظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة للأسر خلال هذه الفترة، كما أن إعلانها جاء قبل أقل من أسبوع عن موعد دفع الأعباء المالية، الأمر الذي وضعنا في موقف حرج ، أضف إلى ذلك، يقول بعض مكتتبي عدل 2 ل السياسي ، أن تأكيدات الوزير تبون أن مستحقات عدل 2 ستعرف ارتفاعا طفيفا نظرا لتغيرات أسعار مواد البناء في السوق . دخول اجتماعي صعب على العائلة الجزائرية ويصف خبراء اقتصاديون الدخول الاجتماعي القادم بالأصعب على الجزائريين، لتزامن الدخول المدرسي مع عيد الأضحى المبارك وبعض المصاريف الكبيرة التي أثقلت جيوب المواطنين بعد شهر رمضان والعيد وعطلة الصيف. وفي السياق، يقول أستاذ الاقتصاد، رزيق كمال، بأن الجزائريين سيواجهون دخولا اجتماعيا صعبا في عز أزمة التقشف، مشيرا إلى أنه ليتمكّن رب أسرة مكونة مثلا من أربعة أطفال من مواجهة مصاريف الدخول المدرسي وشراء كبش العيد، يجب، على الأقل، أن يكون دخله 10 ملايين سنتيم، لشراء فقط الألبسة وبعض الأدوات المدرسية وكبش العيد، في ظل غلاء المعيشة في السنوات الأخيرة وتزامن بعض المواسم والأعياد مع بعضها. من جهته، يعتبر الخبير الاقتصادي، فارس مسدور، بأن الدخول الاجتماعي المقبل يتطلب ميزانية ضخمة لتزامن الدخول المدرسي مع عيد الأضحى، مشيرا إلى أن أغلب العائلات الجزائرية ستضطر للاستدانة لتلبية المصاريف، حيث أوضح بأن ميزانية طفل عادي شهريا تقدر ب5 آلاف دينار، وتتضاعف مع الدخول المدرسي على حسب المصاريف.