شكلت أزمة الهجرة والتوصل إلى رد منسق لمواجهة أزمة المهاجرين القادمين إلى أوروبا عبر البحر المتوسط بباريس موضوع قمة مصغرة، شاركت فيها ممثلو أربع دول أوروبية وهي فرنسا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا وثلاث بلدان إفريقية وهي ليبيا والنيجر وتشاد، إضافة إلى وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيريني. وركزت القمة على تعميق التعاون مع دول إفريقية للحد من حركات النزوح إلى أوروبا، ومنع المهاجرين غير الشرعيين من المغامرة بحياتهم للعبور إلى أوروبا على متن قوارب عبر البحر الأبيض المتوسط. كما تهدف القمة، وفقا للرئاسة الفرنسية، إلى إعادة تأكيد دعم أوروبا لتشاد والنيجر وليبيا في التحكم بتدفق المهاجرين ومساعدة بلدان العبور في ثلاثة اتجاهات، مراقبة حدودها مع ليبيا والتصدي للمهربين والتركيز على اللجوء مع فكرة معالجة الملفات في المكان قبل أن يحاول المهاجرون العبور الجهنمي. وكانت خمس دول هي إيطاليا وليبيا والنيجر وتشاد ومالي أعلنت عن تشكيل غرفة تنسيق لإدارة التعاون في التصدي لأفواج المهاجرين عبر حدود ليبيا الجنوبية وإقامة مراكز لاستقبالهم في النيجر وتشاد. ويبحث الأوروبيون منذ فترة طويلة عن وسيلة لقطع طرق الهجرة غير الشرعية التي تعبر المتوسط وتعددت مبادراتهم بهذا الاتجاه منها التفكير إقامة مراكز تسجيل مهاجرين في ليبياي الى جانب الاتفاق مع تركيا في 2016 على تقليص عمليات تدفق المهاجرين إلى اليونان. وشددت إيطاليا الواقعة عند الخط الأول في مواجهة أزمة الهجرة إجراءاتها وفرضت مدونة سلوك على المنظمات غير الحكومية وتهدد بمنع السفن الأجنبية التي تنقذ مهاجرين في البحر من دخول موانئها. من جهته، دعا رئيس البرلمان الأوروبي، أنطونيو تاجان، أمس، إلى تخصيص مساعدات مالية إضافية إلى ليبيا بقيمة 7 مليار دولار لمواجهة أزمة الهجرة غير الشرعية على غرار المساعدات المالية الأوروبية المقدمة إلى تركيا، حسب وكالة أنباء سبوتنيك الروسية. وذكرت الوكالة إن أوروبا خصصت 7 مليار دولار إلى تركيا لإغلاق ممر الهجرة غير الشرعية في البلقان وحان الوقت لنفعل الشيء نفسه مع ليبيا، موضحا أنه على أوروبا إعطاء ليبيا 7 مليارات دولار ثم بعدها يمكننا الاستثمار في باقي دول المصدر بإفريقيا، مشيرا إلى أن المساعدات المالية الأوروبية من شأنها تشجيع التوافق الوطني بين الأطراف الليبية المتنافسة. وشدد رئيس البرلمان الاوربي على أهمية تخصيص ميزانية مالية أيضا إلى دولتي النيجر وتشاد لتشجيعهما ومساعدتهما في إغلاق مسارات الهجرة إلى ليبياي خاصة و أنه يمكن استخدام تلك الممرات من قبل ما يسمى ب تنظيم الدولة الاسلامية داعش الإرهابي. ويأتي هذا وسط انشغال أوروبي من أجل مواجهة أزمة الهجرة غير الشرعية في البحر المتوسط مع وصول آلاف المهاجرين إلى سواحل أوروبا الجنوبية قادمين من ليبيا هربا من الأزمات الأمنية والفقر.