زعم تقرير للحكومة الألمانية استضافة الجزائر لوحدها 430 ألف مهاجر ولاجئ معظمهم يحضرون للعبور إلى الضفة الأخرى من أوروبا. وأظهر تقرير مُسرب أعدته الحكومة الألمانية، نقلت عنه جريدة ”ذا تلغراف” البريطانية أمس، أن 6.6 ملايين مهاجر ينتظرون على سواحل البلدان المطلة على البحر المتوسط، بينهم مليون مهاجر ينتظرون داخل ليبيا وحدها. ورفضت حكومة المستشارة أنجيلا ميركل التعليق على تقرير الجريدة. وبحسب التقرير، تستضيف دول الجزائروتونس والمغرب بدورها آلاف المهاجرين، وتستضيف الجزائر وحدها 430 ألف مهاجر، تليها تونس 160 ألف مهاجر ثم المغرب التي تستضيف 50 ألف مهاجر، وارتفعت أعداد المهاجرين في منطقة البحر المتوسط بشكل عام 12% منذ نهاية شهر يناير الماضي، معظمهم من دول النزاع مثل سورية والعراق. ولفت إلى أن معظم المهاجرين المتواجدين داخل ليبيا هم من المهاجرين لأسباب اقتصادية بالأساس من دول إفريقيا مثل النيجروتشاد ودول الشرق الأوسط وآسيا. ويضطر هؤلاء للتعامل مع شبكات التهريب المنتشرة على طول سواحل ليبيا، حيث يدفعون مئات الدولارات لحجز مكان على متن قوارب متهالكة للوصول إلى جنوبإيطاليا. ويتضمن التقرير الألماني أيضًا مقترح بإعادة المهاجرين الذين يتم إنقاذهم في البحر المتوسط إلى بلدانهم الأصلية أو البلاد التي انطلقوا منها. وتزداد مخاوف الدوائر الأوروبية من زيادة كبيرة في أعداد المهاجرين الراغبين في عبور البحر المتوسط إلى أوروبا، وبشكل خاص عبر سواحل ليبيا نظرًا لإغلاق طريق البلقان بين تركيا واليونان. وزادت خلال الآونة الأخيرة الدعوات الأوروبية المطالبة بإبرام اتفاق مع السلطات الليبية، مماثل للاتفاق مع تركيا، لغلق ممر البحر المتوسط ومنع المهاجرين من ركوب قوارب الموت إلى إيطاليا. ورغم الاتفاق الذي أبرمته دول الاتحاد الأوروبي مع تركيا العام الماضي والذي أغلق بدوره طريق البلقان، ينتظر نحو 3.3 ملايين مهاجر في تركيا معظمهم من سورية والعراق، بحسب التقرير الألماني. وتولي الحكومة الإيطالية اهتمامًا خاصًا بمعالجة أزمة الهجرة غير الشرعية في ليبيا، ووقعت، الاثنين الماضي، اتفاقًا مع ليبيا وتشادوالنيجر يقضي بإنشاء مراكز لاستقبال المهاجرين في تشادوالنيجر لمنعهم من الوصول إلى ليبيا، وتقدم إلى جانب ذلك برامج لتدريب وتأهيل القوات الليبية لمراقبة الحدود البرية والبحرية وتدمير نموذج عمل شبكات التهريب. وانتقدت كثير من المنظمات الحقوقية ومنظمات الإغاثة الدولية مقترحات أوروبية لإعادة المهاجرين إلى ليبيا، وذلك نظرًا للأوضاع المروعة لمراكز احتجاز المهاجرين داخل الدولة، إلى جانب تدهور الوضع السياسي والأمني.