مع اقتراب موعد الحملة الانتخابية للمحليات، عاد ملف المطاعم المدرسية إلى الواجهة، بسبب المشاكل التي يشهدها هذا الأخير نتيجة انشغال رؤساء البلديات بالانتخابات المحلية وبقاء مئات المطاعم المدرسية مغلقة في وجه التلاميذ، رغم مرور أكثر من أربعة أسابيع على الدخول المدرسي، ما دفع بأولياء التلاميذ للاحتجاج على هذه الوضعية ومطالبة الجهات المسؤولة بالنظر في الموضوع. يعيش مئات التلاميذ بالمدارس الابتدائية عبر مختلف ولايات الوطن تحت رحمة الجوع بعد أكثر من شهر عن انطلاق الموسم الدراسي الجديد وهي الوضعية التي يخشى أن تتواصل لأسابيع وربما أشهر أخرى نظرا لانشغال المسؤولين على هذا الملف في التحضير لخوض الانتخابات المحلية فيما تم إهمال انشغالات التلاميذ ومدى حاجتهم للمطاعم المدرسية من اجل وجبة كاملة ونظيفة بدل اللجوء إلى سد جوعهم بوجبات خفيفة لا تتعدى حبات بيض وعلب ياغورت. وفي هذا السياق، طالب أولياء التلاميذ خاصة في المناطق النائية بتدخل السلطات المختصة لحل الإشكال في ظل فوضى تسيير هذه الهياكل من قبل البلديات، فيما عبّروا عن قلقهم من تأخر فتح هذه المطاعم وحرمان أبنائهم من وجبة الغذاء، بالإضافة إلى مئات المعوزين والتلاميذ الذين لا يلتحقون بمقر سكناتهم في منتصف النهار لسبب أو لآخر الاستفادة من هذه الخدمة الضرورية، ومن بين أهم الأسباب التي كانت وراء تأخر فتح المطاعم المدرسية بمختلف المؤسسات التربوية عبر عدة ولايات من الوطن، على غرار انشغال رؤساء البلديات عن أداء مهامهم، عدم تجديد عقود الممولين الذين يسهرون على تزويد مختلف هذه المطاعم بالمواد الغذائية من قبل المصالح المختصة بعد نقل عملية تسييرها إلى مصالح البلديات، بالإضافة إلى مشكل غياب عمال وطباخين بإمكانهم تقديم وجبات ساخنة وكاملة للتلاميذ. وفي ذات السياق، أشار الناشط التربوي، كمال نواري، في تصريح ل السياسي إلى وجود العديد من المطاعم المدرسية التي لم تفتح أبوابها بعد على مستوى عدة ولايات من الوطن، على غرار المطعم المدرسي ببلدية تامريجت، موضحا عدة أسباب وراء هذه الأزمة أهمها تتعلق بعدم وجود موظفين طباخين بعد تسريح عمال الشبكة الاجتماعية وتشغيل الشباب، بالإضافة إلى مشكل آخر يتعلق برفض الممونين التعامل مع البلديات إلى جانب رفض المعلمين الإشراف على التأطير أثناء الإطعام وأسباب أخرى، يقول المتحدث، حالت دون إمكانية فتح المطاعم.