بدأ التحرك على مستوى عالي في حركة مجتمع السلم لطرح فكرة انتخاب رئيس جديد من قيادات الجيل الثاني، من أجل تفادي الشقاق الذي قد تعرفه الحركة خلال المؤتمر القادم، خصوصا في ظل الأنباء الواردة عن رغبة الرئيس الأسبق، أبو جرة سلطاني، في الترشح خلال هذا الموعد الهام المرتقب شهر ماي المقبل. وتهدف هذه الخطوة بحسب مصادر عليمة بخبايا حركة الراحل محفوظ نحناح، لتكريس اتجاهين لا ثالث لهما خلال المؤتمر المقبل للحركة، الاول وهو الاقرب للحدوث تجديد الثقة في الرئيس الحالي عبد الرزاق مقري الذي يمثل تيار الممانعة في الحزب الإسلامي وهو التيار الاقوى، بحسب آخر استفتاء لآراء مجلس شورى الحركة بخصوص الانضمام للحكومة من عدمها. أما الاتجاه الثاني الذي تحاول قيادة الحركة فرضه على المؤتمرين كخطة بديلة، بحسب ذات المصادر، فهو تزكية رئيس جديد من قيادات الجيل الثاني في الحركة بغية تفادي النزاعات بين القياديين التي ادت في وقت سابق لخروج شخصيات من العيار الثقيل على غرار عمار غول وعبد المجيد مناصرة، خصوصا ان المؤتمر يأتي في ظرف جد حساس قبيل عام واحد عن الانتخابات الرئاسية التي تسعى فيها حركة مجتمع السلم لضمان موقع جيد في الساحة. ويتضح جليا بأن هناك محاولات لإبعاد تيار المشاركة بقيادة الرئيس الاسبق للحركة ابو جرة سلطاني وذراعه الايمن عبد الرحمان سعيدي من الواجهة، بعد تواتر انباء حول رغبة وزير الدولة السابق في السيطرة مجددا على دفة قيادة حركة الراحل محفوظ نحناح. وباشر مقري إحكام قبضته على الحركة في وقت حساس ومدروس خلفا لعبد المجيد مناصرة، بحيث سيتاح له تحضير وتوجيه مناضلي حزبه للمؤتمر القادم المقرر في ماي 2018 لاختيار الرئيس الذي سيتولى زمام حمس لمدة 5 سنوات، ويبدو من خلال المعطيات الواردة بأنه قد شرع فعليا في قطع الطريق على غريمه أبو جرة سلطاني الذي يطمح بدوره للعودة إلى الرئاسة، وهي نوايا لم ينفها القيادي عبد الله بن عجايمية الذي قال في تصريح سابق ل السياسي ، إن كل شيء وارد في المؤتمر المقبل ومن حق كل شخص الترشح لرئاسة الحركة لكن الكلمة الاخيرة ستكون للمؤتمرين. ومن المنتظر أن يناقش المؤتمر القادم للحركة، العديد من القضايا، منها ما تعلق بموقع حمس في الساحة السياسية بين المعارضة أو العودة للحكومة، وما هي صيغة وكيفية وآليات وأهداف العودة، ناهيك عن الإجابة عن آليات وكيفية تطوير نهج المعارضة، إن بقت فيه الحركة، وأيضا طرح إشكالية الفصل بين الدعوي والسياسي وآليات تجسيده وتفعيله ميدانيا، فيما قد يتم الإعلان عن مرشّح الحركة لرئاسيات 2019 خلال ذات الموعد الهام.