تتقاطع عودة عبد الرزاق مقري على رئاسة حركة مجتمع السلم مع ثلاثة رهانات اساسية سيعمل على تحقيقها خلال الفترة المقبلة، وأولها استكمال مشروع حمس التاريخية من خلال ضم حركة البناء الوطني، وسيسعى شيخ حمس الجديد القديم كذلك إلى احكام قبضته على حركة الراحل محفوظ نحناح وقطع الطريق على غريمه ابو جرة سلطاني خلال المؤتمر المقرر في ماي 2018، مع وضع خارطة طريق لضمان موقع مناسب للحركة قبيل رئاسيات 2019 المرتقبة. واستلم عبد الرزاق مقري أمس بشكل رسمي الرئاسة الدورية لحركة مجتمع السلم من عبد المجيد مناصرة، الذي ترأس الحركة لمدة 5 أشهر طبقا لاتفاق ترسيم الوحدة الذي تم بين حركة حمس وجبهة التغيير. وتمت تزكية مقري، خلال الدورة العادية العاشرة لمجلس الشورى الوطني للحركة التي انعقدت أمس بالجزائر العاصمة، والتي أكد خلالها مقري أن الحركة حددت 3 أولويات لهذه المرحلة تتمثل في استكمال وإنجاح مسعى الوحدة، الذي يعد مسارا استراتيجيا وإنجازا جماعيا في زمن اتسم بظروف صعبة والسعي إلى إنجاح الحركة في المجالس المحلية والحضور السياسي والبرلماني لها. وجدد مقري، التأكيد على أن الباب يبقى مفتوحا لكل أبناء مدرسة الشيخ محفوظ نحناح، للعودة إلى صفوف الحركة تحت شعار الوحدة، مبرزا الإرادة القوية والاستعداد الملموس لعودة حركة البناء الوطني. وعمل عبد الرزاق مقري طيلة تولي مناصرة للرئاسة على البقاء في المشهد السياسي، ما جعل مراقبين يرون أنه يمارس الوصاية على حمس من خلال مختلف خرجاته عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فايس بوك ، حيث كان يقدم مواقف الحركة في مختلف الأحداث الوطنية وحول مخطط عمل الحكومة وبعض الإجراءات المتخذة كاعتماد التمويل غير التقليدي وإلغاء الضريبة على الثروة، وكذا الرد على من يعتبرهم متحاملين على الحركة والقائلين بتراجع أحزاب التيار الإسلامي ومهاجمتهم، كما يستعمل الفايس بوك لتوجيه مناضلي حمس في عدد من الأمور على غرار قضية التحالفات مع أحزاب الموالاة في المجالس المنتخبة. وسيباشر مقري إحكام قبضته على الحركة وتحضير مناضلي حزبه للمؤتمر القادم المقرر في ماي 2018 لاختيار الرئيس الذي سيتولى زمام حمس لمدة 5 سنوات، وقطع الطريق على غريمه أبو جرة سلطاني الذي يطمح بدوره للعودة إلى الرئاسة، وهي نوايا لم ينفها القيادي عبد الله بن عجايمية الذي قال في تصريح حديث ل السياسي ، إن كل شيئ وارد في المؤتمر المقبل ومن حق كل شخص الترشح لرئاسة الحركة لكن الكلمة الاخيرة ستكون للمؤتمرين قبل أن يتدارك: نحن الآن منشغلون بإتمام اجراءات الوحدة بين حمس والتغيير والحديث عن الرئيس المقبل سابق لاوانه ، على حد تعبيره.