اعتبر رئيس المجلس الاعلى للغة العربية صالح بلعيد امس، بالجزائر العاصمة ان العربية و الامازيغية تجسدان اللغتين الام في الجزائر دون اي جدال , في تكامل ناجم عن الانصهار الموروث عن الاجداد . و قال السيد بلعيد خلال احتفال نظمه المجلس الاعلى للغة العربية بمناسبة اليوم العالمي للغة الام المصادف ل 21 فبراير من كل سنة ان اللغتين الام بالجزائر هي العربية و الامازيغية لما لهما من معايير اللغة الام و المتمثلة في الترسيم و الاستعمال و التدريس و الابجدية , مؤكدا انه لا يوجد اي جدال في هذا الخصوص فالتكامل بين اللغتين قائم و ناجم عن الانصهار الموروث عن الاجداد الذين جعلوا لكل من اللغتين وظيفة و مكانا تختص بها في مجتمع جزائري متن الهوية اللغوية بشعار البقاء للأمازيغية و الرقي بالعربية و ان الترابط بين الاثنين هو العروة الوثقى للجزائر . و قال المتحدث في كلمته ألقاها امام باحثين جامعين و مختصين في اللسانيات و اعضاء من جمعية العلماء المسلمين الجزائريين ان اللغة تبقى عنوان كل امة و وعاء ثقافتها , و لذا فهي تعمل جاهدة--كما أضاف-- للحفاظ عليها و على تنوعاتها التي تجسد ثرائها اللغوي و الثقافي . و من هذا المنطلق ايضا سيحتفل المجلس الاعلى للغة العربية و لأول مرة بتاريخ 19 مايو المقبل باليوم العالمي للتنوع الثقافي من اجل الحوار و التنمية, حسبما أعلن عنه السيد بلعيد. و كانت المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)-- كما قال-- قد دعت إلى احترام التنوع الثقافي وتعزيز الحوار بين الثقافات لدعم التنمية الشاملة المستدامة تنفيذاً لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدةي الذي جاء تتويجاً للجهود الدولية في مجال ترسيخ مبدأ التنوع الثقافي على المستوى الدولي. وعرفت فعالية الاحتفاء باليوم العالمي للغة الأم من جهة أخرى تنشيط محاضرات حول أهمية الموضوع و التي ركزت على العلاقة التي تربط اللغتين الامازيغية و العربية و دور اللغة الام في المسار التعليمي و المناهج الدراسية بالجزائر. و في هذا الخصوص تطرقت الدكتورة لطيفة هابشي من جامعة عنابة الى الانفصام عن البيئة اللغوية الذي يواجهه الطفل الجزائري عند دخوله الى المدرسة مقارنة بمكتسباته اللغوية السابقة بسبب الفارق بين اللغة التي يتكلمها و اللغة التي يتعلمها في المدرسة , لينتقل--كما قالت-- من شفوي لا يكتب الى كتابي لا يتكلم به . وركزت من جانبها الدكتورة حفيظة تازروتي من جامعة الجزائر 2 في مداخلتها على سبل استثمار اللغة الام في التعليم كونها لغة فطرية عند الطفل مبينة ما تتزخر به اللغة الام في الجزائر سواء العربية او الامازيغية من موروث ثقافي كالحكاية و الالغاز و الامثال الشعبية و التي يمكن ان تستغل في السيرورة التعليمية ضمانا للتوزان النفسي و العاطفي عند المتلقي. يذكر أن الاحتفاء باليوم العالمي للغة الأم كانت قد أقرته منظمة الاممالمتحدة للتربية و الثقافة و العلوم (اليونسكو) سنة 1999 للاعتراف بأهمية التعدد اللغوي وكذا لتنمية الوعي بالتقاليد اللغوية والثقافية القائمة على التسامح والتفاهم والحوار.