سجلت مصالح مديرية الصحة لولاية غرداية ارتفاع عدد الحالات المشتبه إصابتها بمرض البوحمرون إلى 15 حالة بدل 11 وذلك عقب تسجيل أربع حالات جديدة يشتبه إصابتها بداء البوحمرون على مستوى بلدية القرارة، وهم أطفال تتراوح أعمارهم ما بين عامين إلى 10 سنوات، والذين يسكنون وسط المدينة. وحسب مصادر طبية، يرتفع عدد حالات الاشتباه المصابة بمرض البوحمرون إلى 15 حالة، بعد تسجيل 11 حالة على مستوى بلديات غرداية، المنيعة، الضاية بن ضحوة. هذا وتقوم السلطات المحلية بتحقيقات واسعة لمعرفة أسباب ظهور هذه الحالات، واتخاذ الإجراءات اللازمة، للحفاظ على صحة وسلامة المواطنين، في انتظار نتائج معهد باستور حول التحاليل الطبية للحالات المشتبه فيها، ليتم التأكد من إصابتها ب البوحمرون ، أو بمرض آخر. وكانت وزارة الصحة قد أعلنت عن محاصرتها لمرض البوحمرون الذي انتشر مؤخرا بداية من ولايات الجنوب وصولا إلى الشمال وعدد من المدن الكبرى على غرار العاصمة. وحسب ما أعلن المدير العام للوقاية وترقية الصحة، جمال فورار، فقد تم الإعلان عن إحصاء 4800 حالة إصابة بالحصبة عبر 24 ولاية في حين بلغ عدد الوفيات 6 حالات. وأكد ممثل وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات على هامش لقاء حول مكافحة داء السل، أنه من الضروري التأكيد على استمرار الانخفاض التدريجي لهذا الداء بولايتي الوادي وورڤلة، حيث سجلت نسبة 67 بالمائة من هذه الحالات، مبرزا أنه إلى غاية 21 مارس، تم إحصاء 30 حالة بولاية الوادي و18 حالة أخرى بولاية ورڤلة بينما بالمقارنة لليومين السابقين تم تسجيل أزيد من 100 حالة على مستوى الولايتين. وحسب المتحدث، فإن هذا التطور راجع إلى التحرك السريع للفرق الصحية على المستوى المحلي التي تتكفل بسرعة لأي ظهور جديد لحالات مشبوهة من خلال إعداد تحقيق وبائي والشروع مباشرة في تلقيح الأشخاص الذين هم على اتصال مع المصابين. وبدوره، أكد الدكتور فتحي بن أشنهو، مختص في الصحة العمومية، تصريح ل السياسي ، أن من بين أهم أسباب انتشار مرض البوحمرون عبر 24 ولايات وعدم قدرة وزارة الصحة محاصرته راجع لعدة عوامل بالإضافة إلى عزوف المواطنين عن عمليات التلقيح خوفا من اللقاح الذي تحول إلى شبح يرعبهم، هناك عوامل أخرى تتعلق بنظافة المحيط والنظام الغذائي الصحي، موضحا أن انتشار المرض هو دليل على ضعف المناعة لدى المواطنين نتيجة غياب نظافة المحيط واليدين بالإضافة إلى النمط الغذائي سيء بمعنى جهاز المناعة ضعيف، إلى جانب عامل آخر وهو غياب الرضاعة الطبيعية لدى الأطفال ما ساهم بدوره في انتشار المرض. واعتبار المتحدث، عملية التلقيح مجرد مرحلة من مراحل الوقاية من المرض وليست الأساس وهو ما يفسر إصابة أشخاص ملقحين بداء البوحمرون ، بالإضافة إلى سبب آخر حصره المتحدث في تخلي الوزارة عن النظام الصحي القديم الموجود منذ عشرات السنين وتحول دور بعض هيئات الصحة المتواجدة منذ سنوات إلى مجرد إدارات على غرار المعهد الوطني للصحة العمومية ومصلحة الوباء والطب الوقائي والمكتب البلدي للنظافة.