دعا أساتذة وباحثون جامعيون، امس الاول بسكيكدة، خلال افتتاح الملتقى الوطني الثاني الموسوم البلاغة العربية من النظم إلى الأسلوبية ، إلى ضرورة الارتقاء باللغة العربية للتعامل مع العلوم والفنون الحديثة. واعتبر في هذا السياق الأستاذ بوجمعة بوبعيو، عميد كلية الآداب واللغات بجامعة 20 أوت 1955 التي بادرت إلى تنظيم هذا الملتقى الذي تحتضنه المكتبة المركزية للجامعة سكيكدة، أنه لا ينبغي للغة العربية أن تظل لغة الأدب والشعر فحسب، بل عليها أن تتطور لتصل إلى باقي العلوم. وصرح نفس المحاضر: لا بد على الباحثين وعلماء اللغة إعادة النظر في بعض القواعد والمفاهيم التي تسير اللغة العربية من خلال مختلف الملتقيات والتظاهرات العلمية التي من شأنها أن تخلق تفاعلا بين الباحثين فيما بينهم لإيجاد حلول للارتقاء باللغة العربية وحتى يتسنى للطلبة الاستفادة منها . وأفاد ذات المتدخل، بأن العربية لغة حية لها مشروعيتها وانتشارها في العالم وتحتل المرتبة الخامسة عالميا وهي الآن تتحفز لأخذ مكانتها في الإطار التكنولوجي وضمن اللغة الاختزالية والتعامل مع الحاسوب، كما بإمكانها مواكبة ما يجري في العالم وأن تبرز تفوقها في جميع المجالات إلى جانب الشعر والأدب إذا تم تطويرها بالطريقة المناسبة، على حد تعبيره. ولتحقيق هذا الهدف، لا بد من التحلي بإرادة قوية لجعل العربية لغة علم ومعرفة ولغة تكنلوجيا بدليل قدرتها، كما أضاف، على ولوج عالم الأنترنت والحاسوب. من جهته، تناول السبتي سلطاني، أستاذ الأدب العربي بجامعة الطارف في مداخلته بعنوان حاجتنا إلى الأسلوبية من حاجتنا إلى الحداثة المعرفية ، فكرة الانكماش والانطواء حول بعض المفاهيم التقليدية التي تتسبب في التأخر المعرفي وتجبر على الانفتاح على المدارس النقدية الحديثة المنتجة في البلدان الأجنبية. واعتبر الأستاذ سلطاني أن الأسلوبية موضوع شيق ويثير اهتمام القارئ، لافتا الى أن المنهج الأسلوبي الذي يعمل على قراءة النص الأدبي قراءة جمالية هو منهج مستورد خصوصا أن اللغة العربية محكوم عليها بالانفتاح على المدارس الحديثة لتطوير المناهج النقدية. ويتناول هذا الملتقى الذي يدوم يومين عديد المحاور على غرار تطور البلاغة العربية ومبررات الانفتاح على الأسلوبية و فن القول بديلا على البلاغة و من البلاغة إلى الأسلوبية العرفانية .