تحتفل العائلات الجزائرية، على غرار الأمة الإسلامية، بليلة القدر المباركة المصادفة ليوم 26 من شهر رمضان المبارك من كل سنة، وذلك بإحيائها طقوسا وشعائر خاصة بالمناسبة، حيث تحضّر لها تحضيرات خاصة، على غرار الأطباق التقليدية وختان الأطفال بالإضافة إلى التضرع والدعاء والابتهال ولم الشمل ومظاهر التآزر والتلاحم بين الأفراد والعائلات. الأطباق التقليدية حاضرة بليلة السابع والعشرين ما يميز ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان المبارك هي الأطباق التقليدية التي تزين المناسبة والتي تتفنن في تحضيرها ربات البيوت خصيصا للمناسبة، إذ تعودت أغلب العائلات على الأطباق التقليدية في هذه الليلة المباركة التي تخص بأشياء خاصة إذ تختلف الأطباق المعتادة للإفطار، لتكون الأطباق التقليدية هي الحاضرة على المائدة خلال المناسبة، إذ تتنوع ما بين طبق الكسكسي والرشتة والشخشوخة والثريدة، وغيرها من الأطباق الأخرى التقليدية التي اعتادت العائلات الجزائرية على تناولها خلال المناسبة والتي تعتبر تقليدا راسخا يرافق هذه الليلة المباركة وهو ما أجمعت عليه ربات البيوت اللواتي التقت بهن السياسي ، لتطلعنا زينب في هذا الصدد أنها تحضّر طبق الكسكسي لعائلتها خلال ليلة السابع والعشرين من رمضان، لتضيف بأنها تقوم بالأمر خلال كل مناسبة، وتحضّر عائلات أخرى طبق الرشتة الشهير لتطلعنا حياة في هذا الصدد أنها تعمد لتحضير هذا الطبق خلال مناسبة السابع والعشرين من رمضان، لتختلف الأطباق بين المنازل والعائلات وتجتمع عند نقطة واحدة وهي أن تكون أطباقا تقليدية. ولا يقتصر تناول الأطباق على العائلة فقط، بل يمتد إلى الأهل والأقارب الذين يتشاركون في تناول الأطباق حيث تحرص العديد من العائلات تقاسم الوجبات التقليدية مع أهلها، إذ تحرص ربات البيوت على تقاسم الأطباق التي حضرتها مع أهاليها ليكون الأمر متبادلا بينهم، وهو ما أطلعتنا عليه زهرة لتقول في هذا السياق أنها تقوم بتبادل الأطباق مع أهلها وجيرانها خلال ليلة السابع والعشرين، وتمتد تحضيرات الأطباق إلى الحلويات، التي تعرف رواجا في هذه الليلة المباركة، حيث أنه وبعد تناول وجبة الإفطار والتي يكون طبقها الرئيسي تقليديا، تلتف العائلات حول موائد الشاي والقهوة والحلويات المتنوعة على غرار البقلاوة والمقروط وغيرهما من الحلويات التقليدية الأخرى التي يزينون بها الموائد في أجواء عائلية خالصة تطبعها الليلة المباركة. صوم الأطفال لأول مرة.. تقليد راسخ لدى العائلات تعتبر ليلة السابع والعشرين من رمضان أو ليلة القدر المباركة كما يحلو للكثيرين تسميتها فرصة لتصويم الأطفال لأول مرة، إذ ينتظر العديد من الأولياء قدوم المناسبة لأجل تصويم أبنائهم، بحيث يحضّر للمناسبة قبلا بالنسبة للعائلة التي يصوم طفلها لأول مرة، حيث تبدأ التحضيرات بتحضير الطفل على الصيام وخصه بشيء من الاهتمام على غرار تحضير أطباق خاصة مما يشتهي، والسهر على تلبية حاجياته وتشجيعه إلى غاية الإفطار، ليلقى رعاية كبيرة من طرف العائلة التي لا تفوت فرصة إظهار غبطتها وسعادتها بالطفل، ولا تتوقف مظاهر الاحتفال بالطفل الذي يصوم لأول مرة خلال ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان المبارك، بل تمتد إلى السهرة والتي تكون مميزة بحضور الأهل والأقارب الذين يشاركون الطفل فرحته بصومه لليوم ولأول مرة، وخاصة في ليلة مباركة كهذه، وتعمد الأمهات لتزيين الطفل الذي صام وإلباسه أبهى الحلل ليبدو في مظهر مميز، كما تقوم العائلة بالاحتفال به من خلال تقديم التهاني له وتقديم الهدايا والنقود له نظير ما بذله من مجهود طيلة اليوم، ولا يقتصر الأمر على فئة الأطفال التي تصوم لأول مرة، بحيث يحرص أطفال كثر على عدم تفويت هذه الليلة المباركة وصيامها لما تحمله من بعد روحاني، وهو ما تحث عليه العائلات والأولياء، إذ يقومون بترغيب وحث فلذات كبدهم على الصيام في هذه الليلة المقدسة ليبقى صيام الأطفال من بين الأمور التي لا تفوت من طرف الأطفال سواء الذين يصومون لأول مرة أو الذين اعتادوا الصيام قبلا. ..وختان الأطفال جزء هام من ليلة القدر تنتظر أغلب الأسر قدوم ليلة القدر المباركة لتكون مناسبة لختان أطفالهم، إذ ينتظرون هذه المناسبة لتكون يوم الختان، حيث تشهد المناسبة عمليات ختان بالجملة للأطفال، لتكون بذلك المناسبة مناسبتين وفرحتين اثنين مناسبة ليلة القدر ومناسبة ختان الأطفال التي تنتظرها العائلات، إذ يفضّل كثيرون هذه المناسبة وينتظرونها لتكون يوم ختان أطفالهم، وهو ما أطلعتنا عليه نادية لتقول في هذا الصدد أنها ستقوم بختان ابنها خلال ليلة القدر المباركة، لتضيف المتحدثة أنها عمدت لذلك لما تحمله الليلة من روحانية وخير وبركة، ويشاطرها سفيان ليضيف في ذات السياق بأنه ينتظر ليلة السابع والعشرين لختان ابنه، ولا تخلو المناسبة من الأفراح والبهجة، إذ تقام حفلات بالجملة بتجمع وتلاقي الأهل والعائلة احتفاء بعملية الختان السعيدة في ليلة مباركة، حيث تعرف الليلة سهرة وأجواء عائلية خالصة لا تخلو من صور التراحم والأفراح التي يصنعها الأهل والأقارب. ليلة القدر فرصة للتبرك والدعاء والتقرب من الله عز وجل تعد ليلة القدر المباركة فرصة للمؤمنين الذين لا يفوتون الاحتفاء بها على طريقتهم المتمثلة في التضرع والدعاء وذكر الله، تعالى، إلى الصلاة على خاتم الأنبياء، إذ تعد ليلة مباركة ليست ككل الليالي بتصنيف الله لها ليلة خير من ألف شهر لكثرة خيرها وفضلها، وهو الأمر الذي يدفع بالكثيرين إلى استغلالها في الإكثار من الدعاء والصلاة وطلب المغفرة والتقرب من الله، عز وجل، حيث تشهد المساجد بليلة القدر المباركة توافدا كبيرا للمصلين من النساء والرجال وحتى الأطفال الذين لا يفوتون الفرصة ويرافقون أولياءهم لأداء الصلاة معهم جنبا إلى جنب، ولا تخلو المناسبة من صور التراحم والتآزر والتضامن بين الأفراد والمجتمع، إذ تكثر أعمال التطوع والتضامن والصدقات للمحتاجين والأيتام، وهو ما يجده العديد من الأشخاص الفرصة الأنسب لهم للتقرب من الله عن طريق التصدق وإدخال الفرحة على الأيتام والمعوزين بإهدائهم ملابس العيد ومبالغ مالية مثلا، لتبقى ليلة السابع والعشرين من أكثر الليالي ميزة وأكثرها بركة وفضلا على الجزائريين الذين لا يفوتون الاحتفال بها وإحيائها.