غياب المنهجية والوجوه الثورية في كتابة التاريخ يفتح الباب أمام فكر التشكيك دعا رئيس جمعية قدامى المحكوم عليهم بالإعدام، مصطفى بودينة، إلى تفادي تطوير العلاقات الجزائرية - الفرنسية خارج حظيرة التاريخ، مؤكدا أن أسلوب الإعدام في حق المجاهدين إبان الثورة التحريرية، لم يكن إلا واحدا من أساليب بشاعة المستعمر، الذي أصدر أكثر من 2200 حكم بالإعدام، ولم ينفذ سوى 214 منها، حسب الأرقام الرسمية، وأشار في سياق متصل، إلى غياب المنهجية في كتابة التاريخ، وتغيب الوجوه الثورية. قال بودينة في ملتقى لإحياء اليوم الوطني للمحكوم عليهم بالإعدام إبان الثورة التحريرية، إن إعادة بناء العلاقات مع فرنسا، لا ينبغي أن يكون خارج حظيرة التاريخ، باعتباره شاهدا على بشاعة الاستعمار الفرنسي طيلة فترة تواجده بالجزائر، مضيفا أن وسيلة الإعدام لم تكن سوى صورة من صور جرائم المستعمر في حق الجزائريين الأبرياء، ومحاولة لكبح انتصارات وتوسعات الثورة التحريرية المجيدة. وندد المتحدث بتغييب الوجوه الثورية في كتابة التاريخ، ما يحدث جدلا من حين لآخر على الساحة الوطنية، وآخرها اتهام زعيم حزب التجمع الوطني من أجل الثقافة والديمقراطية، الرمزين عبد الحفيظ بوصوف وهواري بومدين، باغتيال العقيد عميروش، من خلال إصداره “عميروش.. حياة واحدة، ميتتان ووصية”، ما جعل كتابة ذاكرة الجزائر تفتقر للمنهجية، حسب تعبير المتحدث. وحسب الأرقام الرسمية التي قدمتها الجمعية فإن فرنسا الاستعمارية أصدرت أكثر من 2200 حكم بالإعدام ما بين سنتي 1954 و1962، ولم تنفذ سوى 214 حكم منها، مذكرا بوجود أكثر من 1000 محكوم عليه بالإعدام على قيد الحياة، وهي الفترة التي كانت تتميز باتساع رقعة الثورة وزيادة تنظيمها.