استقبل والي ولاية الطارف محمد لبقى ، أمس ،خلال زيارته الميدانية لبلديتي شبيطة مختار والذرعان، رفقة أعضاء الهيئة التنفيذية، باحتجاجات عارمة للسكان كادت أن تأخذ منحى آخر، و سجل إعتداء من بعض الشبان على عناصر الأمن. لكن هذه الأخيرة لم ترد على استفزازاتهم، أمام حالة الاحتقان والغضب الجماهيري، تنديدا بالوضعية المزرية و الكارثية التي آلت إليهما البلديتان وانعكاس ذلك على تدهور إطار المعيشة ، ناهيك عن جملة من المشاكل التي يعاني منها السكان والتي تعد نتاج تراكمات السنوات الفارطة، حسبهم جراء التهميش و إقصائهم من التنمية وحالة الإهمال واللامبالاة وهو ما يدفع ثمنه الآن المواطن. المواطنون الغاضبون حملوا المسؤولية للمنتخبين واتهموهم بالتقاعس في التكفل بأوضاعهم المعيشية التي تبقى في تأزم على حد قولهم، حيث أثار سكان بلدية شبيطة مختار المحطة الأولى في زيارة الوالي الوضعية الكارثية التي آلت إليها البلدية وأحيائها وأزقتها، التي غرقت في تسربات مياه الصرف الصحي أمام الروائح السامة والمتعفنة و انتشار الناموس ،وهو ما بات يهدد حياتهم بالأمراض والأوبئة خاصة مع تزايد عدد مرضى الحساسية والربو. كما طرح السكان تدهور حالة الطرقات، فضلا عن نقص التزود بمياه الشرب و اهتراء الوسط الحضري، في ظل حرمانهم من مشاريع التحسين الحضري والمطالبة بالسكن والتشغيل و إيجاد جل لمشكلة القضاء على الأكواخ الهشة. إضافة إلى تدهور حالة سوق الخضر والفواكه، و وضعية الأحياء السكنية بقلب النسيج الحضري التي غرقت في أكوام من النفايات و مستنقعات مياه الصرف الصحي التي وصل زحفها على المساحات الخضراء، وهو ما ينذر بوقوع كارثة صحية حسب تعبيرهم، إلى جانب ذلك اشتكى السكان والشباب حرمانهم من أبسط المرافق الرياضية والترفيهية و الخدماتية. وقد طلب المواطنون من الوالي القيام بزيارة ميدانية مشيا على الأقدام عبر شوارع البلدية للوقوف عن كثب على حقيقة أوضاعهم المعيشية و والوضعية المزرية التي ألت إليها المدينة، وهو ما استجاب له الوالي، قبل أن تتطور الأمور فجأة عن نهاية الزيارة بمحاصرة مجموعة من الشباب والمواطنين موكب الوالي رافضين السماح له بمغادرة البلدية ما لم يزور مناطق أخرى متضررة والإعلان عن إجراءات وتدابير مستعجلة للتكفل ببعض المشاكل المطروحة. وهو ما استدعى تدخل مصالح الأمن لتطويق سيارة الوالي تفاديا لأي انزلاقات ،هذا فيما سجل إعتداء بعض الشباب على أعوان الأمن الذين كانوا يؤمنون فيه موكب الوالي في محاولة لإستفزازهم، غير أن الأعوان تحلوا بالهدوء وضبط النفس. وبقرية زورامي وقف الوالي عن المشاكل المعيشية التي يعانني منها السكان من اهتراء الطرقات وانعدام الربط بشبكة الصرف ونقص مياه الشروب، وانتشار الأكواخ الهشة والتي وعد بالتكفل بها. وببلدية الذرعان استقبل كذلك الوالي باحتجاجات كبيرة من قبل المواطنين مع غلق بعض التجار لمحلاتهم، تنديدا بالوضعية المزرية و الكارثية التي آلت إليها مقر أعرق دائرة بالولاية التي تبقى منطقة عبور إلى الطريق السيار شرق غرب، حيث طرح السكان إهتراء الوسط الحضري و إقصائهم من مشاريع التحسين الحضري، وأزمة المياه الشروب التي يعانون منها على مدار السنة، ما دفعهم إلى شراء المياه من الباعة المتجولين. و أشاروا بأن الوضع البيئي مرشح للتفاقم وهو ما ينذر بوقوع كارثة صحية ووبائية خطيرة ، إن لم يتم تدارك الوضع في القريب العاجل، إضافة إلى تراكم القمامة ونقص الإنارة العمومية و نقص المرافق الخدماتية والترفيهية وغيرها من المشاكل الأخرى، وهذا في غياب المجلس البلدي الذي حملوه مسؤولية الأوضاع الكارثية التي بلغتها البلدية وتهربهم من التكفل بمشاكلهم، والتي زاد عليها تأخر تعيين رئيس للدائرة بعد أن ظل المنصب شاغرا، بعد إحالة الرئيس السابق على عطلة مرضية منذ عامين. وبقرية عين أعلام أحد أهم التجمعات السكانية الثانوية التي تأوي أزيد من 5 آلاف نسمة استقبل الوالي، باحتجاجات السكان تنديدا بتأزم الوضع البيئي من جراء زحف القمامة الفوضوية وتراكم الأوساخ وهو ما تسبب في مشاكل صحية للمواطنين ، مطالبين بإزالة هذه القمامة في أقرب وقت. وقد وجه الوالي انتقادات لاذعة لغياب منتخبي بلدية الذرعان، عن حضور الزيارة التي تبقى فرصه لطرح إنشغالات المواطنين عليه، متوعدا باتخاذ الإجراءات اللازمة ضدهم. وقد إختتم الوالي زيارته بعقد جلسة عمل مع ممثلي المجمتع المدني والمواطنين للذرعان وشبيطة مختار بمركز التكوين المهني بالذرعان تم خلالها طرح جملة من المشاكل تخص تحسين الإطار المعيشي والتي وعد الوالي بالتكفل بها حسب الأولويات ضمن برامج الدولة. و أعلن الوالي بالمناسبة عن الإنطلاق في إعادة عملية الإحصاء لسكان الأكواخ الهشة، تحسبا للشروع في الشطر الثاني من عملية الترحيل هذا الشهر والتي تستمر إلى غاية نهاية السنة.