تعاون جزائري- فرنسي لوضع مدونة للمهن والوظائف قمة لمجموعة ال 20 حول خدمات التشغيل نهاية السداسي الجاري وقّعت أمس الوكالة الوطنية للتشغيل والوكالة الفرنسية للتشغيل "بول أمبولوا" على البرنامج التنفيذي الثنائي الخاص بمرافقة مشروع انجاز المدونة الجزائرية للمهن والوظائف وعصرنة فهرس المهن وتحيينه. في إطار التعاون الجزائري الفرنسي في مجال العمل تم أمس بمقر وزارة العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي التوقيع على البرنامج التنفيذي المتعلق بمرافقة انجاز مشروع المدونة الجزائرية للمهن والوظائف تحت إشراف وزير القطاع الطيب لوح وسفير فرنسابالجزائر كزافييه دريانكور. البرنامج الموقع بين الوكالة الوطنية للتشغيل ونظيرتها الفرنسية" بول أومبولوا" يهدف بالأساس إلى إنشاء المدونة الجزائرية للمهن والوظائف وتحيين فهرسها، وإعطائها أدوات تساير المحيط والمتطلبات الجديدة، بما يجعلها أداة موحدة توضع تحت تصرف مختلف المتدخلين في مجال التشغيل. وقالت السيدة شيبان عزيزة المديرة العامة للوكالة الوطنية للتشغيل عقب التوقيع "أن من أهداف هذا البرنامج تحديد المجالات التي يمكن للطرف الفرنسي من خلالها ضمان مساعدة للوكالة الوطنية للتشغيل لوضع المدونة الجزائرية للمهن والوظائف على مدى ثلاث سنوات والوكالة الوطنية للتشغيل ستلتزم بمد البرنامج بالوسائل الضرورية " ، وأضافت في هذا السياق" الفهرس الجزائري للمهن قديم يعود لفترة الستينيات، وهو لم يعد يتماشى والواقع الجزائري الحالي لذلك فإن عصرنته ضرورة ملحة" وعن اختيار الطرف الفرنسي دون غيره قالت "هناك العديد من المهن المتشابهة بيننا كالطب والتمريض وغيرها، وهناك مهن خاصة بنا كالدليل السياحي للصحراء والمحروقات والصناعة التقليدية، والتعاون في هذا المجال سيسمح بتوسيع مجال العمل وإعطاء إمكانية اكبر لتلبية رغبات طالبي العمل". من جانبه أوضح كريستيان شاربي مدير الوكالة الفرنسية للتشغيل أن" الطرف الفرنسي سيلتزم بضمان المساعدة التقنية والخبرة للمشروع، حيث ستقوم مساعِدة بزيارة الجزائر ثلاث أو أربع مرات في العام لهذا الغرض لتنشيط الاختيارات والقرارات التي تتخذها الوكالة الجزائرية للتشغيل". ودائما في نفس السياق أضاف المتحدث" أن الوكالة الفرنسية "بول اومبلوا" وبحكم تجربتها وخبرتها في هذا المجال لسنوات فإنها ستكون حاضرة لمرافقة الوكالة الوطنية للتشغيل في مشروع إنجاز المدونة الجزائرية للمهن والوظائف وعصرنتها" مشيرا أن هناك العديد من نقاط الالتقاء والتشابه بين الجزائروفرنسا في مجال التشغيل، منها نسبة البطالة المتقاربة ( في فرنسا اقل بقليل من 10 بالمائة) كما أن الشباب غير المؤهل وغير الحامل لشهادات معرض في البلدين للبطالة بنفس الدرجة، لكن هناك نقاط اختلاف". وأوضح مدير الوكالة الفرنسية للتشغيل أن إعداد مدونة أو فهرس للمهن لا يعني خلق مناصب شغل، إنما من يخلق هذه المناصب هي المؤسسات الاقتصادية والمدونة تعتبر وسيطا فقط يساعد البطالين على الولوج إلى مناصب الشغل. وكشف المتحدث في سياق متصل عن تنظيم قمة لمجموعة العشرين حول خدمات التشغيل نهاية السداسي الجاري وبإمكان الجزائر المشاركة فيها كعضة ملاحظ. أما وزير العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي الطيب لوح فقد ذكر في كلمة له بالمناسبة بأنه تم إعداد برنامج عمل للتعاون في مجال العمل بين الطرفين في عام 2001، وهو يشمل مشروعين هما تحديث المرفق العمومي للتشغيل وتشجيع تنمية إنشاء المؤسسات، وأشار انه تم الرجوع لهذا البرنامج في أوت 2002 ليشمل إجراءات أخرى تتضمن تحسين جهاز الإعلام وتحليل سوق العمل، وتقييم عملية تدريب طالبي العمل لإنشاء مؤسسات. وفي هذا الإطار يقول الوزير يدخل إعداد المدونة الجزائرية للمهن والوظائف من خلال تكييف الدليل العملي لفهرس المهن والوظائف الفرنسي مع السياق الجزائري، وسيسمح هذا التعاون من الاستفادة من خبرة وتجربة قطاع التشغيل الفرنسي سيما في مجال تكوين المكونين من بين إطارات الوكالة الوطنية للتشغيل في تقنيات إدارة سوق العمل وتقنيات المقابلة والتسيير. وذكّر الطيب لوح أن برنامج إعداد المدونة الجزائرية للمهن قد شرع فيه مند 2003 بدعم من الوكالة الفرنسية للتشغيل سابقا. كما أشار السفير الفرنسي هو الآخر أن الطرف الفرنسي وجه مند سنوات برامجه نحو التكوين وخصص لذلك مبلغ 5 ملايين أورو، وكشف أن جون بيار رافاران رئيس الحكومة الأسبق والمبعوث الاقتصادي الخاص للرئيس ساركوزي للجزائر تحدث كثيرا مع الوزير الأول أحمد أويحيى عن المساعدة التي يمكن أن تقدمها النواحي الفرنسية للجزائر في مجال التكوين والتمهين. وإجمالا فإن البرنامج الموقع عليه أمس يعتبر تنفيذا للاتفاقية الممضاة بين الوكالة الفرنسية للتشغيل والوكالة الوطنية للتشغيل في ديسمبر 2006 الذي يرتكز على منح الوكالة الوطنية للتشغيل حق الامتياز في استخدام دليل عملي للمهن والوظائف والاقتباس منه.