تأخير امتحانات الفصل الثالث لتلاميذ الابتدائي إلى نهاية جوان يثير استياء الأولياء تسبّب تأخير امتحانات الفصل الثالث الخاصة بتلاميذ الابتدائي إلى غاية 21 جوان المقبل، في حالة من الفوضى عبر عديد من المؤسسات، بعد أن استبق بعضها الموعد، في حين تمسكت مدارس أخرى بالتاريخ الذي حددته الوزارة، رغم صدور تعليمة مؤخرا أعادت النظر في التاريخ وحددته يوم 4 جوان. أثارت رزنامة امتحانات الفصل الثالث الخاصة بالمدارس الابتدائية قلق الأولياء والأساتذة، بسبب جعلها في ذيل الترتيب مقارنة بامتحانات الطورين المتوسط والثانوي، إذ من المزمع أن تنطلق بداية من 21 جوان المقبل على مستوى معظم المؤسسات الابتدائية، رغم تراجع الهيئة الوصية عن هذا التاريخ، وذلك في تعليمة صدرت مؤخرا حددت من خلالها تاريخ 4 جوان المقبل لإجراء امتحانات الفصل الثالث، بدعوى مراعاة الظروف المناخية المتزامنة مع انطلاق موسم الحر، وكذا القدرات البيداغوجية والنفسية للطفل. ولم تجد تعليمة الوزارة طريقها نحو التطبيق، لكونها صدرت متأخرة، عقب احتجاجات رفعها الأولياء، وكذا لإقدام معظم مدراء التربية على مستوى الولايات بالتنسيق مع مدراء المؤسسات التعليمية على ضبط رزنامة الامتحانات مبكرا، والتي من المزمع أن تنطلق يوم 21 جوان وتستمر إلى غاية نهاية الشهر، في وقت أكدت مصادر بأن الكثير من الابتدائيات لم تنتظر صدور التعليمة الاستدراكية عن الوزارة، وبادرت بنفسها بإجراء امتحانات الفصل الثالث خلال هذه الأيام، ما جعل المؤسسات الابتدائية تعرف فوضى حقيقية، بسبب تمسك الوزارة كل سنة ببرمجة امتحانات الفصل الثالث الخاصة بالطور الابتدائي، عقب إجراء كافة الامتحانات الخاصة بالطورين المتوسط والثانوي، بدعوى تحرير الأساتذة من كل الالتزامات التي قد تعيقهم لحراسة أقسام البكالوريا. و وفق تأكيد رئيس اتحاد جمعيات أولياء التلاميذ خالد أحمد، فإن إشكالية رزنامة امتحانات الفصل الثالث ما تزال مطروحة منذ سنوات، جراء عدم لجوء الوزارة إلى استشارة القاعدة، ويقصد النقابات والأولياء، في ضبط التواريخ المناسبة، معتقدا بأن إلزام التلميذ الذي يدرس في الابتدائي على مواصلة الدراسة إلى غاية نهاية جوان هو أمر جد صعب ولا يتصور، بسبب الظروف المناخية التي تميز ولايات الجنوب وكذا الكثير من المناطق الداخلية، في ظل انعدام الوسائل الضرورية، معتقدا بأن قطاع التربية يعاني ظروفا قاسية في 12 ولاية جنوبية، جراء عدم اكتراث الجماعات المحلية بتوفير الظروف الملائمة. ويؤكد خالد أحمد بأن هذه الوضعية ستزداد تعقيدا بعد أن تتوقف المطاعم المدرسية عن تقديم الوجبات وكذا المياه الصالحة للشرب لفائدة المتمدرسين خاصة القاطنين في مناطق بعيدة بداية من هذا الأسبوع، مما يطرح تساؤلات حول الوضعية التي سيتم فيها التلاميذ العام الدراسي، في ظل انعدام كافة الشروط، وتحت درجات حرارة مرتفعة، تفوق 40 درجة عبر عديد الولايات. ويقترح الأولياء أن تتم برمجه شهادة البكالوريا بداية من 10 جوان على غرار السنوات الماضية، وتليها شهادة التعليم المتوسط، وقبلها شهادة التعليم الابتدائي أي في نهاية ماي، على أن يخصص الأسبوع الأول من جوان لتمكين الأقسام الابتدائية من إجراء امتحانات الفصل الثالث، وذلك مباشرة بعد إنهاء البرنامج الدراسي، ما يجعلهم على أتم الاستعداد لاجتياز العقبة الأخيرة من الموسم الدراسي، عوض إحالتهم على عطلة مؤقتة تمتد عادة من تاريخ إجراء امتحانات شهادة التعليم الابتدائي أي نهاية ماي، إلى غاية انتهاء امتحانات شهادة البكالوريا، ليتم إلزامهم مجددا على الالتحاق بمقاعد الدراسة لإجراء امتحانات الفصل الأخير، مما يجعلهم يواجهون صعوبات في الإعداد تلك الامتحانات، خاصة وأنها ستتزامن مع بداية شهر رمضان، وكذا خروج تلاميذ الأطوار الأخرى في عطلة نهاية السنة. ويقترح رئيس الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين صادق دزيري من جانبه، أن تعيد الوزارة النظر في وتيرة الدراسة، من خلال الأخذ بعين الاعتبار الظروف المناخية والساعة البيولوجية للطفل، موضحا في تصريح للنصر بأن هذا الموضوع الهام كان محور ندوة نشطتها نقابته مؤخرا، وتم على إثرها الخروج بجملة من الملاحظات، من بينها ضرورة تماشي البرامج مع الحيز الزمني، من خلال العودة إلى الدراسة أيام السبت، وكذا ضبط وتوحيد الحجم الزمني للدراسة مهما كانت الظروف المناخية، ، موضحا بان امتحانات الفصل الثالث الخاصة بالأقسام الابتدائية أضحت تطرح إشكالية حتى على مستوى الأسر، التي تضم أبناء يدرسون في أطوار تعليمية مختلفة.