استنكرت النقابة الوطنية لعمال التربية (الآسانتيو) تأخير وزارة التربية الوطنية امتحانات نهاية السنة في التعليم الابتدائي إلى منتصف شهر جوان من كلّ سنة، خصوصا بالجنوب، وقالت إن عددا غير قليل من التلاميذ مهدّدون بضربات الشمس بسبب الامتحانات، معلّقة آمالا على ما ستسفر عنه المشاورات التي وعدت بها الوزيرة بن غبريط بشأن تقييم إصلاحات المنظومة التربوية في جويلية القادم لإيجاد حلول في أقرب الآجال. أوضحت (الآسانتيو) في بيان، تلقّت (أخبار اليوم) نسخة منه، أن المشاورات التي تجريها الوزارة للخروج من معضلة الأزمة التي يتخبّط فيها القطاع تنمّ عن عدم اهتمامها بطبيعة القطاع وما يحفل به من تحدّيات أكثرها ناتج عن سوء الحكمة تقول النقابة، في إشارة منها إلى قرار الوصاية بشأن مواعيد الدخول والخروج المدرسي القادم وامتحانات نهاية السنة في التعليم الابتدائي، حيث أن تلاميذ نهاية مرحلة التعليم المتوسّط أجروا الامتحان بداية من 18 ماي الفارط، فيما أجرى تلاميذ السنوات الأولى والثانية والثالثة متوسّط الامتحان بداية من 25 ماي، وقبل هذا التاريخ يكون تلاميذ مرحلة التعليم الثانوي رغم كبر سنّهم قد أنهوا كلّ الامتحانات وربما دخلوا في عطلة مسبقة. وأكّدت النقابة أن تلاميذ الطور الابتدائي في المنطقتين الأولى والثانية أجروا الامتحان بداية من الفاتح جوان الحالي وتلاميذ الابتدائي في المنطقة الثالثة وهي الصحراوية وشبه الصحراوية فيجتازون امتحانات نهاية السنة بداية من الأحد المقبل بمن فيهم تلاميذ السنتين الأولى والثانية الذين لا تتجاوز أعمارهم سبع سنوات، خاصّة وأن هناك فترة انقطاع عن الدراسة تمتدّ من 28 ماي إلى 12 جوان 2014، حيث يتغيّب فيها المعلّمون والأساتذة بسبب استدعائهم لحراسة امتحانات شهادتي التعليم المتوسّط والبكالوريا وتصحيح امتحان نهاية مرحلة التعليم الابتدائي. كما عبّرت (الآسانتيو) عن أسفها من مرحلة الفراغ التي يمكن أن تؤثّر على التلاميذ الطور الابتدائي، مع العلم أن المواعيد وردت في التعليمة الوزارية الصادرة عن رئيس ديوان وزارة التربية بتاريخ 21 أفريل 2014 مرسله إلى مديري التربية ومفتشي التربية الوطنية للمتابعة وإلى مديري المؤسسات التعليمية للتنفيذ وهي تستند إلى المرجع رقم 14 المؤرّخ في 20 ماي 2013 المحدّد لتاريخ الدخول المدرسي ورزنامة العطل المدرسية للسنة الدراسية 2013/2014. وفي ذات السياق، أشارت ذات النقابة إلى أن ولايات التي ستعرف منذ بداية شهر ماي من كلّ سنة حرارة مرتفعة تجعل الكثير من التلاميذ يصابون بضربات الشمس الحارّة، وبالنّزيف الأنفي المعروف في المنطقة (الرعاف)، حيث يصطحب التلاميذ قارورات الماء معهم في غياب المياه الصالحة للشرب في الكثير من المدارس التي تفتقد جميعها إلى المكيّفات الهوائية وإلى المراوح، كما تعرف تلك المناطق انتشارا رهيبا للحشرات السامّة كالعقارب والأفاعي. ودعت النقابة في بيانها إلى ضرورة تقديم الموعد التقويمي بسبب الظروف التي يجرى فيها، مستنكرة ردّ فعل الوصاية اتجاه نداءات الأساتذة المتكرّرة إلى جانب الإدارة التربوية وأولياء التلاميذ والتلميذات كلّ سنة بشأن ردم الهُوّة الفاصلة بين توقّف الدراسة وبين تاريخ إجراء الامتحان، موضّحة أن تعميم نفس القرارات الخاصّة بالدخول والخروج المدرسي على قطاع التعليم بين مناطق الشمال والجنوب فيه إجحاف كبير لموظّفي وساكنة هذه الأخيرة، وفيه تجاهل للظروف المناخية الصعبة والحالة الاجتماعية المتدهورة، خاصّة سكان الجنوب.