كشف وزير الثقافة عز الدين ميهوبي عن أرقام تبرز ضحالة واقع السينما في الجزائر، حيث أعلن من وهران أن الجزائر تحوز 400 قاعة للعرض منتشرة عبر مختلف جهات الوطن، غير أن 95 بالمائة منها مغلقة أو غير مستغلة معتبرا بأن توقف هذا الكم الهائل من القاعات عن النشاط هو معضلة حقيقية يتوجب معالجتها لإرجاع السينما للجمهور . و أشار الوزير إلى أن دائرته الوزارية تولي اهتماما بالغا لإعادة تأهيل هذه القاعات من خلال عدة مخططات تهدف إلى عصرنتها و تمكينها من اللوازم الحديثة لا سيما التجهيزات الرقمية للعرض تحسبا لإعادة فتحها . هذه الأرقام كشفت تدهور هذا القطاع من حيث مرافقه و تقلصها إلى العدم تقريبا بعد أن كانت الجزائر رائدة في لإفريقيا في هذا المجال حيث كانت في صدارة الدول القارية التي تحوز منذ الاستقلال أكبر عدد من قاعات العرض قبل أن تتوالى نكسات على القطاع مع غلق متواتر للقاعات و التوقف عن اقتناء الأفلام لعرضها ناهيك عن تعرض مرافق العرض للإهمال و عجز البلديات عن تسييرها، ما كلف البلاد خسارة رافد ثقافي كان أحد عناوين فخرها و سمح حتى في تألقها في مجال الإنتاج السينمائي و تتويج أفلام جزائرية بجوائز ذات قيمة عالمية في مهرجانات ذائعة الصيد مثل مهرجان كان و البندقية و برلين و الفيسكابو في واغادوغو و مهرجانات عربية أخرى .... قسنطينة مثلا التي هي اليوم عاصمة للثقافة العربية، طال الغلق و منذ سنوات طويلة قاعاتها المعروفة " النصر، الأندلس، الكازينو، الرمال، الأنوار، سيرتا و الأولمبيا، كما أن عاصمة البلاد تعاني نفس المشكل، خاصة عند من يراودهم الحنين إلى أيام الزمن الجميل في قاعات سيرامايسترا و الجزائرية ، الهقار الماجستيك، شهرزاد و حتى متحفها السينمائي العريق الذي كان يصنف رابع متحف ثراء في العالم بأفلامه التسجيلية و أفلام الفن السابع... إن هذا الواقع الذي آن له أن يتغير نحو الأفضل و العودة بالسينما الجزائرية إلى سابق عهدها و كذا باستعادة جمهورها العريض و الذواق يقتضي بعث و فتح هذه القاعات التي هي للأسف اليوم في حالة كارثية ...