تحاشى جميع الحضور أمس لحفل تكريم الروائي رشيد بوجدرة الخوض في التصريحات الأخيرة له والتي لازالت تثير الجدل في الشارع الجزائري، في حين قال محافظ مهرجان وهران وهي الجهة التي أشرفت على التكريم، أن تلك التصريحات ما هي إلا «خرجات بوجدرية» مثل التي اعتاد عليها من يعرفونه، بينما قال الروائي واسيني الأعرج أن الحفل التكريمي هو تعبير من الحضور على تضامنهم مع بوجدرة الذي أكد في تصريح سابق سهرة افتتاح مهرجان وهران أنه يتحمل مسؤولية كل تصريحاته.وأوضح في تصريح مقتضب للصحافة خلال حضوره لحفل إفتتاح الطبعة الثامنة لمهرجان وهران للفيلم العربي،أنه يتحمل مسؤولية تصريحاته الإلحادية ويتعجب في ذات الوقت من الضجة التي أحدتثها تلك التصريحات التي أوعزها للأسئلة الإستفزازية للصحفية التي حاورته. أما في حفل أمس فقد أوضح رشيد بوجدرة أنه عندما يكتب يرى في نفسه ذاك الطفل الجريح الذي يداوى بالكتابة والذي كان يريد أن يكتب ذات يوم بالطباشير على سطح بيته في قسنطينة، وأنه لحد الآن بعد مرور 50 سنة لم يحقق كل ما كان يريد أن يكتبه. وأضاف أنه لحد اليوم لازال يعيش في عزلة وليس له أصدقاء ولازال يبحث عن ذاك الطفل وأنه مصاب بخجل عضوي لا يستطيع التخلص منه، وقال الروائي الجزائري رشيد بوجدرة أنه لأول مرة يكرم في الجزائر رغم تكريماته المتعددة في مناسبات دولية مختلفة. وبخصوص العلاقة بين الكاتب والسينما،قال بوجدرة أن العلاقة طبيعية في الأصل ومعمول بها في كل دول العالم ولكن في الجزائر تكاد تكون مفقودة ماعدا ما جسده المخرج أحمد راشدي عن رواية مولود معمري "الربوة المنسية"،وأرجع سبب ذلك لإنعدام تقاليد فنية من شأنها ربط الصلة مباشرة بين المبدعين في مختلف المجالات وكذا إلى شح المنتوج الأدبي والسينمائي أيضا في الجزائر مما لا يسمح بإتاحة فرصة للإنتقال من الرواية إلى السينما،مضيفا أن الرواية هي مصدر إلهام للمخرجين ليستقوا منها أعمالهم السينمائية. للتذكير،فالطبعة الثامنة لمهرجان وهران،ستكرم رشيد بوجدرة بمناسبة مرور 50 سنة على ممارسته الكتابة.