من واجب كل فنان قسنطيني تصحيح ما وقع فيه الأولون من هفوات لغوية اعتبر الفنان القسنطيني الشيخ إسماعيل مقران أنه من واجب كل فنان قسنطيني اليوم تصحيح ما تم حفظه بشكل خاطئ، إشارة إلى قصائد النوبة أو «السفاين» التي لا زال الكثيرون يرتكبون أخطاء لغوية خلال أدائها، مؤكدا بأنه حاول بمساعدة عارفين و مختصين في مجال اللغة و الموسيقى، تصحيح ما أمكن من الهفوات و الأخطاء المسجلة بالقصائد المدوّنة من قبل المشايخ و الفنانين، قبل تلقينها لتلاميذه من الجيل الجديد من الموسيقيين بمدينة الجسور المعلّقة. و قال الفنان بأن قسنطينة التي تحتضن اليوم مهرجانات موسيقية دولية، تفرض على الفنانين البحث بجد في بحر الموسيقى الأندلسية و الموشحات حتى يكونوا قدوة للأجيال القادمة و تسهيل عملية التواصل و التعريف بموسيقانا المحلية على أسس علمية متينة بدء بتدارك ما وقع فيه الأولون من هفوات لغوية أخلت بمعاني القصائد. الشيخ اسماعيل مقران درس بالمعهد البلدي للموسيقى عام 1975 و تعلّم الصولفيج قبل الانضمام إلى تلاميذ الشيخ عبد القادر الدرسوني لتعلّم الموسيقى الأندلسية فبرز كعازف و مؤد، مما ساهم في تقرّبه من كبار الفنانين و شيوخ المالوف الذين نهل منهم الكثير من أسرار الفن و الموسيقى الأندلسية بشكل خاص و حفظ عنهم الكثير من القصائد بمهارة، كما حرص على تلقينها بدوره للكثير من تلاميذه فيما بعد. و أكد الفنان الذي أحيا منذ أيام حفل بدار الثقافة مالك حداد، مرافقته للكثير من الفنانين و مشاركته بالعديد من المهرجانات الوطنية للموسيقى الأندلسية و المالوف و الحوزي كعازف و مؤدي و تذكر الفنان كيف أن المغنية سيمون تمار أعجبت بصوته عندما زارت المعهد البلدي للموسيقى و طلب منه أستاذه الدرسوني حينها، أداء أغنية «السالف»من طبع المحجوز لأنها من أغانيها المفضلة، فاغرورقت عيناها لشدة تأثرها و قالت له بأنه سيكون له مستقبل واعد في الفن، غير أن ظروفا خاصة أجبرته على الابتعاد عن المجال الفني لفترة طويلة، لكن دون هجر آلته الموسيقية الكمان مؤنس وحدته و وسيلة تواصله مع الراغبين في تعلّم العزف بمهارة و الذين درس الكثيرون منهم على يده أبجديات العزف و التحكم في معزوفات المالوف و الموسيقى الأندلسية عموما، تمكنوا بفضله من البروز ضمن أجواق الكثير من الفنانين المعروفين بقسنطينة. و عن الفنانين الذين رافقهم في مشواره الفني الذي يزيد عن الأربعين سنة، ذكر اسماعيل مقران الشيخ عبد المؤمن بن طوبال و محمد الشريف زعرور و العيد فنيخ.. بالإضافة إلى احتكاكه بالكثير من المشايخ و على رأسهم الشيخ التومي و حسونة و العموشي الذي نصحه في بداية مشواره بضرورة إتقان العزف على آلة المندولين التي استهل بها مشواره الدراسي في مجال الفن قبل انتقاله إلى العزف على آلة الكمان التي يعترف بميله إليها أكثر من أي آلة موسيقية أخرى. و عن تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية و ما تشهده من تهميش للأسماء الفنية المعروفة، قال مقران أنه اقترح تأسيس جوق نموذجي لموسيقيي قسنطينة من مختلف الأعمار لرسم لوحة نغمية قسنطينية متكاملة لتمثيل المدينة و تشريفها و تشريف كل فنانيها،غير أن الفكرة لم تجد صدى في أوساط المنظمين و لا في أوساط الفنانين أنفسهم.