كشف حارس الخضر الأسبق لوناس قواوي بأن هناك أطراف ضغطت على سعدان لإبعاده عن تشكيلة المنتخب الوطني خلال مونديال بجنوب إفريقيا 2010، مشيرا خلال الاتصال الهاتفي الذي جمعه بالنصر بأنه ذهب ضحية مباراة صربيا الودية، كما تحدث الحارس التاريخي لشبيبة القبائل عن عدة أمور تخصه، وتخص مستقبله ستكتشفونها في هذا الحوار. تعرضي لطعنة من لموشية في «كان» أنغولا 2010 مجرد إشاعة
مرحبا لوناس، ماهو جديدك ؟ أنا أتواجد دون فريق الآن، بعد نهاية عقدي مع مولودية باتنة، لقد كنت أمني النفس بمواصلة اللعب، ولكن غياب العروض قد يجبرني على إعلان الاعتزال، سأنتظر إلى غاية الميركاتو الشتوي القادم، وإن لم أوقع مع أي فريق سأتحول إلى عالم التدريب. *هل أنت مستعد لدخول عالم التدريب ؟ أفكر منذ فترة في دخول عالم التدريب، حيث شرعت في الإجراءات اللازمة، ونجحت لحد الآن في الحصول على شهادة كاف «ج»، في انتظار شهادات أفضل مستقبلا، أنا أملك تجربة بسيطة كمدرب، حيث سبق لي الإشراف على العارضة الفنية للسنافر خلال بعض المباريات، ونجحت في تحقيق نتائج إيجابية ضد كل من شبيبة القبائل ومولودية الجزائر. لا نملك ثقافة اعتزال واللاعب بعد نهاية مشواره قد يتحول إلى «شحات» رغم ما قدمته للكرة الجزائرية، إلا أن لا أحد فكر في برمجة لقاء اعتزالي لك؟ في الجزائر لا توجد ثقافة اعتزال، وبالتالي لا يمكنني أن أتحسر على أمر لا يوجد أصلا، أنا لست اللاعب الوحيد الذي يتجه لمغادرة الميادين دون برمجة لقاء وداعي، فالكثير من اللاعبين الذين سبقوني وقدموا الكثير للكرة الجزائرية لم يتم تكريمهم، ولهذا لا أنتظر أي شيء من المسؤولين، نحن لا نزال بعيدين كل البعد عن باقي البلدان التي تعرف قيمة الرياضيين، وهنا أود إخباركم بأمر وهو أن اللاعب الجزائري بعد نهاية مشواره قد يتحول إلى «شحات» إن لم يتمكن من ضمان مستقبله من قبل. هل لك أن توضح لنا أكتر... الرياضي في الجزائر لا يملك تقاعدا أو تأمينا كباقي الوظائف الأخرى، وإن لم يتمكن من تأمين مستقبله بشكل جيد عندما كان يزاول عمله، فإنه قد يجد نفسه في مأزق حقيقي بعد الاعتزال، فالكثير من اللاعبين أصبحوا «شحاتين» بسبب الظروف المالية الصعبة لهم، وهو ما اعتبره أمر محزن، خاصة لأولئك الذين قدموا الكثير للرياضة الجزائرية، صدقوني بعد نهاية المشوار الرياضي للاعب فإنه يتحول إلى شخص منسي بأتم معنى الكلمة. إن لم يكن حناشي قادرا على جلب الأموال لشبيبة القبائل فليرحل لنتحدث عن تجربتك في حراسة المرمى، ولنبدأ بمحطة شبيبة القبائل التي نجحت معها في تحقيق العديد من الإنجازات والألقاب... شبيبة القبائل هي التي صنعت لي اسما، فهي من مكنتني من الالتحاق بالمنتخب الوطني، كما تحصلت معها على عدة ألقاب، حيث فزت بثلاث كؤوس إفريقية ( الكاف)، وبطولتين وطنيتين، كما خسرت نهائي كأس الجمهورية في مناسبتين، أنا فخور بمشواري مع الشبيبة، وسأظل أعتز بحملي ألوان فريق بحجم «الكناري». الشبيبة تمر بوضعية صعبة، ما تعليقك حول ما يحدث في الفريق مؤخرا؟ أنا مناصر للشبيبة قبل كل شيء، باعتباري أنحدر من منطقة القبائل الكبرى، لا يوجد قبائلي واحد راض بالوضعية التي يمر بها الفريق في الفترة الأخيرة، لقد تعود الجميع على الأجواء الرائعة في بيت «الكناري»، كما تعود الأنصار على حصد الألقاب والتتويجات كل موسم، وهو ما جعلهم يثورون مؤخرا، سيما وأن الشبيبة كادت تسقط إلى الرابطة الثانية الموسم الماضي. هل أنت مع رحيل أو بقاء حناشي ؟ أنا مع من يعيد الشبيبة إلى سابق عهدها، وإن كان حناشي قادرا على جلب الأموال للفريق فأنا من المرحبين بفكرة بقائه، وإن لم يتمكن من ذلك فعليه الرحيل فورا، خاصة وأن كرة القدم أصبحت استثمارا، ومن يملك المال هو من يستطيع التنافس على الألقاب. لموشية كانت لديه مشاكل مع سعدان وذهبت ضحية مباراة صربيا هل تتذكر كم كان عمرك لما لعبت أول مباراة مع الخضر؟ أتذكر أني لعبت أول موسم لي مع أكابر شبيبة القبائل وعمري لم يتجاوز ال20، حيث منحوني الثقة حينها وتمكنت في ظرف قياسي من التألق، ما جعلني أحظى باهتمام رابح ماجر الذي استدعاني عام 2001 لمباراة السنغال، حيث كان عمري آنذاك 23 سنة، أنا أتذكر بأني لعبت أساسيا، وخسرنا بهدف لصفر خارج الديار، ولكني جنبت الخضر هزيمة قاسية، ما جعلني أحظى بإشادة كبيرة من ماجر. مشاركاتك مع المنتخب تأرجحت بين الأساسي والاحتياطي، لماذا؟ الأمور في المنتخب تختلف عن النادي، حيث لا يوجد لاعب أساسي فوق العادة، وهو ما جعل مشاركاتي متذبذبة، أنا أتذكر بأنني لعبت أول مباراة لي مع الخضر كأساسي في السنغال سنة 2001، وبعدها وجدت نفسي الحارس الأول في «كان» 2002، كنت أحظى بثقة عمياء من ماجر، ولكن بعد رحيله تغيرت معي الأمور، وأصبحت الحارس الثاني لزميلي هشام مزاير، قبل أن يتعرض الأخير للمرض خلال نهائيات كأس الأمم الإفريقية بتونس 2004، ما جعلني استعيد مكانتي، وأشارك خلال تلك الدورة، حيث نجحت في تقديم مستوى جيد، غير أن ذلك لم يشفع لي بعد تلك الفترة، حيث تعرضت للتهميش في عهد المدربين الأجانب، أين كان كل من ليكنس و واسيج يفضلان المغترب بن حمو، سيما وأنهما لم يؤمنا يوما بالمنتوج المحلي. لم أكن أرغب في وضع حد لمسيرتي الكروية وأحضر لأكون مدربا ولكنك منذ 2006 أصبحت الرقم واحد، أليس كذلك؟ أجل منذ 2006 تحولت إلى الحارس رقم واحد في المنتخب الوطني، خاصة وأنني اكتسبت الخبرة من مشاركاتي الكثيرة مع الخضر، لقد لعبت في تلك الفترة العديد من المباريات، ولكننا لم نحقق نتائج في المستوى، حيث انتظرنا إلى غاية سنة 2009 من أجل التألق، على اعتبار أننا نجحنا في التأهل إلى مونديال جنوب إفريقيا، كما تمكنا بعد سنوات طويلة من التواجد في المربع الذهبي لنهائيات كأس الأمم الإفريقية. بالحديث عن التأهل إلى مونديال 2010، لم تشارك في المباراة التاريخية أمام منتخب مصر بأم درمان، كيف عشت تلك المواجهة ؟ بعد أن شاركت كأساسي في مباراة القاهرة تحصلت على إنذار ثان، جعلني أحرم من التواجد في مباراة أم درمان، وهو ما أجبر سعدان على منح الفرصة لزميلي فوزي شاوشي، الذي كان موفقا إلى أبعد الحدود، وقدم مباراة بطولية مكنتنا من التأهل إلى المونديال بعد سنوات طويلة من الغياب. تلك المباراة تسببت بفقدان مكانتك الأساسية في دورة أنغولا، أليس كذلك ؟ التأهل في أم درمان أنساني مرارة عدم المشاركة في ذلك اللقاء التاريخي، لقد كانت الفرحة كبيرة جدا بعد صافرة النهاية، خاصة وأن الشعب الجزائري بأكمله خرج إلى الشارع للاحتفال بذلك الإنجاز، أنا لم أكن أفكر حينها في مكانتي الأساسية بقدر ما كنت مستمتعا بنشوة التأهل. ألا تعتقد بأن مردود شاوشي في أم درمان تسبب في تضييعك لمكانتك الأساسية ؟ لا أبدا...صحيح أن شاوشي كان متألقا في تلك المباراة، ولكن سعدان كان يحضر لإشراكي كأساسي في «كان» أنغولا 2010، خاصة وأن ثقته في إمكاناتي كانت كبيرة جدا، لقد كنت أستعد للمشاركة، ولكن حدثت بعض الأمور جعلتني أضطر لمغادرة التربص. غادرت معسكر الخضر وسط ضجة كبيرة بتعرضك لطعنة من لموشية، ما صحة تلك الأخبار ؟ (يضحك)...تعرضي لطعنة من لموشية خلال «كان» 2010 مجرد إشاعة، ولقد سمعت بهذا الخبر عند عودتي إلى الجزائر، ولكن أؤكد لكم بأنه حديث شارع فقط، ولا يمت للحقيقة بصلة، صدقوني علاقتي بأخي لموشية كانت ولا تزال رائعة، وهناك من استغل مغادرتنا للتربص سوية من أجل اختلاق هذه القصة.
بن طوبال ضيع على السنافر لقبا في المتناول وعليه أن يخشى الله قبل الرصاص إذن تؤكد بأن أسباب مغادرتك التربص كانت معاناتك من المرض ؟ أجل لقد حضرت بشكل عادي لانطلاق الدورة، قبل أن أتفاجأ بآلام شديدة على مستوى البطن، لقد أجريت الكشوفات اللازمة، والتي أكدت معاناتي من الزائدة الدودية، لم يكن أمامي حل سوى التوجه نحو إحدى العيادات بفرنسا من أجل الخضوع للجراحة، وبما أن لموشية كان قد غادر بعدي التربص فهناك من حاول اختلاق قصة تشاجر أو ما شابه ذلك، خاصة وأن خالد كان يعاني من مشاكل مع سعدان بسبب عدم إشراكه. هل أنت حاقد على سعدان لإبعادك عن مباريات مونديال جنوب إفريقيا ؟ لست حاقدا على سعدان لعدم إشراكي في مونديال جنوب إفريقيا 2010، خاصة وأنه تعرض لضغوطات من أجل عدم الاعتماد علي، هو كان يريدني كأساسي وأخبرني بالأمر، إلا أن هناك أطراف لها علاقة بالمنتخب لم تعجبها الفكرة، خاصة بعد الانتقادات التي لحقت بي بعد مباراة صربيا الودية، صحيح أنني لم أكن في يومي خلال ذلك اللقاء، ولكن كانت لدي أسبابي، باعتباري كنت مبتعدا عن الميادين لأزيد من شهرين، بسبب العملية الجراحية التي أجريتها بفرنسا. تبدو حزينا لتضييع فرصة المشاركة في المونديال... أجل حلم أي لاعب أن يشارك ولو لدقيقة واحدة في المونديال، ولكن هناك من حرمني من ذلك، المهم بالنسبة لي تواجدي مع بقية الزملاء، وكذا الاحترام الذي أحظى به من طرف الأنصار، لقد لعبت لعدة فرق، والجميع يشهد لي بحسن أخلاقي وتفاني في العمل، إلا رئيس فريق شباب قسنطينة الأسبق بن طوبال الذي لن أغفر له، كونه أكل حقي، وأجبرني على مغادرة السنافر. ألهذه الدرجة أنت حاقد على بن طوبال ؟ أنا حاقد بشدة على هذا الرئيس الذي ضيع على السنافر لقبا في المتناول الموسم الفارط، هو لا يفقه شيئا في كرة القدم، فضلا على أنه قام بأكل حقوق عدة لاعبين، لقد حرمني من مستحقات شهرين كاملين، ولما واجهته في «الطاس» أنكر بأن لدي أموال أدين بها للشباب، « نوكل عليه ربي»، وأقول له « عليك أن تخاف الله قبل الرصاص». مبولحي يمر بوضعية صعبة، من وجهة نظرك من تراه الحارس الأنسب لخلافته؟ هناك عدة حراس في البطولة الوطنية قادرين على خلافة مبولحي خلال الاستحقاقات القادمة التي تنتظر الخضر، في شاكلة دوخة و زماموش و عسلة، غير أنهم مطالبون بالثقة في إمكاناتهم أكثر، خاصة وأنهم مبتعدين عن المشاركة مع المنتخب الوطني منذ فترة، على اعتبار أن مبولحي هو الحارس الأساسي منذ مونديال جنوب إفريقيا 2010، أنا أثق في مؤهلات حراسنا، وبالمشاركة المستمرة سيتمكنون من فرض أنفسهم. كيف ترى مردود الخضر مع غوركوف ؟ اعتقد بأننا نملك تشكيلة رائعة قادرة على إهداء الجزائر التاج الإفريقي، كما أنه بإمكانها التأهل لثالث مرة على التوالي إلى المونديال، يجب أن يواصل الخضر العمل بذات العزيمة والإصرار، وبحول الله سنصل إلى الأهداف التي نريدها، خاصة في ظل وجود مدرب جيد بكفاءة غوركوف الذي اعتبره من خيرة المدربين الذين مروا على الخضر. ماذا ينقصنا حتى نتوّج ب «الكان» في أدغال إفريقيا ؟ لا ينقصنا شيئا سوى التعامل بشكل جيد مع المباريات المهمة، اعتقد بأننا ضيعنا التتويج في مناسبتين مؤخرا، حيث كان بإمكاننا الفوز بدورتي أنغولا 2010 وغينيا الاستوائية 2015، غير أن الحظ لم يحالفنا، وخسرنا بطريقة ساذجة أمام كل من مصر وكوت ديفوار على التوالي. كيف تعلق على القرارات الأخيرة للمكتب الفيدرالي ؟ لم أفهم قرار منع جلب اللاعبين الأجانب، وإن تم ترسيمه حقا فلنقل للاحتراف في الجزائر وداعا، على اعتبار أن مثل هذه القرارات ستعيدنا إلى نظام الهواة، أتساءل هل يوجد في العالم مثل هذه القرارات ؟ لا اعتقد ذلك، فحتى البطولات الضعيفة، وغير المصنفة تسمح بجلب الأجانب. وأما بخصوص عدم منح سوى إجازتين للمدرب خلال موسم واحد، فاعتقد أن هذا القرار صائب، وسيمكن الأندية من العمل على المدى المتوسط والبعيد، خاصة وأن الاستقرار هو مفتاح النجاح