حملة في قالمة ضد العنف اللفظي و الكلام الفاحش تتعرض لهجوم مضاد تتعرض حملة سكان ولاية قالمة ضد العنف اللفظي و الكلام الفاحش التي يقودها ناشطون في الميدان و على شبكات التواصل الاجتماعي لهجوم شرس تقوم به مجموعات يعتقد أنها من المنحرفين و المراهقين الذين تعودوا على سلوكات قبيحة أصبحت تشكل مصدر خطر و قلق وسط المواطنين الذين يتابعون بذهول الانحراف اللفظي وسط فئة تتمادى في تصرفاتها و تتحدى الجميع في الشوارع و الساحات العامة و مواقف الحفلات و المقاهي و حفلات الأعراس و حتى بالمؤسسات التربوية و مواقع العمل. و قال ناشطون في الحملة بأن المنشورات المعلقة على جدران محطات الحافلات و على أبواب المحال التجارية و وسائل النقل و فضاءات الانترنت و الشوارع و الساحات العامة تتعرض للتمزيق من طرف مجموعات وصفت بأنها مناهضة للحملة التي يقول أصحابها بأنها تهدف إلى تحسيس المواطنين بمدى خطورة العنف اللفظي و الكلام القبيح الذي انتشر بقوة بولاية قالمة في السنوات الأخيرة حيث لم يعد هذا السلوك مقتصرا على المراهقين فقط بل انتقل أيضا إلى الكبار و الصغار و النساء و الفتيات اللواتي أصبحن يتلفظن بكلام بذيء و مقزز وسط المؤسسات التربوية و ساحاتها و في الشوارع و الأماكن العامة. و صرح المشرفون على الحملة في مواقع التواصل بأنهم يواجهون تحديات كبيرة لكنهم مصرون على الاستمرار و تجنيد أكبر عدد ممكن من الشباب لطبع مزيد من المنشورات و تعليقها في أماكن آمنة قد لا تصلها أيادي المنحرفين على حد قولهم مناشدين أصحاب سيارات الأجرة و الحافلات و المحال التجارية و المقاهي تعليق المطبوعات و حمايتها من التمزيق حتى يطلع عليها أكبر عدد ممكن من الناس و ربما يتأثر بعض المتعودين على الكلام الفاحش و يتوقفون أو على الأقل يقللون من التلفظ به علانية و جهارا بين الناس في الشوارع و الأسواق و محطات الحافلات و على متن وسائل النقل و غيرها من المواقع التي تستقبل الجمهور. و لم يعد العنف اللفظي و الكلام الفاحش بقالمة مقتصرا على المراهقين و الكبار فقط بل طال أيضا الأطفال الصغار الذين اكتسبوا السلوك المدمر من أسرهم و المحيط الذي يعيشون فيه في غفلة من الأهل و المجتمع الذي أصبح يتفرج على الوضع دون حراك. و يرى متتبعون للظاهرة بأن ولاية قالمة ظلت في منأى عن العنف اللفظي سنوات طويلة قبل أن تتعرض لغزو كبير من قبل منحرفين قدموا من ولايات مجاورة و مناطق داخلية خلال موجة النزوح الكبير منتصف التسعينات حيث ظهرت فئات اجتماعية جديدة تسكن أحياء الصفيح و الضواحي الشعبية و لا تقيم وزنا للأخلاق و السلوكات الحضارية و تدفع بأبنائها إلى التوقف عن الدراسة و العيش في الشوارع لتعلم البيع و الشراء و العمل في المقاهي و حافلات النقل و بهذه المواقع يتعلمون كل شيء، السرقة الكلام البذيء و المخدرات و استعمال الأسلحة البيضاء و الاعتداء على المواطنين وغيرها من التصرفات المدمرة التي بدأت تثير قلق الجميع و تدفع باتجاه البحث عن الحلول لمواجهة الوضع من خلال الحملات الافتراضية و خطابات الأئمة و المدرسة و الأسرة التي تتحمل الجزء الأكبر من المهمة الصعبة. و قالت مصادر من مديرية التنظيم و الشؤون العامة للنصر بأنها لم تصدر أي ترخيص بطبع و تعليق منشورات الحملة بالأماكن العمومية و لم تتلق طلبا بذالك من جمعية معتمدة، و أضاف نفس المصدر بأن حملة القالميين ضد العنف اللفظي و الكلام الفاحش مبادرة شخصية قامت بها مجموعة مستقلة. و حسب نفس المصدر فإن أي نشاط من هذا النوع يجب أن يخضع للترخيص لكن هذه المجموعة غير معتمدة و لا يمكن أن تقدم طلبا أو تحصل على ترخيص حتى لو أرادت ذالك. و ذكرت مصادر أخرى مطلعة بأن مصالح الأمن لم تتلق أي طلب رسمي بهذا الخصوص لكنها تعلم بنشاط المجموعة و منشوراتها. و تدعم فئة كبيرة من سكان قالمة هذه المبادرة و يرى البعض بأنها لن تغير من واقع الحال كثيرا لكنها ربما ستكون بداية جادة لتغيير الوضع الأخلاقي المتردي رغم صعوبة المهمة و تعنت المنحرفين الذين بلغوا درجة الإدمان على العنف اللفظي و لم يعودوا قادرين على التوقف بل أكثر من ذالك هم يعملون على جر المزيد من المراهقين لتعلم هذه السلوكات التي أصبحت عند المنحرفين رمزا للرجولة و القوة و استعراض العضلات في الأماكن العامة و وسائل النقل و حتى بالمؤسسات التربوية و الإدارات و غيرها من الفضاءات التي أصبحت عرضة للعنف الجسدي و اللفظي الآخذ في التصاعد عبر مختلف مناطق ولاية قالمة بما فيها الأقاليم الريفية المحافظة التي انتقلت إليها عدوى المدن في غفلة من أهلها.