« نجمة جسر إلى الحياة» فيلم قصير يصوّر الثورة في سيرتا بعيون الشباب انتهى المخرج الشاب محسن عادل، مؤخرا من تصوير فيلم « نجمة جسر إلى الحياة»، أول الإنتاجات السينمائية المبرمجة في إطار تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية. العمل عبارة عن فيلم قصير يصوّر خلال 25 دقيقة من الزمن، قسنطينة الثائرة بعيون طفل صغير. المخرج و كاتب النص محسن عادل، أوضح في اتصال مع النصر، بأن العمل يعد الفيلم القصير الوحيد الذي اختارته لجنة القراءة في دائرة السينما بتظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية من ضمن 400 نص عرض عليها، و بالرغم من حدة التنافس و مستوى الأعمال المقترحة، إلا أن الفيلم اختير لاعتبارات تعود لجمال و خصوصية القصة التي يرويها و التي تصوّر الحياة الاجتماعية في سيرتا مدينة الجسور إبان الثورة التحريرية من خلال أحلام و طموحات طفل صغير في الثالثة عشرة من العمر، يكبر و يصبح فنانا تشكيليا موهوبا يستعد لعرض لوحاته الحالمة بقسنطينة، فتعود به ألوان آخر عمل فني له وهو يتأمله، إلى ذكريات الطفولة حينما كان يعيش على أمل رفع العلم الوطني على قمة تمثال نصب الأموات أيام حضر التجوال، ليضيء العلم حرية كنجمة الصبح، غير أن أمنيته تسقط عندما يتم توقيفه من قبل جنود الاستعمار الفرنسي و هو يهم بعبور جسر سيدي مسيد، لتبقى نظرته الثائرة المتمردة الحالمة أقوى تعبير عن شخصية ابن المدينة الذي تقف أحلامه شامخة دائما فوق الجسور. الجديد في الفيلم الذي كتب نصه بمستغانم سنة 2013، هو التركيز على إبراز النواحي الجمالية لمدينة قسنطينة القديمة، على اعتبار أن المخرج اختار أحياء سيدي جليس، ربعين شريف، سيدي مسيد و زيغود يوسف، بيئة لأحداث العمل، الذي يتقاسم بطولته الطفل نصر الله داودي من جمعية مسرح البليري، رفقة مجموعة من نجوم المدينة على غرار موني بوعلام، جمل دكار،عبد الحميد حباطي و مراد فيلالي. و ينتظر أن يعرض الفيلم لأول مرة مطلع شهر نوفمبر القادم حسب توقعات المخرج، الذي أكد بأن عمله يقدم نظرة شبابية مختلفة عن الثورة التحريرية المجيدة، التي لا تزال في نظره بحاجة إلى توثيق أكبر و أكثر عمقا، لأن الأفلام الثورية الجزائرية الخالدة، ليست قادرة وحدها على تصوير كل تفاصيل تلك المرحلة من عمر الوطن. تجدر الإشارة إلى أن محافظ تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية سامي بن الشيخ الحسن، كان قد تحدث عن العمل السينمائي القصير، خلال ندوة عقدها مؤخرا مؤكدا موعد عرضه، ومشيرا إلى أن «نجمة جسر إلى الحياة»، لمخرجه محسن عادل، يعد الفيلم الوحيد الجاهز إلى غاية الآن بالرغم من أن دائرة السينما كانت قد صادقت على مشروع 14 فيلما من بينها أفلام طويلة و وثائقية، منها ما انطلق تصويره، ومنها ما يزال حبرا على ورق كمشروع فيلم « البوغي»، موضحا بأن الدائرة لا تزال تعمل لضمان إنتاج كافة الأفلام المبرمجة في إطار الحدث و عرضها على الجمهور قبل نهاية السنة الثقافية.