تسبب الأمطار الطوفانية التي خصت الولايات الشرقية والوسطى خلال ال24 ساعة الأخيرة في وفاة ثلاثة أشخاص، ويتعلق بامرأة وابنتها الرضيعة بولاية الجلفة، وشاب جرفته الفيضانات بالمسيلة، في حين شلت حركة المرور بالعاصمة، بعد أن غمرت مياه الامطار عدة شوارع وأنفاق وكذا مقاطع من الطرق السريعة. أفاد الملازم في الحماية المدنية «نايت إبراهيم» في اتصال مع النصر أمس، بأن الأمطار الغزيرة التي تساقطت على أغلب الولايات الوسطى والشرقية والتي كانت موضوع نشرية خاصة لمصالح الأرصاد الجوية، أسفرت عن قيام وحدات الحماية المدنية ب 2453 تدخلا في ال 24 ساعة الأخيرة تعلقت بحوادث خاصة التي سببتها الأمطار الطوفانية، ومست أغلب التدخلات ولايات العاصمة وأدرار وتندوف والمسيلة وتيبازة والبويرة والبليدة، وكذا ولاية الجلفة التي سجل بها وفاة سيدة وابنتها التي لا يتجاوز سنها الخمس سنوات، بعد أن جرفت مياه وادي «أكريس» الواقع ببلدية عين فركة، السيارة التي كانتا على متنها رفقة شخصين آخرين، تمكن اعوان الحماية من إنقاذهما وإحالتهما على المستشفى لتلقي العلاج، كما تم انتشال جثة شاب بولاية المسيلة لا يزيد سنه عن 27 عاما، جرفته مياه وادي يعقوب قرب بوسعادة حينما كان يحاول قطع الوادي رفقة ثلاثة أشخاص آخرين، ليبلغ العدد الإجمالي لضحايا التقلبات الجوية الأخيرة ثلاثة أشخاص. وشملت تدخلات الحماية المدنية كذلك امتصاص مياه الأمطار التي تسربت إلى المنازل، وغمرت مقاطع عدة من الطرق السريعة والأنفاق، خاصة بالعاصمة، وبالضبط ببلديات شراقة ودالي ابراهيم وباب الزوار، كما شلت الأمطار الغزيرة حركة المرور بمناطق عديدة بنفس الولاية، خاصة خلال الفترة الصباحية، مما اضطر السائقين لاستغراق أزيد من ثلاث ساعات لقطع مسافة لا تزيد عن 12 كلم، كما توقفت جزئيا حركة الترامواي، وبحسب مصادر الحماية المدنية فإن الأمطار الطوفانية غمرت أيضا عددا من الأنفاق، من بينها أنفاق أول ماي وحديقة التجارب والينابيع، حيث وصل علو مياه الأمطار إلى المتر، لكن دون تسجيل ضحايا بالولاية، التي خصتها الحماية المدنية ب 38 تدخلا في 24 ساعة الأخيرة، جراء تسرب مياه الأمطار إلى المساكن، فضلا عن انهيار جدار بعلو 3 أمتار ببئر مراد رايس، وتسبب الحادث في تضرر عدة مركبات دون وقوع ضحايا لحسن الحظ. كما تسببت مياه الأمطار التي تساقطت ليلة الثلاثاء إلى الأربعاء في إغراق نقاط مختلفة من ولاية بومرداس بفيضانات عرقلت التحاق التلاميذ و العمال بمراكزهم، في وقت فاقمت من أزمة ثانوية حليمي محمد الصغير التي تواصل غلق أبابها للأسبوع الثاني على التوالي. و حسب مصالح الحماية المدنية، فإن الكميات الكبيرة التي تساقطت من الأمطار، خلفت فيضانات كبير بعدة أحياء من الولاية، أين قضت بعض العائلات القاطنة بشاليهات قورصو ليلة بيضاء بعد أن تسربت مياه الأمطار إلى منازلهم، مما تسبب في إتلاف مقتنياتهم حسب أحد السكان المتضررين. و بالبرج احتج أمس، سكان حي بلعياط الميلود الواقع ببلدية المنصورة غرب الولاية على انعدام التهيئة و انسداد البالوعات، ما تسبب في غمر مياه الأمطار المتساقطة بغزارة و السيول الموحلة لمنازلهم و كذا حجرات التدريس و فناء المدرسة الابتدائية، ما حال دون التحاق أبنائهم بمقاعد الدراسة . ويوعز مختصون في مجال المعمار والمخاطر الكبرى، من بينهم الاستاذ شلغوم عبد الكريم سبب الحوادث الأليمة التي تصاحب تهاطل الأمطار، جراء فيضان الأودية، وكذا تحول الطرقات إلى بركات من المياه، إلى سوء التخطيط وإنجاز مجمعات سنية على مجاري الوديان، وأكد المتحدث في اتصال معه بأن الإشكالية لا تكمن أبدا في تنظيف البالوعات، رافضا أن تحمل السلطات المحلية نفسها مسؤولية لا تقع أصلا على عاتقها، معتقدا بأن سبب الفيضانات الناجمة عن تهاطل الأمطار ليس له علاقة مع تنظيف البالوعات، قائلا بأن الأزمة المطروحة في مناطق عدة من بينها العاصمة وقسنطينة ووهران مردها إلى قلة التهيئة، التي أضحت لا تتماشى مع تطور الكثافة السكانية، موضحا بأن شبكات صرف المياه التي تتواجد بأغلب أحياء تلك الولايات موروثة عن العهد الاستعماري، وهي مخصصة لعدد محدود من السكان.