كشف وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبي أمس أن العديد من الدول العربية أبدت استعدادها لمشاركة فعلية في عملية عسكرية ضد نظام القذافي مضيفا أنه لم يفت الآوان بعد لتنفيذ تدخل عسكري في ليبيا. وقال رئيس الدبلوماسية الفرنسية على مدونته أن التهديد باستعمال القوة هو الوحيد الكفيل بإيقاف القذافي الذي استطاع – كما قال – ترجيح الكفة لصالحه من استعمال طائرات ومروحيات في قصف مواقع المحتجين المناهضين لنظامه. وأوضح جوبي، أنه بالإمكان تحييد وتعطيل قدراته الجوية عبر توجيه ضربات محددة ودقيقة، وهو ماظلت فرنسا وبريطانيا تقترحانه منذ أسبوعين. وبحسبه فإن العمل العسكري في ليبيا قابل للتنفيذ بشرط الحصول على تفويض من مجلس الأمن الدولي الذي يمثل المصدر الوحيد للقانون الدولي في مجال استخدام القوة، كما أن نجاح هذا العمل العسكري مثلما يرى جوبي، لايتوقف فقط على مساندة الدول العربية، وإنما على مشاركتها الفعلية في العمل العسكري ضد نظام القذافي، مشيرا إلى ان هذا الشرط الثاني هو بصدد التجسيد بعد أن أكدت العديد من الدول العربية (لم يسمها) استعدادها للمساهمة ميدانيا في هذا العمل. وخلال استقباله لنظرائه من مجموعة الثمانية بباريس يومي الاثنين والثلاثاء الماضيين اعترف جوبي بفشله في إقناع نظرائه بشن عملية عسكرية لوقف تقدم قوات القذافي باتجاه بنغازي معقل المعارضة. ولفت جوبي إلى أن فرنسا وبريطانيا ولبنان اقترحت مشروع قرار بنيويورك من أجل الحول على التفويض المطلوب، وأن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي والوزير الأول البريطاني دفيد كامرون طلبا من مجلس الأمن دراسة مشروع القرار والمصادقة عليه. ويرى رئيس الدبلوماسية الفرنسية أنه "في التاريخ المعاصر حدث أن أفسح ضعف الديمقراطيات المجال للدكتاتوريات" غير أنه – كما أضاف – "لم يفت الأوان بعد لتكذيب هذه القاعدة". للإشارة فإن الخيارين العسكريين المتداولين بشأن ليبيا هما توجيه ضربات دقيقة لتعطيل سلاح الجو لدى نظام القذافي، وفرض منطقة حظر جوي لمنع تعليق الطائرات الحربية الليبية لشن غارات ضد مواقع المحتجين. وكانت الجامعة العربية قد أكدت السبت الماضي أن نظام القذافي فقد شرعيته، ودعت مجلس الأمن إلى فرض حظر جوي على ليبيا على أن ينتهي حال انتهاء أسبابه، كما دعت المجلس إلى تحمل مسؤوليته في حماية المدنيين الليبيين.