قال وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبيه أمس إن عددا من الدول العربية مستعد للمشاركة بشكل فعال في عملية عسكرية في ليبيا. وأضاف جوبيه في مدونته على شبكة الإنترنت أن الوقت لم يعد متأخرا بالنسبة للمجتمع الدولي للتدخل، معتبرا أن »التهديد باستخدام القوة ضد العقيد معمر القذافي هو الأمر الوحيد الذي يمكن أن يوقفه«. ولفت إلى أن قيام قوات القذافي بقصف مواقع المعارضة عن طريق عشرات الطائرات التي يمتلكها »هي التي مكنت الدكتاتور الليبي من قلب موازين القوى«،مضيفا أنه يمكن تحييد القوة الجوية للقذافي بشن ضربات على مواقع محددة، وهو الاقتراح الذي تقدمت به فرنسا وبريطانيا منذ نحو أسبوعين. وقال جوبيه إنه لتنفيذ هذا الأمر يتعين الحصول على تفويض من مجلس الأمن الدولي باعتباره المحفل الوحيد الذي يخوله القانون الدولي السماح باستخدام القوة. كما يتعين أيضا العمل بدعم ومشاركة فعالة من الدول العربية، مضيفا أن العديد من الدول العربية أكدت لفرنسا أنها ستشارك في مثل هذه الضربات. وأشار جوبيه إلى أن كلا من فرنسا وبريطانيا ولبنان تقدمت بمشروع قرار لمجلس الأمن الدولي من أجل الحصول على التفويض المطلوب في هذا الصدد، مضيفا أن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزى ورئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون وجها نداء رسميا للدول الأعضاء بمجلس الأمن للنظر في مشروع القرار والموافقة عليه. ومن جهته استبعد وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني أي تدخل عسكري في ليبيا وقال خلال جلسة لمجلس الشيوخ في البرلمان الإيطالي أمس إن هذا ليس خيارا ممكنا. وأوضح فراتيني »لا ينبغي أن تنشب حرب. لا ينبغي على المجتمع الدولي أن يفعل ذلك وهو لا يريده ولا يقدر عليه«. وصرح بأنه يفضل الدعوة إلى عقد قمة في الأسابيع القليلة القادمة لزعماء من الاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية والاتحاد الأفريقي »الأطراف الثلاثة التي يمكنها أن تحدث اختلافا« في ليبيا. وقد تسلم مجلس الأمن الدولي الثلاثاء الماضي مشروع قرار يفوض المجلس استخدام الإجراءات اللازمة لفرض حظر جوي وزيادة العقوبات المفروضة على العقيد معمر القذافي ونظامه. ونقلت وكالة أسوشيتد برس عن أحد الدبلوماسيين أن مسودة القرار مكونة من بندين الأول اقترحه مندوب لبنان ممثل المجموعة العربية في مجلس الأمن ويدعو إلى فرض حظر جوي فوق ليبيا، والثاني وضعته الولاياتالمتحدة وبريطانيا ويتضمن سلسلة إجراءات لتدعيم العقوبات التي كان قد فرضها مجلس الأمن على نظام القذافي الشهر الماضي. وقد نقلت وكالة رويترز عن مصادر دبلوماسية أنه ليس من المرجح أن يصوت أعضاء مجلس الأمن على مشروع القرار نظرا لحاجة مندوبي الدول لمزيد من الوقت للتشاور مع عواصم بلادهم بشأن الحظر الجوي. وما زالت روسيا والصين والولاياتالمتحدة التي تتمتع بحق النقض إضافة إلى البرتغال وألمانيا وجنوب أفريقيا من بين الدول الأعضاء بالمجلس التي تشكك في مسألة الحظر الجوي على ليبيا.