استغلال الأطفال في عمليات انتحارية و تجنيد 250 ألف طفل في النزاعات المسلحة ميليشيات و جماعات مسلّحة ترغم الفتيات على الزواج القسري حذّر أمس قانونيون و خبراء، من تزايد الإستغلال «البشع» للأطفال، من خلال اقحامهم في مجالات ممنوعة، خاصة ما تعلق منها بالنزاعات المسلحة، حيث أكد الأستاذ و الباحث شيتر عبد الوهاب على أن إحصائيات دولية رسمية كشفت مؤخرا عن تجنيد 250 ألف طفل في النزاعات المسلحة، فيما أشار سعيد ثاني بن غليطة أستاذ بجامعة الحقوق بالشارقة الإماراتية، إلى تنامي ظاهرة استخدام الأطفال في العمليات الإرهابية و تسميتهم «بالانغماسيين»، لقيامهم بعمليات انتحارية أصبحت تعتمد كظاهرة دخيلة على الحرب الحديثة، كما تطرق إلى تجنيد الفتيات لأغراض جنسية أو للزواج القسري. و أكد ذات الأستاذ في محاضرة ألقاها، خلال فعاليات الملتقى الدولي الأول المنظم من قبل كلية الحقوق بجامعة محمد البشير الابراهيمي ببرج بوعريريج، تحت عنوان الطفولة بين الواقع و القانون، على أن المنظمات الدولية و في ظل هذه التطورات، انتقلت من خلال المواثيق والعهود والاتفاقيات الدولية والإقليمية من مرحلة الرعاية الاجتماعية المؤسسية للطفل التي تعتمد على الجهد الحكومي المنظم إلى حماية الطفولة من الجريمة المنظمة و الإتجار بالبشر بشكل عام، وجريمة إستغلال الأطفال في النزاعات المسلحة سواء ما تعلق منها بتجنيد الأطفال من قبل القوات النظامية أوغير النظامية. و قال أن الإشكال المطروح بالنسبة للأطفال عبر العالم، هو ما يتعرضون له من أبشع أنواع القهر والإكراه من خلال استغلالهم في النزاعات المسلحة في القوات النظامية أو استغلالهم من قبل العصابات المسلحة والمتمردة في حروب ليس لهم أي مصلحة فيها . و أكد على تسجيل المنظمات الدولية لاستغلال فئة الأطفال من قبل الجماعات المتمردة و الجماعات الإرهابية «التي تزج بهم في الصفوف الأمامية للقتال»، كما يتم «استخدامهم كأدوات لدخول حقول الألغام»، فضلا عن «استعمالهم في تنفيذ العمليات الإرهابية»، و تكليفهم كما أضاف «بالطهي وجلب الماء والعتاد وأعمال لا يطيقونها». و أكد المتحدث أن الدول العربية والإسلامية لم تكن بعيدة عن هذه الظاهرة أيضا، مشيرا إلى إدانة الصومال لاستخدامه الأطفال في حروبه الأهلية، مع استمرار الظاهرة حاليا مستدلا بما يحدث في سوريا حيث قال أن «نوعية الخسائر البشرية اثبتت اشتراك الأطفال بمختلف مراحل النزاع ومن كافة الأطراف»، و مشاركة الأطفال في النزاعات باليمن و ما يسمى (بعاصفة الحزم)، حيث أشار في محاضرته إلى «استخدام الأطفال في القتال و غرس مبادئ ضاله وشعارات باطلة تحرّضهم على القتال وتعدهم بالنعيم» و «تؤثر في عقول أطفال لم يبلغوا الثامنة عشر من أعمارهم» . من جانبه تساءل الأستاذ شيتر من جامعة بجاية عن جدوى وضع ترسانة من القوانين الدولية لحماية الطفولة من الاستغلال، غير أن هذه القوانين تبقى غير فعالة بحسبه، مستدلا بصدور حكم واحد من المحكمة الجنائية بخصوص جرائم تجنيد الأطفال منذ عقدين . و تطرق البروفيسور أحمد محيو استاذ بجامعة إكس بمرسيليا، في محاضرته إلى جهود الجزائر لحماية الطفولة و مصادقتها على مختلف الاتفاقيات و المعاهدات الدولية المرتبطة بحقوق الأطفال، مذكرا بمصادقتها على اتفاقية حقوق الطفل لعام 1989 بعد ثلاث سنوات، و التي تدعمت فيما بعد بخمسة بروتوكولات صادقت عليها الأممالمتحدة سنة 2000، وضعت من خلالها نصوصا قانونية لتحريم تجنيد الأطفال في النزاعات المسلحة، و منع المتاجرة بالأطفال و وضع قوانين صارمة لحماية الأطفال من المتاجرة بهم و الاستغلال الجنسي أو تصويرهم في الأفلام الاباحية . تجدر الإشارة إلى أن الملتقى الدولي الطفولة بين الواقع و القانون المنظم على مدار يومين بجامعة البرج، تتواصل فعالياته اليوم الأربعاء، بمشاركة أساتذة سيتطرقون إلى مواضيع عدة على صلة بالظاهرة.