الفنان التشكيلي أحمد بن يحيى يعود إلى عالم المعارض بعد طول غياب عاد الفنان التشكيلي أحمد بن يحيى إلى أجواء المعارض الفنية التي غاب عنها لأكثر من 30سنة، حيث افتتح أمس بقصر الثقافة محمد العيد آل خليفة، معرض استعادي على شرفه حضره وزير الثقافة عز الدين ميهوبي. و قال الفنان للنصر عقب افتتاح المعرض، بأن تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية أنصفته، تعبيرا عن فرحته بالعودة إلى فضاء هجره مرغما مثلما قال طيلة سنوات، دون التخلي عن لوح التلوين و أدوات النحت التي رافقته طيلة حياته لتعبّق أجواءه المفعمة بهوى مدينة الجسور المعلّقة التي قال أنها سكنته قبل أن يسكنها. المعرض تضمن عديد اللوحات الزيتية التي برزت فيها قسنطينة في منمنمات اختار تصنيفها في مجموعة اختار لها عنوان» ذكريات و خيال» و أخرى اختار الألوان المائية لتجسيد سحر مناظرها الطبيعية الخلابة إلى جانب أعمال أخرى مفعمة بعنصر الخيال و المستوحاة من حكايات شعبية مغاربية و عالمية، اعتمد في بعضها على التقنية المزدوجة. المرأة القسنطينية بملاءتها السوداء انسجمت هي الأخرى مع جسور المدينة المعلّقة، التي أسرت قلب الفنان المولود عام 1943بمدينة شلغوم العيد و الذي درس بمدرسة الفنون الجميلة بقسنطينة بين 1956 إلى غاية 1962قبل الالتحاق بأول دفعة بالمدرسة الوطنية للفنون الجميلة بالعاصمة ثم بالمدرسة العليا للفنون بباريس بين سنتي 1966و 1969، تابعها بدروس مكملة بورشة سيزار بذات المدرسة بين سنتي 1970و 1973. المعرض لخص خبرة طويلة لفنان التقى خلال مساره الفني بالكثير من المبدعين العالميين في مجال النحت و الرسم و الأدب، و الذي احتك ببعضهم بعديد المعارض الجماعية التي شارك فيها كنحات، جسدت أنامله عديد المنحوتات منها تمثال زيغود يوسف عام 1968 و منحوتة حول الثورة الزراعية عام 1973 و نصب تذكاري حول مجازر 8ماي 1945بقالمة و غيرها من الأعمال التي حملت بصمته الخاصة التي تعكس تأثره بمختلف المجالات الفنية و بشكل خاص الأدب و الموسيقى و المسرح و السينما بالإضافة إلى ولعه بالتاريخ. أعمال الفنان كانت مفعمة بالتنغيم في اللون و الخط، سيّما في لوحاته التي حملت عنوان «مغارات الرمال»التي ظهرت علاقة التضاد و الانسجام بشكل يبعث على الفضول، خاصة عند تفاوت الدرجات اللونية بين الأزرق الغامق و الأبيض و الأحمر، و الذي ظهر أيضا في بورتريه «أمي» و اللوحات التي لخصت قراءاته للواقع السياسي و الأحداث في العالم و الذي برز منه محور الهجرة و فلسطين و الربيع العربي. و مثلما حضرت العتمة، كان للضوء نصيبه الكبير في أعمال الفنان الذي خصص للثورة الجزائرية رواقا خاصا أطلق عليه اسم «رواق الموت»و الذي صوّر من خلاله معاناة المناضلين المعتقلين، حيث جسد مجموعة أبواب زنزانات نقش عليها أسماء المحكوم عليهم بالإعدام، رتبها في رواق مظلم. كما تم عرض فيلم عن سيرة الفنان تابع بعض لقطاته كل من وزير الثقافة و والي ولاية قسنطينة إلى جانب أصدقاء الفنان المعروف بنشاطه الجمعوي، خاصة ضمن جمعية «حماية الصخر العتيق لقسنطينة»التي ترأسها شخصيا.