حذّر وزير الاتصال، حميد قرين، وسائل الإعلام، من بث معلومات غير موثوقة من شأنها أن تثير قلق المواطنين، وقال بأن الحكومة حريصة على تقديم المعلومات الصحيحة والكاملة بكل شفافية، موضحا بأن سياسة الحكومة في هذا المجال «لا يكتنفها الغموض»، مضيفا بأن أغلب القنوات العاملة بالجزائر، أصبحت أكثر التزاما بأخلاقيات المهنة، وابتعدت عن أسلوب التشهير والشتم. دعا وزير الاتصال، حميد قرين،أول أمس خلال ندوة حول موضوع «إذاعة المستقبل»، نظمت بالعاصمة، وسائل الإعلام إلى الالتزام بأخلاقيات المهنة، وحثّ رجال الإعلام على أداء مهامهم «باحترافية « و تفادي «التلاعب» و «الإثارة». وأكد الوزير، بأن الحكومة حريصة على إيصال المعلومة الدقيقة والكاملة إلى الجزائريين، و بأنها تعمل من أجل تمكين الجزائريين من التفريق بين المعلومة الصحيحة «التي هي مصدر استقرار» وبين المعلومة المغلوطة والكاذبة والتي يراد من خلالها بث الفوضى، مشددا على أن سياسة الحكومة في مجال الاتصال «لا يكتنفها أي غموض» بل ملتزمة بسياسة واضحة وشفافة في التعامل مع المعلومات. كما شدّد على أهمية التأكد من صحة الخبر و التحقق من مصدره، داعيا القنوات التلفزيونية على وجه الخصوص إلى تفادي «الإثارة و نشر أي خبر دون التأكد من صحته بهدف الإنفراد بالسبق الصحفي لا غير بالنظر لتأثير وسائل الإعلام الثقيلة على الرأي العام».وأضاف قرين في نفس السياق، بأن الوزارة تسعى إلى تقديم عمل تكويني وتحسيسي لفائدة الصحفيين من أجل التوصل إلى «تقديم أخبار بعيدة عن الإثارة»، مضيفا بأن «المعلومات غير موثوقة المصدر، والسبّ على القنوات أكثر ما يثير القلق لدى المواطنين»، وقال وزير الاتصال، بأن بعض الإذاعات التي تبث على شبكة الانترنيت «راديو واب» يمكن أن تتحول إلى وسيلة لزرع الفوضى والاضطرابات. وأكد الوزير، بأن مصالحه فضلت التركيز على قطاع السمعي-البصري لضبط الأوضاع و وضع حد لبعض التجاوزات التي كانت حاصلة، مضيفا بأن بعض القنوات الخاصة كانت تعتمد على أسلوب «الإثارة» في نقل الخبر بحثا عن نسبة المشاهدة، وقال بأن مصالحه واجهت الوضع وعملت على ضبط الأمور ومنع أي انزلاق محتمل، واعتبر بأن التدابير المتخذة سمحت بوضع حدّ للتجاوزات التي عرفها القطاع، مضيفا بأن اغلب القنوات التي حصلت على الاعتماد وعددها خمس، تتعامل مع الأحداث باحترافية أكثر، بفضل حملة التحسيس والقرارات المتخذة. ولم يخف الوزير امتعاضه من التعاطي الإعلامي مع بعض الأحداث والوقائع، مستدلا بعدم اهتمام وسائل الإعلام بالتقارير التي تنشرها هيئات أجنبية والتي تتضمن مؤشرات إيجابية عن الجزائر، في الوقت الذي تقوم وسائل الإعلام بنقل وترويج التقارير التي تتحدث بنوع من السلبية أو السوء عن الأوضاع في البلاد. وجدّد الوزير، عزمه للمضي قدما في مسار عصرنة الإعلام واحترافيته، مضيفا بأن «المسار يعرف تقدما محسوسا»، مشيرا إلى تسليم 4500 بطاقة الصحفي المحترف، وأكد قرين بأن مجلس أخلاقيات مهنة الصحافة، قد يري النور عن قريب، وأوضح قائلا «إذا جرت الأمور بشكل عادٍ، فإن انتخاب مجلس أخلاقيات المهنة سيتم خلال شهر ماي المقبل وكذا تنصيب اللجنة الدائمة لإصدار بطاقة الصحفي المحترف». كما أكد الوزير على ضرورة مراجعة بعض أحكام القانون العضوي المتعلق بالإعلام، لمواكبة التعديلات الواردة في الدستور الجديد والتي تخص المهنة، موضحا أنه سيتم عرض نصوصه على الحكومة في هذا الشأن.