أصدرت محكمة الجنايات بمجلس قضاء قالمة أمس أحكاما بالسجن لمدة 8 سنوات في حق أفراد عصابة سرقة الكوابل النحاسية من خط السكة الحديدية المكهرب الرابط بين عنابة و تبسة، مرورا بالإقليم الشرقي لولاية قالمة متكونة من 7 أشخاص أعمارهم بين 20 و 30 سنة، بينهم فتاة نطقت المحكمة ببراءتها، فيما لا يزال شخص في حالة فرار. الوقائع جرت في جوان الماضي بمنطقة بوكموزة أين يمر خط السكة الحديدية المكهرب الذي وصفته هيئة المحكمة بشريان الاقتصاد الوطني، باعتباره خطا لنقل خام الفوسفات و الحديد من تبسة إلى مصانع عنابة، و تمكنت العصابة من قطع أكثر من 900 متر طولي من كوابل الكهرباء بوزن يبلغ نحو 20 قنطارا، و نقلتها إلى مكان مجهول و بقيت كمية أخرى من الكوابل مقطوعة و متدلية على مسافة معتبرة يعتقد بأن العصابة لم تتمكن من شحنها. بعد الإعلان عن السرقة من طرف شركة السكك الحديدية بالحجار فتح الدرك تحقيقا لتحديد هوية العصابة و تمكن من رصد تحركات مشبوهة للمجموعة قرب مسرح الجريمة في حدود منتصف الليل، و قد انقسمت العصابة إلى مجموعتين الأولى على متن شاحنة تبريد صغيرة، كان يقودها المتهم الرئيسي (ق.ش) رفقة عنصر آخر من العصابة و المجموعة الثانية كانت تتحرك على متن سيارة سياحية و معها الفتاة القاصر. تفطنت المجموعة لوجود الدرك فحاولت الفرار لكنها وقعت في الكمين، و بعد تفتيش المركبتين عثر المحققون على سكاكين و قاطع ميكانيكي (سيزاي) يستعمل لقطع الحديد المستعمل في البناء، و اعتقد رجال الدرك بأن ذلك هو أول دليل على أن المجموعة هي التي سرقت كوابل الكهرباء و شلت حركة القطارات، إلى جانب أدلة أخرى منها المكالمات الهاتفية بين أفراد العصابة قبل السرقة و بعدها، و كذا تواجد المجموعتين على متن مركبتين بمسرح الجريمة في نفس التوقيت. المتهمون نفوا التهم و قال سائق الشاحنة بأنه كان متوجها إلى سوق الجملة بشلغوم العيد رفقة صديق له عندما أوقفه الدرك على طريق بين الذرعان بالطارف و منطقة وادي فراغة بقالمة، و صرحت المجموعة التي كانت على متن السيارة السياحية المؤجرة من وكالة للسيارات بأنهم كانوا متوجهين إلى مدينة بوشقوف للسهر هناك رفقة بعض الفتيات. النيابة العامة أكدت على خطورة الوقائع و أثرها على الاقتصاد الوطني ملتمسة تسليط عقوبة المؤبد في حق جميع المتهمين، بينما رافعت هيئة الدفاع و دفعت ببطلان التهم الموجة لموكليهم، و اعتبرتها مبنية على مجرد فرضيات دون دليل مادي من شأنه تشكيل قناعة لدى المحكمة، حيث لم يعثر رجال الدرك على المسروقات عند توقيف المتهمين، مطالبة بتبرئة ساحة موكليهم. فريد.غ سكان يغلقون الوطني رقم 16 للمطالبة بالسكن أغلقت مجموعة من سكان بلدية عين بن بيضاء بقالمة الطريق الوطني رقم 16 أمس الأحد، احتجاجا على ما وصفوه بالأوضاع الاقتصادية و الاجتماعية المتردية، مطالبين بحضور المسؤولين المحليين إلى المنطقة للوقوف على معاناة السكان المتواصلة منذ عدة سنوات. و طالب المحتجون بإيجاد حل لأزمة العطش المستفحلة بالمنطقة منذ سنوات طويلة، بسبب ملوحة المياه و نقص الكميات القادمة من آبار الذرعان و قناة بوشقوف، و أضاف المحتجون أنهم لم يعودوا قادرين على استعمال المياه المالحة و شراء مياه الشرب من الصهاريج المتنقلة. كما أثار المحتجون أيضا أزمة السكن ببلدية عين بن بيضاء و طالبوا بمزيد من حصص البناء الريفي و السكن الاجتماعي الموجه للفئات الفقيرة في بلديتهم و في غيرها من القرى الأخرى. و تحدث السكان أيضا عن حالة الانسداد التي يعيشها مجلس بلدية عين بن بيضاء منذ مدة طويلة، و اعتبروا هذا الانسداد بمثابة تعطيل للتنمية المحلية في واحدة من أفقر بلديات ولاية قالمة. و قد تنقل بعض المسؤولين من دائرة بوشقوف إلى موقع الاحتجاج للتحاور مع السكان و الاستماع إلى انشغالاتهم، غير أن هؤلاء أصروا على حضور السلطات الولائية، و واصلوا غلق الطريق بالحجارة و المتاريس و العجلات المطاطية إلى ما بعد الظهر.