استعاد جسر الشلالات مكانته السياحية بقسنطينة بعد انطلاق أشغال إعادة تهيئة درب السواح، الكنز السياحي الذي أغلق في وجه الزوار منذ سنة 1958، و الذي بسببه حرم الزوار من التمتع بمنظر المدينة الساحر أسفل سيدي مسيد، سيّما على مستوى هذا الجسر المشيّد عام 1928، و الذي كان بمثابة روح مطحنة «لافي» القديمة. جسر الشلالات الواقع أسفل سيدي مسيد بين خوانق وادي الرمال و الذي يسبقه جسر الشيطان، يعد من أهم المسالك التي كان يستعملها عشاق السباحة و رواد مسبح سيدي مسيد العريق و عشاق الطبيعة و المفتونين بسحر مدينة الصخر العتيق و الفضوليون الذين يقتلهم شغف اكتشاف ما تخبئه أغوار هذا الصخر، و الذين يسلبهم منظر المياه المتدفقة من واد الرمال و التي رغم قلة غزارتها، تبقى متميّزة لعبور مياهها بين أقواس الجسر الخمسة، و تعدّد ألوان الصخور التي تمر مياهها فوقها مما جعلها أشبه بلوحة طبيعية لا يمكن العبور أمامها دون التوّقف لتأملها، و إن كان المكان قد عانى لسنوات من انعدام الزوار ما عدا سكان الحي المجاور المعروف هو الآخر بسيدي مسيد و الذين أكد بعض من تحدثنا إليهم بأنه تحوّل إلى ملاذ للمنحرفين، مما جلعهم يعزفون عن التجوّل فيه، مثلما كانوا يفعلون في الماضي، أين كانت العائلات تتنقل بكل آمان هناك.و يذكر أحد الشيوخ بأن مياه الشلال كانت نقية و كانت تزوّد مطحنة لافي و مصنع العجائن الذي يعود تاريخه إلى بداية القرن التاسع عشر، حيث تتسارع مياه وادي الرمال، مشكلة شلالا بارتفاع 80 مترا نحو سهل الحامة بوزيان، في منظر بانورامي خلاب استقطب اهتمام عشاق الصورة الفوتوغرافية الذين سلّطوا عليه الضوء خلال تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية أكثر من أي وقت مضى، فيما اختار آخرون استخراج صور فوتوغرافية قديمة يزيد عمرها عن القرن، أضفى اللونان الأسود و الأبيض سحرا خاصة لتلك الصور التي تم تناولها على نطاق واسع بين المفتونين بمدينة الجسور المعلّقة الذين بادروا طوال السنة إلى الترويج للسياحة فيها. و قال بعض الشباب الذين شاركوا في جولات منظمة أسفل الصخر هذه السنة بأنهم تعوّدوا على رؤية منسوب المياه منخفضا جدا و شبه جاف، لكن بعد الأمطار الغزيرة التي سجلتها المنطقة خلال الشتاء، ازداد تدفق المياه بشكل مثير للإعجاب و هو ما اختار الكثير من المصورين الهواة التركيز عليه خلال تلك الخرجات. مريم/ ب