لهذه الأسباب سربت أسئلة البكالوريا في 1992 قال أمس عضو الحكومة الاسبق السيد علي بن محمد ان تسريب أسئلة امتحانات البكالوريا سنة 1992 عندما كان وزيرا للتربية الوطنية في عهد الرئيس الراحل محمد بوضياف كان يهدف من ورائه الفاعلون الى اجهاض مشروع إعادة هيكلة التعليم الثانوي. وفي تصريح أدلى به على هامش الندوة التاريخية حول الرئيس الراحل محمد بوضياف، بالمسيلة بعد سبع سنوات من الصمت أكد السيد بن محمد ان الضجة التي أحدثها مشروعه لدى بعض المعارضين له نابعة من كون هؤلاء يرفضون تغيير المسار الذي تعودوا عليه حتى ينتقل ابناؤهم من فصل إلى آخر ومن سنة إلى أخرى دون دراسة.وذكر المتحدث بأن هذه الضجة والاضطراب الحاصل بسبب المشروع المذكور بلغ مسامع الرئيس بوضياف في ال 21 مارس 1992 فوجه له دعوة للحضور الى رئاسة الجمهورية لتقديم توضيحات حول الأمر.وأشار علي بن محمد إلى انه اثناء الحضور الى مكتب الرئيس وجده منزعجا مما سمعه حول ما يدور من "بلبلة" حول المشروع المذكور مضيفا بالقول " قمت بتوضيح أبعاد هذا المشروع واهدافه".وذكر الوزير السابق أنه تفاجأ يوم 14 أفريل بأحد رجال الرئيس يأتي الى الوزارة ويطلب مقابلته حتى يبلغه بأنه مطالب بتأجيل مشروعه الاصلاحي وهو ما اندهش له محمد كما قال باعتبار ان الرئيس بوضياف كان بإمكانه ان يستدعيه مرة أخرى لهذا الغرض.واضاف " لقد كان ردي بالرفض كون ان تلك الفترة كانت حساسة للغاية، ويستحيل معها التراجع عن المشروع باعتبار ان الموسم الدراسي الجديد كان على الابواب والمناصب الادارية مفتوحة والوظائف جاهزة".وذكر المتحدث بأنه لم يكن أمامه سوى ان يبلغ الرئيس بوضياف من خلال مبعوثه بأنه من المستحيل أن يتراجع عن عمل اجتهد فيه سنة كاملة مشيرا الى انه ابلغ الرئيس عبر مرسوله أنه لا يمكن ان يكون حجر عثرة في طريقه، وأنه مستعد لتقديم الاستقالة او التنحية من منصبه.واضاف لقد تفاجأت بعد اسبوع برئيس الدولة يوجه انتقادا شديد اللهجة للمنظومة التربوية في البلاد التي وصفها بالمنظومة المنكوبة التي تخرج "الحيطيست" بحسب تعبيره.وأمام هذا الموقف قام علي بن محمد بتقديم استقالته لاسيما بعد فضيحة تسريب اسئلة البكالوريا واشار الى انه التقى الرئيس فيما بعد الذي استقبله للمرة الثالثة وطلب منه العدول عن فكرة الاستقالة إلا انه رفض كما قال.واضاف "بعد ان تيقنت ان هجوم الرئيس على المنظومة التربوية ليس من بنات افكاره وان تلك الفقرة في خطابه تم ادراجها في آخر لحظة قلت له بأن مثقفي البلاد وكفاءاتها هم نتاج هذه المنظومة المنكوبة".