سطيف تتحول إلى وجهة لتجارة السمك بالجملة تشهد محلات بيع السمك المنتشرة بكثرة بمحاذاة متوسطة عبد العزيز بخوش بحي يحياوي في مدينة سطيف، وفرة في عرض مختلف أنواع الأسماك، مقابل إقبال وتهافت على اقتنائها من طرف الزبائن من مختلف شرائح المجتمع، رغم الارتفاع الفاحش في أسعارها حيث بلغت 1800 دج و 2000 دج للكيلوغرام من بعض الأنواع. ويعرف سوق السمك بسطيف حركية كبيرة، لكون بعض الموردين والممونين القادمين من الموانئ، يقصدونه باعتباره سوقا للجملة بطريقة غير رسمية، فرغم كون سطيف مدينة داخلية، لكن تجار السمك بالجملة يقصدونها إلى جانب تجار التجزئة وأصحاب المطاعم الفاخرة من عدة ولايات مجاورة، حيث يركن الوسطاء شاحناتهم و تتم المبادلات التجارية بينهم على قارعة الطريق. أما على مستوى محلات البيع بالتجزئة أو لدى أصحاب الطاولات المنتشرين في المكان فإن سوق بخوش، يشهد هو الآخر إقبالا من طرف المستهلكين، الذين يقصدونه من مختلف مناطق الولاية، نظرا لتنوع الثروة السمكية المعروضة به و وفرتها، إضافة إلى أنها سلعة طازجة، تصل ساعات قبل عرضها، قادمة من بعض الموانئ والمدن الساحلية، بالأخص ميناء القل بسككيدة، ميناء عنابة، ميناء بجاية، و من ميناء القالة بالطارف وحتى من ميناء مستغانم بالغرب الجزائري. و يعتبر الصيادون وتجار الأسماك، بأن سوق سطيف من أنشط الأسواق عبر الوطن، لكون السطايفية يقبلون على تناول هذه المادة الغنية بالبروتين، بكثرة خلال شهر رمضان. وخلال جولة قادتنا أمس إلى سوق السمك، لمسنا التهابا في الأسعار وغلاء فاحشا، مقارنة بتلك المعتمدة خلال بقية فصول السنة، حيث بلغ سعر الكيلوغرام من شرائح السبادون و السومون 1800 دج، فيما وصل سعر شريحة «التونة» 1600 دج، ولا يزال الجمبري يحلق خارج السرب بأسعار خيالية بلغت 2400 دج، بالنسبة لتلك القادمة من ميناء مستغانم، أما النوع الملكي منه فقد وصل 4000 دج للكلغ. في حين تباينت أسعار أنواع أخرى من الأسماك، على غرار الدوراد الرمادي و البراكودا والميسيتير من عائلة الميرلون و الروش و وصل سعرها 1000 دج للكيلوغرام، و تراوح ثمن ذئب البحر بين 1400 و 1600 دج، فيما اختلفت أنواع أخرى من الأسماك مثل الدوراد والميرلون و وصلت 1400 دج، أما السمك من نوع الباجو فناهز ثمنه 1500 دج للكيلو، وبلغت أثمان بعض الأنواع الغريبة من السمك مثل نجم البحر 2000 دج للوحدة. الأنواع الأخرى التي تعرف إقبالا واسعا من طرف المواطنين، على غرار السردين تراوح ثمنها بين 400 دج إلى 500 دج، و هو نفس السعر المطبق بالنسبة لسمك البوقا و الأنشوا و التي نفذت الكميات المعروضة منها حين وصولها. ولاحظنا لدى زيارتنا لسوق السمك بسطيف صباح أمس أن الإقبال كان على مختلف الأنواع المعروضة، سواء لدى أصحاب المحلات التجارية أو البائعين الفوضويين. من جهتها حذرت جمعية حماية المستهلك، من تعمد بعض التجار عرض الأسماك بطريقة فوضوية للبيع على قارعة الطريق وعدم المحافظة على سلسلة التبريد، من خلال عرضها تحت أشعة الشمس الحارقة في ظل ارتفاع درجات الحرارة، دون وضع مادة الثلج، محذرة من احتمال تسببها في تسممات غذائية للمستهلكين، و ذكرت الجمعية بأن مصالح الصحة والنظافة التابعة لبلدية سطيف قامت بدوريات في الآونة الأخيرة للسوق، مكنتها من حجز كميات معتبرة من الأسماك غير الصالحة للاستهلاك.