توقيف 91 حراقا بينهم امرأتين وطفلين بسواحل عنابة أحبطت وحدات حرس السواحل بعنابة ليلة الأربعاء إلى الخميس، محاولة للهجرة غير الشرعية قام بها 91 «حراقا» بينهم عائلة متكونة من أربعة أفراد (أم وابنتها رفقة طفلين في الرابعة والسابعة من العمر)، إلى جانب توقيف قاصرين ورعية أفريقية من جنسية غامبية، كانوا على متن أربعة قوارب تقليدية الصنع قاصدين جزيرة سردينيا الإيطالية، عبر البحر الأبيض المتوسط انطلاقا من شاطئ واد بقراط التابع لبلدية سيرايدي. و قد تم كشف عملية إبحار الزوارق الأربعة و على متنها الحراقة الموقوفين بعد نشر مجموعة مصطافين لصور على مواقع التواصل الاجتماعي تبيّن عملية انطلاق الحراقة في مغامرتهم و هي الصور التي كشفت العملية و وضعت مصالح حراس السواحل في حالة تأهب لإعتراضهم، و كان المصطافون الذين التقطوا الصور يتأهبون لمغادرة الشاطىء حينما وجدوا عشرات الأفراد يمتطون أربعة زوارق للإبحار مع اقتراب موعد الإفطار. و حسب مصدر من المجموعة الإقليمية لحراس السواحل بعنابة، فإن وحدات البحرية نجحت في اكتشاف القوارب الثلاثة الأولى بالمياه الإقليمية في حدود الساعة الحادية عشر ليلا أثناء الجولات الاستطلاعية للزوارق العائمة المكلفة بالمناوبة الليلية وتأمين الحدود، حيث لفت انتباههم وجود قوارب تقليدية في حالة إبحار و لدى التقرب منها تبيّن أنها تضم ثلاثة أفواج من «الحراقة» على متن 3 زوارق تحمل 75 حراقا منقسمين على الزورق الأول و به 27 شخصا و الثاني 22 بينما كان الزورق الثالث ينقل 26 فردا. المصدر ذكر أن الوحدة العائمة تكفلت باعتراضهم في وضعية أربعة أميال بحرية شمال شرق رأس الحمراء، و ذكرت أن من بين الحراقة الذين تم إحباط هجرتهم السرية امرأتين هما أم وابنتها المطلقة البالغتين من العمر 52 و 27 سنة، و اللتين كانتا تحملان طفلا وطفلة عمرهما 4 و7 سنوات على التوالي، و ذكرت المصادر أن أفراد العائلة الأربعة كانوا يحاولون الوصول إلى فرنسا عبر ايطاليا بعد رفض القنصلية الفرنسية منحهم تأشيرة الدخول إلى التراب الفرنسي. ذات المصدر، أضاف بأن الفوج الرابع من الحراقة الذين تم اعتراضهم من قبل عناصر مجموعة حرس السواحل يضم 16 فردا تم توقيفهم في حدود منتصف الليل بوضعية 8 أميال شمال رأس روزا، و ذكر أن من بينهم قاصرين و رعية غامبية، حاولوا الإفلات من رقابة خفر السواحل أثناء قيامهم بتوقيف الأفواج الثلاثة السابقة، لكن محاولتهم باءت بالفشل، بعد أن نجح عناصر حرس السواحل في السيطرة على الوضع، باستعمال كاميرات وشاشات المراقبة المثبتة على مستوى أبراج المراقبة البحرية بالشريط الساحلي، في ملاحقة القوارب الأربعة، التي تم اعتراضها على مسافات متقاربة. و بينت التحريات أن أفواج الحراقة انطلقوا من شاطئ واد بقراط ببلدية سيرايدي بعد موعد الإفطار مباشرة، باستخدام قوارب تقليدية طولها 7 أمتار، مزودة بمحركات ميكانيكية قوتها 40 حصانا بخاريا، و قد تم العثور على مجموعة من الألبسة و دلاء البنزين و كمية من المأكولات، كانت بحوزة الحراقة، الذين تتراوح أعمارهم ما بين 04 و 52 سنة. و أفادت المجموعة الإقليمية لحرس السواحل أن الحراقة تمّ تحويلهم نحو المحطة البحرية الرئيسية بميناء عنابة، أين قدمت لهم الإسعافات وأخضعوا لفحوصات طبية من طرف طبيب الحماية المدنية، قبل مباشرة فرقة البحث والتدخل التابعة للشرطة التحقيق الإداري معهم وإجراء محاضر أمنية رسمية، حولوا بموجبها على الجهات القضائية. الموقوفون لدى سماعهم اتضح بأنهم يقطنون في أحياء متفرقة بمدينة عنابة، قرروا خوض مغامرة الحرقة بعد ربط اتصالات مع أشخاص مختصين في تنظيم رحلات الهجرة السرية، مقابل تسديد مبلغ مالي تراوح ما بين 10 و 15 مليون سنتيم، بحسب معرفة كل شاب بالوسيط في العملية قبل الانطلاق في الرحلة، على أن يدفع الشطر المتبقي عند الوصول إلى جزيرة سردينيا الإيطالية، كما تم ضبط كل التدابير المتعلقة بالرحلة، و ذلك بالاتفاق على مكان و موعد الانطلاق. و تجري مصالح الأمن تحرياتها من أجل توقيف العصابات التي تقف وراء عمليات تهريب البشر، التي أخذ نشاطها في التوسع بسواحل عنابة، في مؤشر خطير جعل قوات البحرية تستنفر كامل جهودها لإنقاذ الحراقة من الغرق. و استنادا إلى نفس المصدر، تم تقديم الموقوفين صباح أول أمس أمام وكيل الجمهورية لدى محكمة عنابة، حيث قضت هيئة المحكمة بتغريمهم.