المسابقة الكتابية كانت حاسمة في تحديد الأساتذة الناجحين 45 بالمئة من الناجحين من فئة المتعاقدين أفرج الديوان الوطني للامتحانات والمسابقات مساء أول أمس الخميس، عن النتائج النهائية لمسابقة توظيف الأساتذة، لشغل 28 ألف منصب شاغر في الأطوار التعليمية الثلاثة، في وقت تطالب النقابات بتوسيع شبكة المدارس العليا للأساتذة، وإعادة فتح المعاهد التكنولوجية لسد العجز في التأطير المقدر سنويا بأزيد من 20 ألف منصب. ورغم تعطل نشر نتائج مسابقة الأساتذة بساعتين عن الموعد الذي حددته وزارة التربية الوطنية، وهو الذي كان في الأول على الساعة الثامنة مساء، إلا أن الإعلان عن النتائج تم بالفعل مساء الخميس، حيث تمكن الناجحون في المسابقة الكتابية من ولوج الموقع الإلكتروني للديوان الوطني للمسابقات والامتحانات، للاطلاع على النتائج النهائية، التي أسفرت عن نجاح 28 ألف مشارك في الامتحان الشفهي، الذي جرى يومي 2و3 جويلية الجاري، لشغل 28 ألف منصب في الأطوار التعليمية الثلاثة، انطلاقا من الموسم الدراسي المقبل، على أن يخضعوا انطلاقا من منتصف شهر جويلية الحالي لدورة تكوينية تحت إشراف مفتشي المواد، استعدادا لاستقبال التلاميذ والشروع في تدريسهم شهر سبتمبر القادم. ومكنت المسابقة الشفهية من الفصل في القائمة النهائية للناجحين في مسابقة التوظيف، حيث تم ترجيح الكفة لصالح من تحصلوا على أحسن المعدلات في الامتحان الكتابي، الذي بلغ عدد الناجحين فيه 145 ألف مشارك، وكذا من حصلوا على أحسن العلامات في الامتحان الشفهي، من أصل 20 نقطة، علما أن مجموع معاملات الامتحان الكتابي بلغ 8، لذلك فإن الحظوظ كانت أوفر بالنسبة للذين حققوا أعلى المعدلات في المسابقة الكتابية، وكذا بالنسبة للأساتذة المتعاقدين، بفضل الامتيازات التي منحتها لهم الوظيفة العمومية، باحتساب سنوات الخبرة، مما سمح ل45 في المائة من المتعاقدين من الفوز في المسابقة الكتابية. وبحسب الأمين العام للاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين صادق دزيري، فإن مسابقة التوظيف كانت في صالح فئة المتعاقدين، بفضل احتساب سنوات الخبرة، ما مكنهم من افتكاك الامتحان الشفهي، الذي كان هو الفيصل، بعد أن تم ترتيب الفائزين من أعلى إلى أدنى معدل، ليتم انتقاء 28 ألف الأوائل، بما يناسب عدد المناصب الشاغرة، التي سيشغلها الأساتذة الجدد ابتداء من شهر سبتمبر المقبل، وبحسب المصدر، أن المسابقة الشفهية لم تؤثر كثيرا على النتائج النهائية، لأن الامتحان الكتابي هو الفاصل الأساسي، لكنه أوضح أن مشكل العجز سيبقى دائما مطروحا، لأن ما يعادل حوالي 55 في المائة من موظفي القطاع من فئة النساء، اللواتي تخرج نسبة 7 إلى 10 في المائة منهن في عطلة أمومة سنويا، ما يعادل حوالي 20 ألف أستاذة من مجموع 420 ألف أستاذ، مما يضطر الوزارة إلى اللجوء مجددا إلى الاستخلاف، لحل مشكل العجز في التأطير، ويضاف إلى هذا العدد من سيخرجون إلى التقاعد بعد بلوغ سنة 60 عاما، وكذا من سارعوا إلى المطالبة بالتقاعد النسبي والمسبق، قبل دخول قرارات الثلاثية حيز التطبيق. ويرى صادق دزيري، أن مشكل العجز في التأطير سيبقى مطروحا، إلى غاية أن يتم توسيع شبكة المدارس العليا للأساتذة، التي لا يتجاوز عددها حاليا 11 مدرسة على المستوى الوطني، لتقوم بتكوين العدد المطلوب من الأساتذة، إلى جانب ضرورة إعادة فتح المعاهد التكنولوجية لتكوين الأساتذة، لأن الدورة التكوينية المقتضبة التي سيخضع لها الفائزون في مسابقة التوظيف لن تكون في تقديره كافية، وستقتصر على تلقينهم أبجديات التعليم فقط، مهما كانت مرافقة المفتشين، علما أن تكوين أستاذ في الطور الثانوي يتطلب خمس سنوات كاملة، يتلقى خلالها الأساتذة دروسا في علم النفس والتربية والبيداغوجيا، لذلك ارتأت الوصاية أن يستمر التكوين على مدار السنة، بغرض تأطير ومرافقة الأساتذة الجدد. ويرى أيضا مزيان مريان رئيس نقابة الكنابست، أن عدد المناصب المفتوحة وهي 28 ألف منصب يبقي غير كافٍ، بالنظر إلى العجز الفادح في عدد الأساتذة، خاصة على مستوى المؤسسات التي تم فتحها مؤخرا، مما سيستلزم الاعتماد مجددا على المستخلفين.