«البلارج» يستعطف المارة لتزويده بالماء تعذر على اللقلق أو «البلارج» بالعامية، الصمود أمام ارتفاع درجة الحرارة التي تشهدها عديد ولايات وسط غرب البلاد ، فانسحب من عشه العالي، ليستظل بالقرب من الأشجار و يستعطف المارة لتزويده بالماء . شوهد هذه الأيام عبر عديد الولايات، كالشلف وعين الدفلى وغليزان، طائر اللقلق أو ما يسمى البلارج، يخطو خطوات متثاقلة عبر الطرقات و الشوارع، بحثا عن مكان يستظل به، هروبا من درجة حرارة لا تطاق، بلغت أحيانا حدود 47 درجة في ولايات تصنف كمناطق ساخنة مقتطعة من الصحراء الكبرى. الأمر الذي دفع أصحاب المحلات التجارية إلى التضامن مع هذا الطائر الذي نادرا ما نراه يقترب من المارة و المركبات، بتزويده بالماء الشروب، لامتصاص حرارة جسمه، و إطعامه ببقايا الخبز، رغم أن اللقلق من االطيور التي تتغذى على الطيور و الثدييات الصغيرة، كالحشرات و الزواحف و البرمائيات و الأسماك، إلا أنه قبل بالوضع القائم و تكيف معه، حفاظا على سلامته و بقائه على قيد الحياة، وقد اختلف الكثير من الناس حول نوعية غذائه، لكونه يعد من الطيور التي تعيش في الأماكن المرتفعة فوق الأعمدة الكهربائية، ولا يقبل أن يتقاسم مكانه مع بقية الطيور، حتى مع صغاره، حيث تنفصل عن العش بعد حوالي شهرين من ولادتها. يمكن لطيور البلارج بعد أن طاب لها المقام عبر عديد المدن الجزائرية، أن تقتات من القمامات، بدل الهجرة أو البحث عن غذائها، كما هو معتاد على مسافات بعيدة، وهو سلوك غير مألوف اعتادت عليه، خصوصا تلك الطيور التي استقرت فوق البنايات و الأسطح والأعمدة ومداخن العمارات بالمدن الحضرية. وبالتالي فإن طائر اللقلق الأبيض، أضحى يفضل العيش بالقرب من الناس للحصول على ما يرغب دون عناء يذكر، و الأمثلة متعددة، حيث تجده على مدار السنة، يحتضن عشه العالي الذي بات يكبر من سنة لأخرى. و يرى بعض المختصين، أن هذا السلوك قد يضر بالتوازن البيئي، لأن الأصل في هذه الطيور التي يفوق عدد أنواعها 17 نوعا من البلارج هي التنقل و الهجرة الموسمية . استعطاف طائر اللقلق، إلى جانب الحمام والعصافير للمارة، وتجمعها بالقرب من نقاط وينابيع المياه، وحتى أمام أنابيب المكيفات الهوائية دون خوف، يثبت أن الحياة قاسم مشترك بين الإنسان وبقية الكائنات الأخرى. يقول التاجر محمد. ع ، صاحب محل بالقرب من البريد المركزي بالشلف، بأن ما يحدث عبارة عن رسالة قوية من طيور تنشد الأمن و السلام وتدرك بفطرتها من تجد لديه الأمان، وهي نفس الخاصية الموجودة لدى الحمام، حيث يأكل ويشرب من يد من يضمن سلامته وأمنه، ولا يقترب من الأشخاص المشكوك فيهم. نفس الشيء أكده لنا سمير. س ، عامل نظافة ببلدية عين الدفلى، حيث أنه يطعم أسرابا من الحمام تتجمع من حوله كل صباح، بمجرد وقوفه بالساحة المقابلة لإذاعة عين الدفلى، في مشهد يثير دهشة وحيرة المارة، فهم يتساءلون عن سر العلاقة القائمة بين سمير و أسراب الحمام التي تنتظر مجيئه في نفس الموعد اليومي فوق سلك كهربائي، وأثناء غيابه تشعرك بلوعة الحنين و الرغبة في اللقاء.