التصريحات التي تزرع الشك في مسار ثورة التحرير تهدف إلى تفكيك وحدة الشعب 20 أوت درس تاريخي لحماية الثورة من المؤامرات التي لازالت تحاك ضدها قال الأستاذ والباحث في التاريخ بجامعة وهران لعروسي مخطار، أنه على الشباب الجزائري اليوم أن يستشف العبر من مؤتمر الصومام يوم 20 أوت 1956، فكل الحركات التحررية في العالم تعقد مؤتمراتها خارج أراضيها التي تكون مغتصبة من طرف المحتل، إلا الجزائريين عقدوا أكبر مؤتمر فوق أرضهم ودون طلب مساعدة أجنبية، هذه العبرة حسب المتحدث تعكس مدى تمسك الجزائريين بأرضهم ووطنهم ودفاعهم عنه بكل ما أوتوا من وسائل وإمكانيات حتى ولو كانت بسيطة ولكن تحدوا بها آنذاك أكبر إستعمار في العالم. أوضح الأستاذ لعروسي مخطار في تصريح للنصر، أن التاريخ هو الحصن الحصين للدول والشعوب، فعلى الشباب أن يقوي معلوماته حول تاريخ الثورة الجزائرية العظيمة، التي لا زالت تحاك ضدها المؤامرات كي لا يكون هناك تواصل بين الأجيال، وهذا ما يتجسد من خلال بعض الخرجات والتصريحات التي تزرع الشك في مسار الثورة التحريرية لأغراض تفكيك وحدة الشعب الجزائري، ودعا الأستاذ لعروسي المسؤولين والمجاهدين النزهاء لإيصال مبادئ و قيم الثورة المجيدة للأجيال الصاعدة ، لترسيخها في ذاكرتهم وأن يتحملوا هم أيضا مهمة نقلها للأجيال التي تأتي بعدهم، فالشعوب تنفق أموالا طائلة من أجل تدريس التاريخ في المدارس والجامعات وتكون من أجل ذلك الأساتذة و الدكاترة لأن التاريخ هو الإسمنت القوي لوحدة الأمة، والشعب الذي لا يحترم تاريخه فباطن الأرض خير له من ظاهرها، مشيرا في هذا الصدد إلى أن تاريخ الجزائر حافل بالبطولات عبر مسيرة الثورة الجزائرية التي تعتبر معجزة القرن 19 ، و الشباب عليه أن يستشف المواعظ من مؤتمر الصومام و عليه أن يحدد أثناء دراسته نقطتين هامتين هما الزمان الذي انعقد فيه مؤتمر 20 أوت 56 تيمنا بيوم20 أوت 55 ففي هذا اليوم لقن جيش التحرير الوطني في الشمال القسنطيني، العدو الفرنسي درسا في البطولة و الكفاح بقيادة الشهيد الرمز زيغود يوسف . والنقطة الثانية هي المكان، إذ انعقد المؤتمر داخل الجزائر وهنا تكمن المعجزة. مضيفا أن أحداث 20 أوت 1955 هي التنسيق اللوجستي الكبير الذي تم الحرص عليه في تأطير الانتفاضة الشعبية ضد الأوضاع التي كانت سائدة آنذاك، كذلك روح المبادرة العالية التي أبداها الشهيد البطل زيغود يوسف في التحضير لهذه الأحداث، ما دفع إلى التفكير في عقد مؤتمر الصومام كواجهة وأرضية صلبة تؤسس لنضال هذا الشعب وتنظيمه. و أشار الباحث إلى أنه تقرر في إختتام مؤتمر الصومام الذي دامت أشغاله 10 أيام تحت حراسة مشددة للمجاهدين بقيادة البطل عميروش، تقسيم القطر الجزائري إلى ست ولايات وتحديدها جغرافيا، وكانت السلطة تتجسد في مجلس كل ولاية والذي يرأسه عقيد وأربعة ضباط برتبة رائد في الجيش، حيث أن كل واحد مسؤول عن قطاع معين، وهذا المجلس مسؤول عن تسيير جميع الشؤون التي تهم السكان، وتمت توعية الجماهير إيديولوجيا وسياسيا حول المواجهة الميدانية من خلال التأطير الواسع واليومي لسكان القرى والمداشر وحتى المدن، وإبراز دور الهياكل الإدارية والصحية والقضائية والإعلامية للثورة والعمل على إبلاغ الجماهير بأخبار الثورة و تطورها داخليا وخارجيا، قصد الحفاظ على الصلة بين الشعب وثورته وتعزيز الجبهة الوطنية بجمع كل الطاقات من أجل تعجيل الإنتصار وإنتزاع الحرية والاستقلال.