لمح رئيس الفاف محمد روراوة خلال إجتماع المكتب الفيدرالي المنعقد أول أمس إلى إستقالة السويسري أندري بيار شورمان من على رأس العارضة الفنية للمنتخب الوطني الأولمبي، بمجرد انتهاء مغامرة الكرة الجزائرية في أولمبياد ريو دي جانيرو، ولو أن الاتحادية أرجأت ترسيم هذا القرار إلى غاية إتضاح الرؤية حول مصير العقد الذي يربطها بهذا المدرب. هذا ما كشف عنه للنصر مصدر من داخل المكتب الفيدرالي، أوضح في معرض حديثه بأن روراوة أشاد بالمشوار الذي أداه شورمان مع المنتخب الأولمبي، منذ توليه المهام في أوت 2014، خاصة وأن المشاركة في الأولمبياد كانت الهدف الرئيسي، رغم أن العلاقة بين الرجلين ميزها الكثير من الفتور منذ «كان 2015» بالسنغال، لأن مسؤولي الفاف أعابوا على التقني السويسري عدم قدرته على فرض الانضباط داخل المجموعة، وهو عامل كان من بين الأسباب التي حالت دون تخطي عقبة الدور الأول في «ريو».واستنادا إلى نفس المصدر فإن شورمان غادر الجزائر بمجرد عودة الوفد من البرازيل، من دون أن يشعر مسؤولي الفاف بمستقبله مع المنتخب، سيما وأن العقد الذي يربطه بالإتحادية كان مقترنا بالنتائج المسجلة في الأولمبياد، والاكتفاء بنقطة كان بمثابة فشل، ولو أن روراوة اعتبر هذه المشاركة إيجابية، ومكنت العناصر المحلية من الاحتكاك بالمستوى العالي. وخلص مصدرنا إلى أن انتهاء عقد شورمان جعل روراوة يلمح إلى رحيله، مادامت الفاف تعتزم عدم تمديد عقده، مع منح الصلاحيات للناخب الوطني الجديد ميلوفان راييفاتس لتشكيل طاقم فني للمنتخب الأولمبي، يعمل تحت وصايته، مادام راييفاتس أشاد بالمؤهلات الفردية للعناصر الأولمبية، بعد معاينته لمبارياتها في دورة ريو، ما جعل الاتحادية تراهن على الاستثمار في هذه الطاقات، تحضيرا للتصفيات المؤهلة إلى أولمبياد 2020 بطوكيو. على صعيد آخر أكد ذات المصدر بأن المكتب الفيدرالي وافق على إستقالة صابر بن إسماعيل من على رأس العارضة الفنية للمنتخب الوطني للأشبال، عقب الإقصاء من التصفيات المؤهلة إلى «كان 2017»، لأن روراوة لم يهضم هذه «النكسة»، واعتبرها من عواقب فشل سياسة التكوين في الجزائر، بسبب قلة الإهتمام بالفئات الشبانية، في غياب عمل قاعدي ممنهج، لأن إنسحاب بن إسماعيل جسد عدم قدرة التقنيين الجزائريين على تحقيق الأهداف المسطرة في منتخبات الشبان، سيما وأن منتخب الأواسط لم يتمكن من التأهل إلى «كان» زامبيا، إثر إقصائه أمام موريتانيا، الأمر الذي عجل برحيل المدرب محمد مخازني، مما جعل المكتب الفيدرالي يلح على ضرورة خضوع التقنيين الجزائريين لرسكلة تمكنهم من الإستفادة من برامج تكوين الشبان.واستنادا إلى نفس المصدر فإن رئيس الفاف قرر فتح ورشة عمل كبيرة لإعادة هيكلة المديرية الفنية الوطنية، إذ مهد لتغيير جذري في طريقة التسيير، من خلال توزيع المهام بين بعض المصالح، شريطة تحديد برنامج عمل كل مصلحة، على أن يدرج راييفاتس بصفة أوتوماتيكية ضمن طاقم المديرية، مع إنشاء 3 مديريات فرعية، واحدة يترأسها مدرب منتخب الأكابر، وتتكفل بتسطير برنامج جميع المنتخبات الوطنية على إختلاف أصنافها، حيث أن مدربي منتخبات الأصناف الشبانية سيكونون تحت إشراف راييفاتس، سواء تعلق الأمر بالتربصات أو المواعيد الرسمية، حتى أن رئيس الإتحادية فكر في توسيع صلاحيات طاقم الأكابر، خاصة مدرب الحراس وكذا المحضر البدني، وتكليفه بالعمل مع باقي المنتخبات. أما المديرية الفرعية الثانية فستتكفل بالإشراف على تكوين المدربين، وتجسيد برنامج العمل المسطر مع التقنيين، سيما وأن الفاف ظلت تشتكي من عجز كبير في عدد المدربين المؤهلين لتدريب الأندية، خاصة وأن القوانين إشترطت حيازة إجازة «كاف أ» للحصول على ترخيص رسمي من الرابطة للإشراف على تدريب أي صنف في بطولة الرابطة المحترفة، وكذا وطني الهواة. إلى ذلك فإن مهمة المديرية الفرعية الثالثة تتمثل في معاينة اللاعبين الشبان في جميع المستويات، لأن رئيس الفاف أعرب عن تذمره الكبير من الطريقة المنتهجة في ضبط تركيبة كل منتخب، في غياب منتخبات جهوية وحتى ولائية، مما جعله يلح على ضرورة العودة إلى العمل بالنظام السابق، وتنظيم ملتقيات لما بين المنتخبات الجهوية، بغية إتاحة الفرصة لتقنيين من المديرية الفنية الوطنية بإنتقاء العناصر القادرة على حمل الألوان الوطنية.