أثار إعلان مسؤولين أمريكيين عن دفن جثة زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن في البحر جدلاً واسعا واعتبر الكثيرون أن الإقدام على هذه الخطوة مخالف للأعراف الإسلامية وهو ما ظهر خاصة في المنتديات ومواقع الإنترنت. وقد اعتبر بعض المختصين في أحكام الشريعة الإسلامية أن هذا الإجراء غير مطابق لضوابط وأحكام الشريعة فيما يتعلق بشروط دفن المسلمين مؤكدين أن عملية الدفن لا تتم إلا في اليابسة وتحت التراب، وأضاف هؤلاء أن العرف والعادة أجازا في حالات استثنائية رمي الجثة في البحر في حال كان المتوفى على متن السفينة وبعيداً عن اليابسة، وذلك خوفاً من تعفن الجثة وتأثير روائحها على سلامة الركاب، وشددوا على أن مصطلح الدفن في حدّ ذاته لا يجوز إلا في البرّ وتحت التراب وما خالف ذلك فلا يعد دفناً على الطريقة الإسلامية. وكان القرار الأمريكي بدفن زعيم القاعدة في البحر بدلا من البر خوفاً من تحول قبره إلى مزار يتوافد إليه المسلمون لزيارته. وفي هذا الإطار اعتبر العميد السابق لكلية الشريعة بالرياض، أن دفن جثة الميت المسلم في البحر مرهونة بعدم القدرة على الوصول إلى اليابسة أو أن تكون هناك عوائق ويخشى تعفنها قبل الوصول، مشيراً إلى أنه من الأهمية بالإضافة للكفن، عمل أية إجراءات تساعد على حماية الجثة من أية حيوانات بحرية قد تكون في متناولها، وذلك عن طريق ملابس واقية أو نحوها فوق الكفن كوقاية أكثر، مضيفا أن حرمة الميت معتبرة ولا تنقص بمكان دفنه مادامت اتخذت الاحتياطات الشرعية، كما اعتبر أن الوسائل الحديثة أصبحت قادرة على الوصول لليابسة ما يفضّل دفنها فيها. وللإشارة فإن معظم المذاهب الإسلامية تكاد تتفق على جواز إلقاء الميت في البحر إذا تعذر الوصول به إلى الساحل، ويرى بعضها أنه لا يجوز أن يدفن المسلم في أراضي الكفار أو في مقابرهم إلا أن يتعذر نقله فيدفن في بلادهم لكن في غير مقابرهم، وأنه يشرع دفن الميت في البحر إذا خيف عليه التغير قبل الوصول إلى البرّ فيغسل ويكفن ويصلّى عليه ثم يرمى في البحر. وفي وقت سابق، قال مسؤول أمريكي للصحافيين أمس الاثنين، إن الولاياتالمتحدة ستضمن معاملة جثمان أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة وفقاً للتقاليد الإسلامية، فيما قالت صحيفة «نيويورك تايمز» إن جثة أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة نقلت إلى أفغانستان بعد قتله في باكستان ودفنت في وقت لاحق في البحر.