طلبة متجوّلون و مدرجات مهجورة في ثاني أيام الدخول الجامعي شهدت جامعة الإخوة منتوري بقسنطينة في ثاني يوم من الدخول الجامعي، إقبالا محتشما على قاعات الدراسة التي ظلت فارغة و المدرجات مهجورة، فيما يمضي الطلبة الجدد الوقت في التجوّل بأروقة الكليات و ساحة الجامعة. و لاحظنا في جولة قمنا بها على مستوى الجامعة، ما يشبه الركود في نفسيات الطلبة، حيث انطلقنا من كلية الحقوق التي وجدنا بها مجموعات من الطلبة الجالسين، أغلبهم من المتحصلين الجدد على شهادة البكالوريا، حيث أخبرونا بأنهم قدموا للدراسة باعتبار أن الدخول الجامعي قد أعلن عنه أول أمس، لكنهم تفاجأوا بغياب كثير من الأساتذة الذين جاؤوا للالتقاء بهم و حضور حصصهم، مشيرين إلى أنهم اكتفوا بتصوير البرنامج الأسبوعي لتوزيع الدروس، و مؤكدين لنا بأنهم تعودوا على الالتحاق بمقاعد الدراسة في التاريخ المحدد في الطور التعليمي الثانوي، ليواجهوا واقعا مغايرا في الجامعة. و لم يختلف المشهد كثيرا بكلية الطبيعة و الحياة، أين اختار الطلبة المدرجات الفارغة للجلوس على مقاعدها، حيث أوضح لنا بعض الملتحقين الجدد بالكلية، بأن الدروس التطبيقية لن تنطلق إلى غاية يوم 26 من الشهر الجاري، في حين يفترض أن تنطلق الدروس النظرية ابتداء من 18 سبتمبر، لكن الوضع المسجل لا يعكس ذلك، حسبه، بسبب عدم ظهور الكثير من الأساتذة و الطلبة أيضا، و قد لاحظنا بأحد المدرجات أستاذة تقوم بإلقاء درس على مدرج خال من الطلبة، باستثناء 13 طالبة فقط، في غياب تام للذكور، في حين اختارت أخريات السلالم و المقاعد الحجرية للجلوس بالساحة و تبادل أطراف الحديث. أما بكلية الآداب و اللغات، فقد وجدنا أحد الأساتذة يقف أمام مدخل قاعة للدراسة، و أخبرنا بأنه ينتظر قدوم طلبة دون جدوى، و علق بالقول أن جدران الكليات ممتلئة بإعلانات من الإدارة عن أن الدخول الرسمي ينطلق يوم 18 سبتمبر، لكن الطلبة على الأغلب لا يلتحقون إلا بعد أسبوعين على الأقل، فيما يبدأ البعض الآخر سنته الدراسية في شهر أكتوبر، و خصوصا طلبة السنوات الأخيرة، كما أكد لنا طالب بكلية العلوم التقنية "الشعبة" في السنة الثالثة، بأنه قدم إلى الجامعة للاستفسار عن بعض الوثائق فقط، و أشار إلى أن السنة الجامعية بالنسبة له لا تنطلق إلا في شهر أكتوبر. و ذكر رئيس مصلحة البيداغوجيا بالجامعة، بأن عمليات التحويل انتهت يوم أمس، مؤكدا بأنها لا تختلف كثيرا عن السنوات الماضية، كما لم تتهاطل على مصلحته الكثير من الطلبات، في حين قال أن الجامعة قررت في السنة الجارية عدم مساعدة أصحاب المعدلات الضعيفة من حاملي البكالوريا الجدد، الذين يرفضون التخصصات التي وجهوا إليها، لكنه وصف بداية الدخول المدرسي بالمحتشمة، و أرجع الأمر إلى كون كثير من الطلبة لم يحضروا بعد، فضلا عن الأساتذة.