يالرسام كريم بلعجيلة طوّع الألوان الزيتية بالممحاة يختزل معرض «ألوان زيتية على ورق» للفنان التشكيلي كريم بلعجيلة الذي يحتضنه بهو دار الثقافة مالك حداد بقسنطينة إلى غاية نهاية الشهر الجاري تجربة فريدة من نوعها يؤكد بأنه أول من استعملها و هي تطويع الألوان الزيتية بالممحاة. أثارت لوحات ابن مدينة قسنطينة بلعجيلة فضول زوار معرضه الذي زينته 28لوحة من إبداعه، خاصة و أن طريقته في الرسم بدت متميّزة لأن لوحاته كانت ملساء السطح و ليس بها أي نتوء، ما جعلها تخرج عن المعهود، حيث لا أثر لأداة السكين و لا الريشة. الفنان البالغ من العمر 31سنة و المنتمي للمدرسة التجريدية، تحدث للنصر عن تقنيته الخاصة، مؤكدا بأنه أول من خاض هذه التجربة الصعبة، باعتبار أكثر مستعملي الممحاة في الرسم لم يخرجوا عن حيّز الرسم بقلم الرصاص و الفحم، أما الألوان الزيتية، فكانت ممحاته أول من طوّع الألوان الزيتية لتجسيد أفكاره و خياله الخصب المستلهم من حياته و أحاسيسه الخاصة و كل شيء يحيط به أو يعيشه مثلما قال. بين الضوء و الظل و ألوان الأزرق و الأسود و الأبيض و كل الألوان الحية، تختبئ رسائل بلعجيلة في ثوب تجريدي و مع هذا لا يجد الكثيرون صعوبة في قراءتها حسب الفنان الذي ذكر بأن زوار معرضه نجحوا في فك رموز لوحاته و ما يختبئ وراءها من أحاسيس اشترك فيها مع بعض الشباب الذين مرّوا بنفس التجربة أو تقاربت ظروفهم و مشاعرهم. و رغم مشواره الفتي في عالم الرسم و عودته لمجال و هواية كان قد تخلى عنها لفترة تحت وقع حالة يأس كبيرة، تمكن منذ قرابة السنة من تجاوزها ململما جراحه و مبديا استعدادا و طاقة كبيرة لانطلاقة جديدة كانت قوية تخطى فيها حدود الحزن باتجاه الفرح، فارضا اسمه في مجال الفنون التشكيلية من خلال معارض لاقت الاستحسان كان أولها بفضاء «كن» بولاية قسنطينة، ثم بمقاطعة بورغون التاريخية بفرنسا، لكن مواقع التواصل الاجتماعي و بشكل خاص «فايسبوك» كان أكبر فضاء و فرصة لعرض أعماله الكثيرة، أين تعرّف عليه المهتمون و محبي الفن و القائمين على قاعات العرض الفنية الذين لم يتوانوا عن دعوته للمشاركة في معارض فردية عديدة بداخل و خارج الوطن و بشكل خاص بفرنسا. من خلال الحديث إلى الفنان كريم بلعجيلة يدرك المتلقي بأن أعماله بمثابة متنفس له يلجأ إليه بعد نهاية الدوام في عمله كمختص في الإعلام الآلي، خاصة و أنه تصالح مع الألوان في سن الثلاثين و مد الجسر بينه و بين عالم الألوان من جديد معلنا عن عودة واعدة بتألق أكبر ، خاصة و أن لوحاته ال28 تخفي من السحر ما يبعث على الإعجاب و الفضول لفهم ما تخفيه خطوطه التي بدل أن تمحوها ممحاته، تثبتها بلمسات إبداعية توجهها الحاجة للتعبير عما يختلج بداخله من أحاسيس يفضل التحدث عنها على طريقته و بأسلوبه الخاص الذي قد يضيفه إلى قائمة المبدعين المتميّزين.