محمد عادل مغناجي إلى صديقي الغالي الأستاذ: صيد احسن مهاداة ومصافاة ومواددة... ماذا لو كانت هذه الأمطارُ أحرفَ عشق...أو قصيداتٍ رهيفاتٍ أسمع صوتا ورديّ اللّهجاتِ ينزل كشجرة من حِجْر السماء الكازابلانكية والبياض تعرّى جسدا وروحا أنثى... موسيقى حفقة مملوءة بالأوتار تغرقنا أنغاما خضراء... ونحن بعيدون عن لهيب الأمّ وحليب الوطن نرفع حنينا ونهرا من فكر «وبشير منير» يفرك ما تبقّى من رماد الحزْن بين القلب والخاطر ويبلّل هو أيضا خيمة تقبع في دواخلنا بهيام جارحٍ عارٍ... العينان تزقزقان بين ألوية الرّموش... مشفوعة ببعض السّكر المعنويّ تنامان في قلبي وتصحوان بزهرة الرّؤيا ترشّ الوجه العبوس... العينان الفراشتان «الفرفلّاتان» كم يدهسني نورهما؟ وتطل العصافير من عينيهما ملونة بكل اليقين والحبّ المخفيّ عنوةً ما أجمل عينيك وهما تعتصران الشّرارة الأولى... للمحبّة ما أروعَ السرّ الذي تحمله الغمزات الخائفاتُ الشارداتُ لها تريب الظّبي هذه الحركات الرّشيقاتُ المبتلاّت بنجوم الفتنة على جسد فارغ الحنان.. يستبشر كبراعم الربيع عندما تراك عيناه... قمر النّبياّت ليلا... لم ينم قمر داخل العشّ... كأن النّجوم تطوّق هالته وترشّ بمائك أنفاسه قمر كاد ظلّ السبيل إليه ولم يهتد نوره حين دقّ بوجهك أجراسه فيكِ، كان يدور ويمسك قرط السّماوات في مهَل، دونما عجل دار حوليَ في كبد الليل يدفّق آلامه حين تزهر بل يجسّ على ثقبة الروح أغراسه لم ينم.. يذكر: فيكِ الشموس على حاجبيك ككلّ العذارى، تجمّعن في شفة النهر يغسلن أرواحهن على زهرة السحر يطفن كمثل شياطين من جنّة عارياتٍ...ويسحقن في شكلهن هواكَ ووسواسه... وعلى الخدّ نثراُت تبر وسرب من الاحتفالات عرس، فراشاته كن عرّابه، إيه حرّاسه قفزت من يديّ أصابع شعري إلى صدر أوراقها عانقت سمكا في البياض... يخبئن في زرقة الحبّ إحساسه لم ينم... وتيقّظ أكثر في قطرة الحلكة الفائقه دقّ هل من غرام على باب شيء كقلبي وأفزع -في غفلة-نبض بابي، عسّاسه كأنّ دمي كالكنائس والعمق من شمعداناتها.. وهو يمشي إليك كما عمّدته النّبيات في ديرهنّ جدائلهن النقيّات يحزمن وجها له بين أشفارهنّ البهيّة هيأنّ أنفسهنَّ وأعلنّ في ليلتي