- محمد عادل مغناجي كلما يطيب الزمان تضغطني صخرتهم.. وحدك الرحيم في بحيرة الخيال البائسة في المستنقع الذي غمستني أيديهم القذرة وحدك الرؤوف بشجر النور وأزهار النجوم الحنونة وحدك من ينصر سيزيف الجديد وحدك نضاختان جنئاك وناراك مضيئتان أيضا ولا تظلمان تضغطني صخرة الحقد حتى لا أصير بشرا عيناي نافذتان على الجحيم وقلبي بئر معطلة وحدك الواهب... الذي لا تنام ملائكته تضغطني حتى لا أرق كنمير فياض لكنه جائع أو عطش إلى دم الجريان كنت نهرا أخضر الملامح كنت حماما فقطعني الشرر المتطاير من أفئدتهم فسقطت وعدت إلى عش اللامكان أنا أسكن مهاجر خليل الحاوي أنا أسكن صخرتهم تلك هي مديني حديقتي التي يفتح القلب قضبانه على طيور ميتة وأندلس مغتصبة وحبيبة مفترعة كن همنجوايا كهفا خجولا لا يراك أحد ولا ترى أحدا إلاك ولا أرى أحدا إلاك ولا ترى إلاك من أحد هل من نسمة كانت بين التلال لعلني بنفسجة أغرسني خير لي من كهوفهم المظلمة تضغطني وجوههم حتى أصبحت وجها غريبا عني وعن الذات العارية كالسماء وجبين امرأة أتداخلني أتلظاني أشعرني في نقطة واحدة انفجرت أحقادهم لوثت بياض كوكب أعيش داخلي كشرنقة إنه قلب مسائي لازوردي الضياء فلتضغطني مرة أخرى مشاعرهم كأنضاء الرقع والأعشاب كنت أود أن أعانقهم وأترك خيال اللحظة الأولى على أكتافهم كل حضن ألمسه أحترق كم اعتدت أنهم جنتي الفردوس التي لا قبر سواها فغدوا أكواما بلا سمات كشيء أكثر إبهاما من الموت مجازا مشوها غدوا في جملة الحياة عندي كلمات لقيط ليس لها أب ولا أم ولا هن هكذا لن أرحم أحدا بعد اليوم لن أرحم نفسي بهم فقد حفرت لهم كلمة بلا معنى ولفظا بلا تراب في مقبرة الذات مدافن جماعية ولم أصل عليهم فلتضغطني صخرتهم بعد أن تصبح قدماي جافتين كأعواد نعناع قديمة أو أصبح قشة يذروها الحنين... آلاء الله... رشرشت لآلىء الله على جبهتي البيضاء نزلت على استحياء ورود السماء أشعر بجنة الله في داخلي شلال من نورك الوهاب... يغمرني أطارد من رمانة الطيب مرآة مشاعري أقطف شجرة الذاكرة أقف على تلة البصر.. حدقتاي فستاتتان لوزتان من النوايل أين أنا على زهرة عسلها الثواني والدقائق التونسية رموش مكحلة بماء الفتنة والقيروان أفعى لها جناحا حمامة تاريخية تتمدد في مقلة الانتظار وساقية موصولة بجفن درويش تزهر بالبكاء سلالم قفصة عارية وحنين من ذهب الماء يغمز لي، ويفتح عذرية الحنان... وآذان بالدخول.. همسها بحيرة جحيم تغسل شعرها في رئتي وتدخل يديها البرتقاليتين في قلبي الأزرق الهواء مناديل من غزل النجوم تساقط حمراء كما أرخصت نسوة مصر جدايل قلبها ليوسف عصرن قوارير روحهن في يديه الصافيتين رمين أنفسهن على رمشه الطائر فراشات خاضعات للحتف والقطف...