اجتاحت أمس الفيديوهات الثورية و الأناشيد الوطنية و صور المجاهدين و المجاهدات صفحات الجزائريين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، احتفالا بالذكرى 62 لاندلاع الثورة التحريرية المجيدة، و رغم أن فايسبوك كان أول المهنئين للشعب الجزائري من خلال منشور خاص، إلا أن ذلك لم يشفع له بعدما خلط بين عيد الاستقلال و ذكرى اندلاع الثورة، ما دفع بالكثيرين إلى مراسلة إدارة الموقع لتصحيح الخطأ. تهاني و أماني كثيرة تبادلها الجزائريون و الجزائريات أمس، عبر حساباتهم على فايسبوك و تويتر، فمن لم يكتب منشورا يهنئ فيه مواطنيه نشر منشورا يمجد فيها الثورة و الثوار، ومن لم ينشر فيديوهات و صورا للمجاهدين والمجاهدات أو لفظائع الاستعمار، نشر أنشودة من الأناشيد الوطنية المعروفة، على غرار النشيد الوطني « قسما»، «من أجلك عشنا يا وطني»، «من جبالنا» و أغان عديدة أخرى صنعت الحدث عبر الفضاء الأزرق، وهو ما استحسنه الكثيرون معلقين بأن الحدث الوطني أعاد لذاكرتهم كلمات و ألحان، طالما رددوها وهم صغار. روح وطنية عالية ارتسمت معالمها عبر مواقع التواصل الاجتماعي و سرق حب الوطن الأضواء من المعرض الدولي للكتاب، و احتفل الجميع، كل على طريقته، فمنهم من اختاروا قبول تهنئة إدارة الفيسبوك و مشاركتها مع قائمة أصدقائهم، ومنهم من ركزوا على تصحيح الخطأ الوارد في المنشور الذي هنأ الجزائريين بعيد الاستقلال، بدل ذكرى اندلاع الثورة، لدرجة أن بعض التعليقات كانت ساخرة . و قد اختلفت المنشورات من حيث تناولها لعلاقة الجيل الجديد بالثورة و صناعها، لكن التعليقات أجمعت على ضرورة ترسيخ حب الوطن و الفخر بأمجاد من حرروه لدى الأجيال القادمة، وذلك من خلال التذكير ببطولاتهم و عدم نسيان مجازر الاستعمار، من جهة ثانية، تنوعت عبارات الفخر و الاعتزاز بتاريخنا العظيم و أجمع الكل على أن مصلحة الوطن فوق كل الاعتبارات. هاشتاغ أنا _ما نسيتش، الذي ركز على صور جرائم فرنسا في الجزائر، عاد كذلك للتداول بقوة عبر موقع التواصل ونشر الكثيرون صورا وفيديوهات تبرز بشاعة الاستعمار و قسوة التعذيب التي تعرض له أجدادنا و آباؤنا على يد المغتصب الغاشم، و على تويتر احتل هاشتاغ مواليد نوفمبر الترند العربي، تلاه هشتاغ ذكرى 62 للثورة الجزائرية، و أتى هاشتاغ أول نوفمبر ثالثا. من جهتهم، سجل فنانون جزائريون حضورهم على مواقع التواصل، و بالأخص تويتر من خلال تغريدات تتغنى بعظمة الثورة و مجد صناعها، على غرار النجمة سهيلة بن لشهب و الفنانة فلة عبابسة، أما السياسيون و رجال العمال، فقد اختاروا نشر صور و تغريدات خاصة هنأوا من خلالها الجزائريين بالثورة و الاستقلال، على غرار وزيرة التربية نورية بن غبريط التي نشرت صورة بمقبرة العالية لمسؤولين أثناء وضع باقة ورود للذكرى و ترحم، وكذلك فعل الوزير الأول عبد المالك سلال الذي غرد « تستعد بلادنا للاحتفال بالذكرى 62 لاندلاع ثورة نوفمبر المجيد أهنئ إخواني و أخوتي»، أما رجل الأعمال يسعد ربراب فغرد بما معناه « بمناسبة هذا اليوم الخاص للجزائر 1 نوفمبر أهنئ كل المواطنين».