وصف رئيس فريق شباب باتنة فريد نزار، التغيير الذي شهدته الفاف بالإيجابي لأنه مكن رئيس ناد من تولي تسيير الشأن الكروي لأول مرة، و قال في هذا الحوار الهاتفي الذي خص به النصر، بأن هناك تنسيقا عاما بين عدة رؤساء أندية، من أجل قيادة البطولة نحو سنة بيضاء. كما تحدث نزار عن عدة أمور أخرى تخصه و تخص الكرة الجزائرية، ستكتشفونها في هذا الحوار. تغييرات جذرية عرفتها المنظومة الكروية الجزائرية، بذهاب مكتب فيدرالي بقيادة محمد روراوة وقدوم مكتب جديد بقيادة خير الدين زطشي، ما تعليقك؟ أظن بأن هذه التغييرات ستصب في مصلحة الكرة الجزائرية، خاصة و أنها المرة الأولى منذ عدة سنوات، يكون فيها رئيس أحد النوادي المحلية على رأس «الفاف»، و هو ما أعتبره بالعامل الإيجابي، كون خير الدين زطشي عايش كل المستويات خلال مشواره مع نادي بارادو، الذي انطلق من الأقسام السفلى، و يعرف جيدا ما هو موجود في كافة الرابطات، كما توجد نقطة أخرى ستساعد رئيس الاتحادية الجزائرية في مهمته الجديدة، و المتمثلة في انعدام الضغط، على اعتبار أن المنتخب الوطني فقد كل حظوظه في التأهل إلى مونديال روسيا 2018، وبالتالي سيكون على الجميع إعطاءه الوقت الكافي لترميم البيت جيدا، من أجل النجاح في القيام بالقطيعة بخصوص سلبيات المرحلة الماضية، و كم هي كثيرة و لا يمكن لنا أن نحصرها في بعض الكلمات فقط. لا نخشى القيادة الجديدة للفاف بقدر ما نخشى أصحاب الولاء إذا ثقتك كبيرة في مؤهلات خير الدين زطشي، رغم افتقاده للخبرة ؟ الفرصة سانحة أمام خير الدين زطشي لاتخاذ قرارات شجاعة، ستمنحه مصداقية أكبر في مهمته الجديدة. و في هذا الصدد أؤكد لكم بحكم معرفتي الجيدة به، بأنني لا أخشى على رئيس «الفاف» الجديد، خاصة و أنه يمتلك خبرة كبيرة في مجال التسيير الرياضي، و بالأخص في عالم التكوين، الذي أثبت فيه كفاءته العالية، من خلال تجربته الناجحة مع نادي بارادو، و هي التجربة التي سيكون مطالبا باستنساخها مع المنتخبات الشبانية، التي هي بحاجة إلى مدربين أكفاء، قادرين على منحنا جيلا متميزا، بإمكانه أن يقودنا نحو مونديال قطر 2022، و هو ما سيصادف نهاية عهدته على رأس «الفاف»، ما قد يمنحه دعما أكبر من طرف أعضاء الجمعية العامة للاستمرار. رئيس «الفاف» الجديد يسعى لتعيين ناخب وطني جديد في أقرب وقت ممكن، بماذا تنصحه؟ أنا ضد فكرة جلب ناخب وطني كبير في الوقت الحالي، لأنه سيكلفنا أموالا طائلة دون فائدة، كوننا فقدنا كافة حظوظنا في التأهل إلى مونديال روسيا، إذ سيكتفي بالإشراف على الخضر في التصفيات المؤهلة إلى «كان» الكاميرون 2019، و هو الموعد الذي أتمنى أن توكل فيه المهمة لمدرب محلي، مع العمل على بعث التكوين من جديد، لأنه سبيلنا الوحيد للنجاح في السنوات المقبلة. لقد شهدنا حالة إهمال كبيرة للفئات الشبانية خلال فترة الرئيس السابق محمد روراوة، الذي لم يكن يهتم سوى بالمنتخب الأول، ما جعل منتخبات الشبان تقصى على يد منتخبات صغيرة، على غرار منتخب موريتانيا المغمور. يجب أن نعيد الاعتبار للمنتوج المحلي، كوننا أصبحنا عاجزين عن تقديم لاعب واحد للمنتخب الوطني الأول. من العار أن لا يلقى رايس مبولحي المنافسة مع الخضر خلال الفترة الماضية، رغم عدم امتلاكه لناد. أنصح زطشي بعدم التعاقد مع ناخب وطني كبير من وجهة نظرك لماذا فشلت بطولتنا المحلية في تقديم لاعبين مميزين للمنتخب الوطني؟ عن أي بطولة تتحدث؟ لقد أصبحنا نتكلم مؤخرا عن البيع و الشراء أكثر من شيء آخر، و كافة الأطراف الفاعلة في المحيط الكروي تدرك ما يحاك في الخفاء، و هو ما أثر سلبا على مستوى البطولة المحلية. التي فقدت مصداقيتها منذ عدة سنوات، و في هذا الصدد أتمنى أن يقضي رئيس الفاف الجديد على ظاهرتين سلبيتين تفشيتا بشكل ملحوظ. ما هي السلبيات التي تنصح زطشي بالقضاء عليها لإعادة الاعتبار للكرة الجزائرية؟ هناك معضلتان تتخبط فيهما الكرة الجزائرية، و البداية بقضية الرشوة التي أصبحت تعكر صفو بعض الفرق، دون نسيان قضية التمويل، التي أخذت حيزا معتبرا خلال السنوات القليلة الماضية، على اعتبار أن هناك بعض الفرق أصبحت تشعر بالحقرة، مقارنة بأخرى. لا يعقل أن يلقى البعض دعما كبيرا من النواحي المادية، في وقت تتخبط فرق أخرى في مشاكل كثيرة. نحن متفائلون بالرئيس الجديد للفاف، الذي هو رئيس نادي قبل أن يكون رئيسا للفاف، و بالتالي فهو يشعر بالعراقيل التي تصادفنا في تسيير فرقنا، لقد وعدنا بإصلاح شامل، و سيلقى منا كافة الدعم والمساندة. حمّار لم يحترم قرباج و رئيس الرابطة نسي بأن هذا المنصب ليس ملكه ما هي الأشياء التي يجب عليه تفاديها، إذا ما أراد النجاح في مهمته الجديدة على رأس «الفاف»؟ يجب أن يتعلم زطشي من الأخطاء التي ارتكبها الرئيس الأسبق للفاف، إذا ما أراد النجاح في مهمته الجديدة، كما عليه الاستفادة من الإيجابيات الخاصة بالمرحلة السابقة، و التي لا يمكن لأحد أن ينكرها، خاصة على مستوى النتائج المحققة من طرف المنتخب الوطني، الذي تأهل في مناسبتين متتاليتين إلى المونديال. صدقوني لدينا ثقة كبيرة في مؤهلات هذا الشخص، و لكن شريطة أن يقوم بلم الشمل، و يضع يده في يد كافة الفاعلين في المحيط الرياضي. *المكتب الفيدرالي الجديد يضم أسماء ترأس بعض الفرق، على غرار رئيس «الفاف»، الذي يقود نادي بارادو و ربوح حداد المسؤول الأول على سوسطارة، و ولد زميرلي العضو الفاعل في نصر حسين داي.. ألا تخشون من تأثير ذلك على نتائج البطولة في السنوات القادمة؟ نحن نثق في نزاهة هؤلاء الأشخاص، الذين تم اختيارهم لقيادة المنظومة الكروية الجديدة، بأنهم لن يقوموا باستعمال نفوذهم لخدمة مصالح الفرق التي يشرفون عليها، ولكن الخوف كل الخوف أن تتم خدمتهم من طرف الأطراف الفاعلة في المحيط الرياضي آليا، على غرار الحكام، الذين سيجدون أنفسهم في مأزق عند إدارة مباريات بارادو و سوسطارة و النصرية. يجب أن نكون صرحاء. الشكوك و الاتهامات تطال كافة المسؤولين، فمثلا محفوظ قرباج كافة الفرق تتهمه بمحاباة شباب بلوزداد، الذي سبق أن ترأسه من قبل، و يعد من مشجعيه، رغم تواجده على رأس الرابطة الوطنية. *ما رأيك في قرار الرابطة الوطنية القاضي بتوقيف البطولة لمدة شهرين كاملين؟ الفرق الجزائرية تشارك في المنافسات الإفريقية منذ سنة 1962، و لكن لم يسبق لنا أن مررنا بتجربة مماثلة. صدقوني طيلة مشواري على رأس «الكاب» لم تتوقف البطولة لشهرين كاملين، و هنا نتساءل لماذا يتم التعامل بسياسة الكيل بمكيالين مع الفرق الوطنية، و الكل يتذكر ماذا حدث لاتحاد الحراش الذي تم إجباره في السنتين الماضيتين على عدم المشاركة، في الوقت الذي أرغم فيه شباب قسنطينة على خوض مباراتين في آن واحد، حيث لعب فريق بالجزائر و آخر في إفريقيا في سابقة تاريخية. بطولتنا فقدت مصداقيتها و أصبحنا لا نتحدث سوى عن البيع و الشراء هل هذا القرار سيؤثر على مشوار شباب باتنة؟ بطبيعة الحال هذا القرار سيؤثر على مشوار شباب باتنة و كافة الفرق المعنية بالسقوط، خاصة و أن الملل بدأ ينتاب اللاعبين لطول فترة التوقف. نحن نبحث عن السبل التي تبقيهم مركزين، و لكن الأمور ليست سهلة بالمرة، و هنا أعود للحديث عن طلبي و طلب عديد مسؤولي فرق الرابطة الأولى، بضرورة الإعلان عن بطولة بيضاء هذا الموسم، حتى لا تهضم حقوق بعض الفرق. فمثلا هذا القرار صب في مصلحة شبيبة القبائل، التي استفادت من التأجيلات المتكررة لمبارياتها، ما جعلها تواجه مولودية الجزائر و نصر حسين داي في ظروف تخدمها. فلو لعبت ضدهما في الوقت المحدد لكنا سنشهد على نتائج أخرى، و لكن الرابطة وقفت إلى جانب الشبيبة، و هي كلمة حق يجب أن نقولها، رغم احترامنا الكبير لهذا الفريق العريق الذي يحظى بدعم كبير. هناك من يقول بأنك تصر على السنة البيضاء بسبب اقتراب فريقك من السقوط؟ مطالبنا مشروعة، كوننا كنا قادرين على ضمان البقاء لو سارت البطولة بالشكل المعتاد، ولكن هيهات المباريات تم برمجتها على حسب مصالح بعض الفرق، دون مراعاة مصالح فرق أخرى، وهو ما جعلنا نتواجد في هذا المأزق الآن. لست الوحيد الذي يطالب ببطولة بيضاء، حيث سار على منوالي عدة رؤساء آخرين، بالنظر إلى الكوارث التي شهدها هذا الموسم الكروي، الذي يجب وضعه في طي النسيان. لقد تم هضم حقوق فريقي في الفترة الماضية، بحرماننا من 7 نقاط خلال مرحلة الإياب، دون نسيان النقاط التي سلبت منا خلال مرحلة الذهاب، وهو نفس حال فرق أخرى على غرار السنافر و»الدياربيتي». اتخاذ القرارات الشجاعة وحده من سيعطي زطشي مصداقية أكبر البطولة ستمتد إلى غاية شهر رمضان، ما سيضعكم في مأزق حقيقي، خاصة وأن هناك أخبار تتحدث عن إمكانية نقل مبارياتكم إلى خارج الديار؟ هذه النقطة من بين أهم الأسباب التي دفعتنا للمطالبة بسنة بيضاء، فهل يعقل أن تتم برمجة مبارياتنا المصيرية خلال شهر رمضان خارج الديار؟، لا لشيء سوى لأننا نفتقد للإنارة بملعبنا. أعتقد بأن مثل هذه القرارات يراد من ورائها قيادتنا نحو السقوط إلى الرابطة الثانية لا أكثر و لا أقل، و هو ما نرفضه جملة و تفصيلا. هذه الأمور كان يجب التفكير فيها قبل بداية الموسم، من خلال إخطار الأندية بضرورة تجهيز ملاعبها بالإنارة، و لكن أن يتركوا الأمر إلى غاية نهاية الموسم، من أجل خدمة نواد أخرى فهذا غير مقبول، و لن نسكت عليه حتى و لو اقتضى الأمر تصعيد اللهجة مع مسؤولي الرابطة. روراوة أهمل الفئات الشبانية و زطشي له خبرة في التكوين ما رأيك فيما حدث مؤخرا بين حمّار و قرباج بخصوص رئاسة الرابطة الوطنية؟ لقد اندهشت للتصريحات التي أدلى بها رئيس وفاق سطيف حسان حمّار، والتي أكد فيها بأن أطرافا طلبت منه الترشح لرئاسة الرابطة. كما استغربت أكثر لردة فعل محفوظ قرباج الذي أبدى استعداداه للتنازل عن مكانه لصالح رئيس الوفاق، و كأن هذا المنصب ملكه. كان على حمّار احترام الرئيس قرباج، الذي هو متواجد على رأس الرابطة إلى غاية 2020، لأنه لا يعقل أن يرشح نفسه و رئيس الرابطة لم يقدم استقالته، ولم يفكر أصلا في الانسحاب... الجمعية العامة الوحيدة المخول لها تعيين رئيس الرابطة، و حمّار يعد عضوا من الأعضاء 32 الذين يحق لهم الترشح، و هناك رؤساء نواد آخرين يحلمون بخلافة قرباج. ماذا تقول في الأخير؟ حظوظ شباب باتنة في ضمان البقاء أحسن من الفرق الأخرى، التي تقاسمنا نفس الوضعية، في ظل امتلاكنا لمباراتين متأخرتين. أتمنى أن تحترم أخلاقيات اللعبة فيما تبقى من مباريات الموسم، و الفوز بمباريات داخل الديار سيكون كفيلا بقيادتنا نحو الهدف المنشود. كونوا متأكدين بأن هناك تنسيقا عاما بين الرؤساء من أجل قيادة البطولة الوطنية نحو سنة بيضاء، و هذا الطرح مدعوم من طرف مسؤولين سامين.