ظفر ظهيرة أمس خير الدين زطشي برئاسة الاتحادية الجزائرية لكرة القدم لعهدة أولمبية جديدة، بعد تزكيته من قبل أغلبية أعضاء الجمعية العامة، خلال الدورة الإنتخابية المنعقدة بقاعة الندوات عمر كزال التابعة لمركز سيدي موسى. ظفر زطشي ب 64 صوتا كان كاف لوضع نقطة النهاية للإشكال الإداري الذي طفا على السطح مؤخرا، بخصوص شرعية برمجة الموعد الإنتخابي لتجديد تركيبة المكتب الفيدرالي. دورة الأمس التي حضرها 101 عضوا من أصل 108 مسجلا، ميزتها فوضى عارمة نتيجة ظهور جناح معارض، حاول تنفيذ المخطط الذي تمت هندسته في «الكواليس» على مدار الساعات القليلة الماضية، و الرامي بالأساس إلى إلغاء العملية الإنتخابية، بحجة عدم شرعية الإجراءات المتخذة من طرف اللجنة المكلفة بالإشراف على الإنتخابات، مع المطالبة بإعتماد تواريخ جديدة للترشيحات و الدورة الانتخابية. رئيس رابطة سوق أهراس أول المتحفظين و مدوار طالب بالمقاطعة ظهور الجناح المعارض في الواجهة، كان بمجرد تأهب رئيس اللجنة المكلفة بالتنظيم حسان حمّار لافتتاح الجلسة، و إعطاء إشارة انطلاق الأشغال بصفة رسمية، إذ أنه و بعد التأكد من توفر النصاب القانوني من طرف الأمين العام للفاف سيد أحمد يحياوي بالاستعانة بمحضر قضائي، بادر حمّار إلى سرد جدول الأعمال، لكن رئيس رابطة سوق أهراس الولائية رضا مكفة فاجأه بأخذ الكلمة، و الوقوف أمام الحضور، معلنا عن تحفظه على شرعية إشراف حسان حمار على رئاسة اللجنة المكلفة بتنظيم العملية الإنتخابية، حيث وقف وسط القاعة، و أعلن عن عدم حيازة رئيس وفاق سطيف حق رئاسة هذه الهيئة: «الجمعية العامة هي السيدة، و كانت في دورتها العادية المنعقدة بتاريخ 27 فيفري 2017 قد انتخبت علي با عمر رئيسا لهذه اللجنة، مع تزكية حسان حمّار لرئاسة لجنة الطعون».خرجة مكفة مهدت الطريق أمام الناطق الرسمي لجمعية الشلف عبد الكريم مدوار، لتجديد تحفظه على الإجراءات المتخذة، حيث سارع إلى تناول الكلمة للإعلان عن موقفه إزاء العملية الانتخابية، و طالب بضرورة مراعاة نص المادة 26 للقانون الأساسي للفاف، معتبرا برمجة الجمعية العامة الإنتخابية خطوة غير قانونية. رئيس شبيبة سكيكدة يهاجم حمّار و عنصران من جماعة زطشي يتكفلان بالرد و على نفس الموجة سار رئيس شبيبة سكيكدة عزوز طبو، و الذي دخل في مناوشات كلامية حادة مع رئيس لجنة تنظيم الانتخابات حسان حمّار، و أكد بأنه لا يمتلك حق التواجد على رأس هذه الهيئة: «غياب الرئيس المنتخب من طرف الجمعية العامة علي با عمر عن هذه الدورة، يعد سببا كافيا لإلغاء الانتخابات، في ظل عدم حضور العضو الرئيسي في اللجنة المكلفة بمتابعة العملية الإنتخابية». طبو ذهب في تحفظه إلى أبعد من ذلك، عندما أثار قضية التعديلات التي طرأت على قائمة المرشح الوحيد خير الدين زطشي: التعديلات كانت خارج الآجال القانونية، و تمت في الكواليس».كما تساءل رئيس شبيبة سكيكدة عن المعايير التي أعتمدها زطشي لضبط قائمته، ثم طالب بالتوزيع العادل لبرنامج إنجاز مراكز التكوين. هذه التحفظات تسببت في حدوث فوضى عارمة داخل القاعة، تخللتها ملاسنات كلامية بين بعض الأعضاء المنقسمين بين مؤيد و معارض، في مشهد غاب عن الجمعيات العامة للفاف منذ دورة 23 جانفي 2006، لما تم انتخاب حميد حداج رئيسا للإتحادية في أجواء مشحونة، و قد حاول رئيس لجنة التنظيم حسان حمّار و كذا المحضر القضائي و الأمين العام للفاف تهدئة الأوضاع، لكن الثلاثي مدوار، مكفة و طبو ظل يطالب بضرورة إلغاء العملية الإنتخابية، بينما سعى الثنائي عمار بهلول (رئيس رابطة الطارف الولائية) و نظيره لرابطة بومرداس السعيد باكيري إلى الدفاع عن برمجة الدورة الإنتخابية في موعدها، سيما و أنهما ضمن قائمة زطشي في تركيبة المكتب الفيرالي، لكن طبو تهجم على باكيري، و طلب منه التكفل بتسديد مستحقات حكام رابطته الولائية، قبل التفكير في مستقبل الكرة الجزائرية و تولي منصب مسؤول في الفاف. مبادرات لتهدئة الأوضاع و تبرير إجراءات تنصيب حمّار إلى ذلك حاول بعض العقلاء التدخل لإحتواء الوضع و تهدئة الأجواء، في صورة رئيس مولودية الجزائر عمر غريب، الذي طلب من الحضور التعقل، و التجاوب مع المعطيات المتوفرة، إذ أكد بأن تواجد مرشح وحيد للرئاسة يبقي القرار بيد أعضاء الجمعية العامة، و اقترح الذهاب إلى الاقتراع السري للتصويت إما لصالح أو ضد زطشي، و هو المقترح الذي خفف نسبيا من أجواء الفوضى. و في سياق متصل، أكد الأمين العام للفاف في الكلمة التي ألقاها بالمناسبة، بأن الجمعية العامة لم تنتخب رئيس رابطة ورقلة علي باعمر رئيسا للجنة المكلفة بالإشراف على الإنتخابات، بل زكت التركيبة الكاملة لهذه الهيئة، مضيفا بأن لجنة الإنتخابات و بعد غياب باعمر عن إحدى الجلسات، انتخبت خلال اجتماعها المنعقد بتاريخ 15 مارس 2017 حسان حمّار رئيسا لها، و تم ذلك بمحضر رسمي، عمد إلى إظهاره أمام الحضور، قبل أن يلجأ رئيس اللجنة إلى إجراء استشارة في شكل استفتاء برفع الأيدي، بخصوص موقف الأعضاء من برمجة الجمعية العامة، و هو الأمر الذي جعل 19 عضوا يعربون عن تأييدهم للبرمجة، مقابل رفض 11 عضوا آخر، في حين التزمت الأغلبية الساحقة الصمت و الحياد. الصندوق زكى زطشي بالأغلبية النسبية في وجود المعارضة بين هذا و ذاك تم توقيف الأشغال لمدة 45 دقيقة، بهدف إخلاء القاعة من الإعلاميين و كذا بعض الأشخاص الذين لم يكونوا معنيين بالإنتخابات، ليعود بعدها الهدوء، و يوافق الجميع على اللجوء إلى الصندوق، لإجراء اقتراع سري بخصوص المرشح الوحيد زطشي، شارك فيه جميع الحضور، من دون وجود أي تحفظ، لتكون النتيجة حصول زطشي على 64 صوتا، مع حيازة الجناح المعارض على 35 صوتا، ليسوا ضد ترشح زطشي أو برنامجه، و إنما صوتوا ضد برمجة الجمعية الإنتخابية، مقابل امتناع عضوين عن التصويت، و هي النتيجة التي نصبت زطشي رسميا رئيسا جديدا للفاف، خلفا لمحمد روراوة. صالح فرطاس زطشي الرئيس رقم 27 للفاف منذ الاستقلال يعد خير الدين زطشي الشخصية رقم 27 التي تنال شرف رئاسة الفيدرالية الجزائرية لكرة القدم «فاف» منذ تأسيسها بتاريخ 21 أكتوبر 1963، حيث كان الراحل محمد معوش أول من شغل منصب رئيس الإتحادية الجزائرية لكرة القدم، لعهدة امتدت على مدار 6 سنوات، و لو أن القراءة التحليلية في قائمة الشخصيات التي تعاقبت على هذا المنصب، تبين بأن الفقيد عمر كزال يبقى الوحيد الذي تولى رئاسة الفاف في 3 عهدات لم تكن متتالية، في حين أن الرئيس المنتهية عهدته محمد روراوة، يتقاسم معه حصة الأسد من العهدات، بكونه تواجد في هذا المنصب على مدار 12 سنة، من بينها عهدتان متتاليتان، بينما يبقى السعيد عمارة الرئيس الذي قضى أقصر مدة على كرسي زعامة قصر دالي إبراهيم، بفترة لم تتجاوز الشهرين، كما أن الفاف ظلت دون رئيس في بعض المناسبات، من بينها فترات انتقالية كانت عواقبها تولي بعض الوجود المنصب بصفة مؤقتة، مع اعتلاء 20 عضوا رئاسة الإتحادية عن طريق الإنتخاب. قائمة الأشخاص الذين تداولوا على رئاسة الفاف منذ تأسيسها: ص / ف زطشي في أول ندوة صحفية له الناخب الوطني الجديد سيعرف بعد 20 يوما و ما أثير حول المحترفين مجرد زوبعة كشف الرئيس الجديد للفاف خير الدين زطشي، بأن الحسم في هوية الناخب الوطني الجديد سيكون في غضون 20 يوما على أقصى تقدير، مؤكدا بأن هذه القضية ستطرح للنقاش خلال أول اجتماع للمكتب الفيدرالي، و المزمع عقده قبل نهاية الشهر الجاري، حيث سيتم توزيع المهام على الأعضاء، مع الشروع مباشرة في العمل الميداني، و في صدارة الأولويات المستعجلة مستقبل العارضة الفنية للمنتخب الوطني. زطشي و في الندوة الصحفية التي نشطها بمركز سيدي موسى مباشرة عقب انتخابه، أكد بأنه و بمجرد إيداع ملف تشرحه لرئاسة الفاف، بادر إلى القيام بخطوات عملية تتعلق بالناخب الوطني الجديد: «قمت بدراسة القضية من جميع الجوانب، لأننا على دراية بأن المنتخب بحاجة إلى طاقم فني جديد، لكن شريطة مراعاة عدة معايير، من أبرزها الإستجابة لفلسفة اللعب الجزائري، لأن كرتنا تمتاز بخصوصيات، و المدرب الجديد يجب أن ينجح في الإستثمار في هذه الإمتيازات، بوضع بصمته الحقيقية على أسلوب اللعب، و إعطاء هوية للمجموعة». و رد زطشي عن سؤال يتعلق بالتعيين المسبق لرابح ماجر في منصب ناخب وطني، حيث فند هذا الطرح، و صرح بالمقابل بأن مثل هذه القرارات تتخذ بعد استشارة أعضاء المكتب الفيدرالي في اجتماع رسمي، و إذا اقتضت الضرورة اللجوء حتى لأخذ رأي أطراف فاعلة في المنظومة الكروية الوطنية. و هنا فتح الرئيس الجديد للفاف قوسا ليصرح: «ماجر قدم الكثير للكرة الجزائرية كلاعب، إلا أنني لا يمكن أن أذكر الأسماء، مادمت لم ألتق بعد بأعضاء المكتب الفيدرالي، لكننا مجبرون على الحسم في هذه الإشكالية في غضون 3 أسابيع على أقصى تقدير، كون المنتخب الوطني تنتظره مباراة رسمية خلال شهر جوان القادم أمام الطوغو، تندرج في إطار التصفيات المؤهلة إلى دورة «كان 2019»». لا ننكر مجهودات المحترفين في أوروبا منذ أم درمان و سأتصل بهم هاتفيا على صعيد آخر عرج زطشي على قضية التركيبة البشرية للمنتخب، و اعتبر ما أثير حول موقفه من اللاعبين المحترفين مجرد زوبعة إعلامية نتجت- كما أردف-: «عن تحريف تصريحاتي، لأنني كرئيس للإتحادية لن أكون مسؤولا عن ضبط القائمة، لأن هذا الأمر من صلاحيات الطاقم الفني، و لا يمكنني التدخل في مهامه، كما أن المعمول به أن المنتخب يتشكل دوما من خيرة العناصر، سواء تعلق الأمر بالمحليين أو المحترفين في الخارج، و لن أكون ناكرا للمجهودات التي بذلها أبناء الجزائر الذين ينشطون في الدوريات الأوروبية، في سبيل الدفاع عن الألوان الوطنية، و هذا الجيل برز منذ ملحمة أم درمان، و بالتالي فإننا كمسؤولين على الإتحادية لن نتخلى عنهم، و أبواب المنتخب تبقى مفتوحة للجميع». و في سياق ذي صلة كشف الرئيس الجديد للفاف عن السياسة الجديدة التي يعتزم انتهاجها في تسيير شؤون المنتخب، حيث أكد بأن المسعى الرئيسي يكمن في إعادة الاعتبار للاعب المحلي، و وضع الثقة في إمكانياته، من خلال برمجة تربصات شهرية تقام بإنتظام، على أن يتم تدعيم التعداد بأحسن العناصر المحترفة في أوروبا عند حلول تواريخ الفيفا، في المباريات الرسمية و الودية: «هذا الإجراء ليس تهميشا للمحترفين في الخارج، و إنما مخطط عمل يندرج في إطار إعادة هيكلة المنظومة الكروية الوطنية، و بناء منتخب واحد بتركيبة بشرية موسعة». على هذا الأساس أكد زطشي بأنه سيجري اتصالات هاتفية مع جميع العناصر الوطنية المحترفة في أوروبا، بغية طمأنتها و بالمرة توضيح الرؤية حول الزوبعة التي أثيرت مؤخرا. روراوة قدم الكثير للجزائر و نرفع له القبعة بالموازاة مع ذلك أشار زطشي إلى أن انتخابه على رأس الفاف، سيجبره على الانسحاب أوتوماتيكيا من رئاسة فريقه نادي بارادو، من دون أن يتخوف على المشروع الذي جسده في مجال التكوين، لأن «الباك» يسير بنظام إداري منتظم و بطاقم مستقر، مضيفا في معرض حديثه بأن الجمعية العامة الانتخابية كانت كما صرح « مناسبة تاريخية، لأن الإنتخاب جرى بكل ديمقراطية، و وجود مجموعة معارضة يجسد الشفافية التامة التي جرت فيها العملية، لكن المهم أننا كسبنا تزكية الأغلبية، مما يسمح لنا بالحصول على الشرعية، و بالتالي مباشرة العمل الميداني الجاد». زطشي أوضح في نفس الصدد بأن المهمة لن تكون سهلة، لأننا حسب قوله « سنرث مسؤولية كبيرة من روراوة، الذي قدم الكثير للكرة الجزائرية، و هو يستحق أن نرفع له قبعة التحية و التصفيق عليه مطولا في هذا المقام، لكن هناك ورشات كبيرة نبني عليها سياستنا في التسيير، أهمها إعادة هيكلة الكرة الجزائرية، إنطلاقا من الأقسام السفلى، لأن بطولات الهواة بحاجة إلى تغيير شامل في النظام المعمول بها، دون إهمال المنتخبات الوطنية، و التي تعد واجهة الكرة الجزائرية على الصعيدين القاري و العالمي». على صعيد آخر أكد زطشي بأنه يفتح الباب أمام جميع الأطراف الفاعلة في الساحة الكروية للمساهمة في تقديم الإضافة الكفيلة بدفع الكرة الجزائرية خطوة إلى الأمام، و لو أنه تأسف لتضييع روراوة مقعده في المكتب التنفيذي للكاف، لكنه نوه بالمقابل بخبرة جهيد زفزاف و بعض الأعضاء الذين يراهن عليه للنجاح في مواصلة التسيير وفق نهج الإستراتيجية، و قد عرج الرئيس الجديد للفاف على قضية المعارضة التي تحفظت على برمجة الجمعية الإنتخابية، و أوضح بأن هذه المجموعة ستبقى في الساحة، من دون أي إقصاء أو تهميش. تعديل نظام المنافسة من صلاحيات الجمعية العامة و لا تسقيف لأجور اللاعبين و في رده عن سؤال بخصوص مقترح تعديل صيغة المنافسة، أشار زطشي إلى أن هذا الأمر ليس من صلاحيات رئيس الفاف و لا حتى المكتب الفيدرالي، مضيفا بأن الجمعية العامة وحدها هي المخول لها قانونا النظر في هذه القضايا، شريطة احترام الإجراءات المعمول بها، و ذلك بتقديم طلب رسمي من طرف ثلثي الأعضاء، لبرمجة دورة إستثنائية، و في حال تزكية سيدخل المشروع المعدل حيز التطبيق لكن بعد موسمين، و ليس في الموسم الموالي.و خلص الرئيس الجديد للفاف إلى القول بأن حديثه عن بعث مديرية مراقبة التسيير لا تعني فرضه الرقابة الشديدة و الصارمة على النوادي، بل محاولة مرافقتهم في التسيير، خاصة من الناحية المادية، لأن هذه الهيئة لا تعاقب، و تسعى لإحترام برنامج ترشيد النفقات، في محاولة لإنقاذ الإحتراف، من دون التمهيد لمخطط تسقيف الأجور، لأن المسعى يتمثل في ضبط سلم الرواتب بحسب مداخيل كل نادي، كما هو معمول به في الشركات التجارية. صالح فرطاس المعارضة خططت لإلغاء الانتخابات ليلة "الكواليس" بين فندق الماركير و مطعم قورصو رسمت معالم تزكية زطشي إذا كانت الجمعية الانتخابية للفاف قد شهدت أجواء من الفوضى بسبب ظهور جناح معارض، فإن مؤشرات هذا «السيناريو» كانت قد لاحت في الأفق ساعات قبل هذا الموعد، من خلال المناورات التي بادرت إليها مجموعة من رؤساء الرابطات و كذا ممثلي النوادي، في محاولة لخلط الأوراق عند لحظة الحسم، و البحث عن تزكية الأغلبية النسبية لمخطط إلغاء الانتخابات، بالطعن في شرعية تواجد حسان حمّار على رأس لجنة تنظيم الانتخابات، و الاستثمار في عزوف علي باعمر عن الحضور، بعد اختفائه عن الساحة طيلة أسبوع. المعلومات التي تحصلت عليها النصر من مصادر من داخل تركيبة الجمعية العامة، تفيد بأن جماعة المعارضة كانت قد احتضرت ليلة الأحد إلى الإثنين، بعد فشل البرنامج الذي كانت قد سطرته، لأنها بادرت إلى دعوة رؤساء النوادي و الرابطات، للمشاركة في جلسة عمل سرية بفندق «الماركير» بالجزائر العاصمة، لكن نسبة الاستجابة كانت ضئيلة جدا، بدليل أن عدد الحضور لم يتجاوز 4 رؤساء فرق، الأمر الذي جعل هذا الجناح يراهن كثيرا على موعد انعقاد الجمعية العامة للظهور في شكل تكتل معارض، يطالب بإلغاء العملية الانتخابية. في الجهة المقابلة فإن المرشح خير الدين زطشي بادر- يضيف مصدرنا- وجه الدعوة لجميع أعضاء الجمعية العامة لتناول وجبة العشاء على مستوى مطعم «قورصو» بسيدي فرج، و هي المبادرة التي نظمت بالتنسيق مع ربوح حداد و ولد زميرلي، و قد لقيت إستجابة كبيرة جدا، على اعتبار أن عدد الحضور بلغ 59 عضوا، من بينهم 42 رئيس رابطة و 17 مفوضا عن أندية الرابطة المحترفة بقسميها الأول و الثاني. و حسب ذات المصدر، فإن زطشي استغل هذه الجلسة لإلقاء كلمة أعرب فيها عن نيته الكبيرة في لم شمل أسرة الكرة الجزائرية، مراهنا على دعم و مساندة كل الأطراف الفاعلة في الساحة الكروية، لتجسيد البرنامج الذي سطره على المديين القصير و المتوسط، كما أن رئيس الرابطة المحترفة محفوظ قرباج- يستطرد مصدرنا- كان قد عبر عن موقفه الشخصي، و القاضي بدعم زطشي، بإعتباره المرشح الوحيد لرئاسة الفاف. و انطلاقا من هذه المعطيات، فإن الجميع كان يعتقد بأن موعد صبيحة الأمس بسيدي موسى سيكون مجرد إجراء شكلي لتزكية زطشي بالإجماع، دون أي اعتراض، إلى درجة أن بعض الأطراف المحسوبة عليه ظلت تبحث عن السند القانوني الذي يدفع بأعضاء الجمعية العامة اللجوء إلى التزكية برفع الأيدي، دون مراعاة محتوى الفقرة 5 من المادة 26 من القانون الأساسي للفاف، و التي تحتم الانتخاب بالاقتراع السري، على غرار ما كان معمولا به خلال العهدتين السابقتين لمحمد روراوة، لمّا كان المرشح الوحيد للرئاسة. حسابات «الكواليس» أخذت منحى مغايرا بحلول ساعة الحسم، لأن عربون الثقة المسبقة الذي تحصل عليه زطشي خلال وجبة العشاء بسيدي فرج، لم يكن كاف لتعبيد طريقه نحو رئاسة الفاف بسهولة، لأن الجناح المعارض و رغم قلة عدده، إلا أنه تمكن من الظهور بقوة، و كان قريبا من تمرير مخططه الرامي إلى إلغاء الجمعية الإنتخابية، إلى درجة أن رئيس لجنة تنظيم الانتخابات حسان حمّار، اقترح تنظيم اقتراع سري بخصوص مواصلة أشغال الدورة أو توقيفها، قبل أن يتم احتواء الوضع بعد مخاض عسير.