تونس تحاول إطفاء الأزمة التي أشعلها وزيرها بتصريحاته المسيئة للجزائر برلماني تونسي: تصريحات الوزير رياض المؤخر خزي وعار سارع رئيس الحكومة التونسية يوسف الشاهد لمعالجة الأزمة الدبلوماسية بين الجزائروتونس عقب التصريحات التي أدلى بها وزير الشؤون المحلية والبيئة التونسي، رياض المؤخر، في حق الجزائر، حيث أجرى رئيس الحكومة التونسية، مكالمة هاتفية مع الوزير الأول عبد المالك سلال شدّد على حرص تونس من أجل مزيد دفع العلاقات المتميزة بين البلدين. في الوقت الذي قدم فيه الوزير التونسي اعتذاره للشعبين الجزائري والليبي عن تلك التصريحات، مشيرا إلى أنه لم يقصد المس بدولتي الجزائر وليبيا الشقيقتين. حركت التصريحات غير المسؤولة التي صدرت وزير الشؤون المحلية والبيئة التونسي، رياض الموخر، في ايطاليا، الحكومة التونسية التي سارعت لاطفاء أزمة دبلوماسية صامتة بين الجزائروتونس، حيث أجرى رئيس الحكومة يوسف الشاهد صباح الاثنين، مكالمة هاتفية مع الوزير الأول عبد المالك سلال هنأه فيها بنجاح الانتخابات الجزائرية التي جرت يوم الخميس الفارط. و حسب بلاغ عن رئاسة الحكومة التونسية، فقد ‘'شدّد الشاهد خلال المكالمة على حرص تونس من اجل مزيد دفع العلاقات المتميزة مع الجزائر الشقيقة، وتطوريها في مختلف المجالات بما يرتقي لتطلعات قيادتي البلدين والشعبين الشقيقين''. وأكّد رئيس الحكومة، في هذا الإطار ‘'أنّ العلاقات التاريخية التونسيةالجزائرية متينة وصلبة ولا يمكن البتة تعكير صفوها». ولم تتضمن البرقية الصادرة عن الحكومة التونسية إشارة صريحة إلى التصريحات التي أطلقها وزير البيئة التونسي والتي كانت خلفت موجة دبلوماسي وسياسيا، ولكنها تضمنت تلميحات لتلك السقطة لعضو في حكومة الشاهد، خاصة وان البرقية تحدثت عن وجود رغبة لدى الحكومة التونسية لتجاوز الغضب الجزائري، من خلال تأكيد الحكومة التونسية رغبتها في الإبقاء على العلاقات بين البلدين بعيدة عن المطبات السياسية. بدوره اعتذر وزير الشؤون المحلية والبيئة التونسي، رياض المؤخر، للشعبين الجزائري والليبي عن التصريحات التي أدلى بها مؤخرا حول الجزائر وليبيا والتي أثارت جدلا واسعا وصلت إلى حد المطالبة برأس الوزير التونسي لنزع فتيل الأزمة الدبلوماسية التي تفجرت عقب تلك التصريحات التي صدرت عن الوزير التونسي الذي وصف الجزائر ب»الدولة الشيوعية»، وليبيا ب»البلد المخيف».» وزير الشؤون المحلية والبيئة التونسي، قدم اعتذاره عن التصريحات المسيئة لدولتين مجاورتين لبلاده في منتدى نظم في ايطاليا، وقال المؤخر في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء : إن التصريحات الصادرة عن شخصي في ملتقى بروما يوم 4 ماي لم يكن القصد منها بالمرة المس بدولتي الجزائر وليبيا الشقيقتين اللتين تربطهما بتونس علاقات أخوية تاريخية تتعدى شخصي وتهم شعوب هذه البلدان، وأضاف الوزير التونسي: «إن مسّت هذه التصريحات غير المقصودة، بصورة مباشرة أو غير مباشرة، الأشقاء الجزائريين والليبيين فإني أعبّر عن عميق أسفي واعتذاري في حق الجزائر وليبيا قيادة وشعبا». وقبل ذلك حاول الوزير التنصل من تصريحاته وأشار أن تصريحاته تم تأويلها، وأكد لموقع نسمة أنه «وقع إخراج كلامه من سياقه»، مشيرا إلى أنه وقع التلاعب بتصريحاته. وتساءل الموخر: «هل تعتقدون فعلا أن وزيرا تونسيا يمكن له القيام بتصريحات عدوانية تجاه الجزائر؟ هذا ليس معقولا ومستحيل». وكان الوزير التونسي قد صرح، خلال ندوة نظمتها منظمة «كراكسي» الإيطالية، بعنوان «تونس أمل المتوسط»، الخميس الماضي في روما، جاء فيها إنه «عندما يسألوني عن تونس أقول لهم إنها موجودة في إيطاليا، لا أقول إنها موجودة بجوار الجزائر الدولة الشيوعية وليبيا البلد المخيف»، وأثارت تلك التصريحات جدلاً واسعاً في تونسوالجزائر. وقامت على اثرها وزارة الشؤون الخارجية، باستدعاء سفير تونس لدى الجزائر، عبد المجيد الفرشيشي، لتقديم توضيحات بخصوص هذه التصريحات. وأثارت هذه التصريحات مواقف منددة من كل الأحزاب، من بينها حركة النهضة ونداء تونس. وأكدت الحركة في بيانها أن «عمق العلاقات بين تونس حكما وشعبا والشقيقتين ليبيا والجزائر أكبر من أن تهزها مثل هذه التصريحات». ودعت الحركة «الجميع إلى احترام ثوابت علاقاتنا بجارتينا الشقيقتين لارتباطها بأمن المنطقة وبالمصالح العليا لتونس». من جانبه، طالب النائب في مجلس نواب الشعب عن دائرة ولاية جندوبة فيصل التبيني من رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي التوجه إلى الجزائر لإصلاح ما قام به وزير البيئة من خلال تصريحاته على حد تعبيره. وأكد التبيني أن علاقة تونس بجارتها الجزائر وطيدة حيث يجمعهما تاريخ واحد ودم واحد مضيفا «وزراء من نوع هذا لا مكان لهم في تونس» معتبرا أن تصريحات رياض المؤخر هي خزي وعار، واعتبر النائب فيصل التبيني أنه من واجبه كممثل عن الدولة التونسية الحفاظ على العلاقات الدبلوماسية مع الشقيقة الجزائر.