أليس بارك ستاديوم/جوهانسبورغ إسبانيا- البراغواي الثيران الحالمة بالكأس في مواجهة خصم يريد دخول التاريخ يختم أمسية اليوم منتخبا إسبانيا والبراغواي منافسات ربع النهائي حيث ستكون آخر تأشيرة المؤدية إلى المربع الذهبي محل تنافس في مقابلة نارية تعد بكير من الإثارة والندية، في ظل طموحات منشطيها وإصرارهما على مواصلة المغامرة والذهاب إلى أبعد محطة. فالمنتخب الاسباني الذي تصب المعطيات الأولية في رصيده يدرك جيدا بأن المواجهة لن تكون مجرد فسحة، ولو أنه سيدخل أرضية الميدان بزاد إضافي من الخبرة والتمرس، حيث سيسعى المدرب دلبوسكي لضرب عصفورين بحجر واحد، تلميع صورة فريقه بعد الخسارة المفاجئة أمام سويسرا وتأهله الشاق على حساب البرتغال، ثم التأهل إلى نصف النهائي الذي لم يبلغه الأسبان منذ دورة البرازيل عام 1950 . وهي العوامل التي تجعل دلبوسكي أمام تحديات كبيرة لإزالة الشكوك التي حامت حول عجز تشكيلته عن البروز والتألق رغم فردياتها اللامعة ونجومها .وقد صرح ذات المدرب بأنه سيراهن في هذه المباراة على الروح الجماعية والبراعة الفنية لعناصره لتكريس السيطرة والصورة الإيجابية التي أظهرها فريقه خلال المرحلة التصفوية بعبثه بجميع منافسيه وفوزه بالمقابلات العشر، بفضل هجوم ناري وقع 28 هدفا مقابل تلقي دفاعه 5 أهداف.وفي الوقت الذي شكل فيه هذا الموعد الحدث البارز في يوميات الاسبان الذين يرغبون في نفض الغبار على أنفسهم، فضل دلبوسكي انتهاج السرية في التحضير عقب الانتقادات التي استهدفته، وذلك من خلال غلقه الحصص التدريبية الأخيرة، حجته في ذلك ضمان التركيز اللازم وعدم الكشف عن أوراقه الرابحة قبل الاحتكام للمستطيل الأخضر، ومع ذلك لم يتوان في التأكيد بأنه يتوقع أداء أحسن من لاعبيه في لقاء اليوم الذي ستلعب فيه الخبرة برأيه دورا حاسما، في ظل وجود لاعب اسمه دافيد فيا -صاحب الهدف الوحيد ضد البرتغال، وال 42 في رصيده الشخصي في 62 مشاركة دولية، كما يعلق آمالا كبيرة على أبيستا وصانع ألعاب "البارصا" تشافي، بالإضافة إلى المهاجم القوي توريس والحارس العملاق كاسياس.ويرى المدرب الاسباني أن التشكيلة جاهزة للمباراة و العبور إلى المربع الذهبي.وإذا كان الأسبان يحوزون الأفضلية، فإن منتخب الباراغواي- الذي لم يسبق في تاريخه وأن تعدى الدور ثمن النهائي- سيحمل شعار التحدي ويواجه "الماتادور" بمعنويات فوق السحاب بالاعتماد على دفاع متين لم يتلق سوى هدفا واحدا في دورة جنوب إفريقيا على يد إيطاليا.المدرب جيراردو مارتينو حتى وإن اعتبر بأن المهمة صعبة وشاقة، إلا أنه لم يخف تفاؤله باجتياز هذا المنعرج بقوله:" لقد حققنا أهدافنا الأولوية لكننا نملك فرصة للتقدم أكثر ودخول التاريخ خصوصا وأن شهية اللاعبين قد تفتحت. يجب تفعيل خط الهجوم الذي يعد الأضعف من بين منشطي الدور ربع النهائي (3 أهداف في 4 مباريات)، وأملي أن تكون المجموعة في "الفورمة" اللازمة خاصة بوني وداسيلفا والهداف ألكاريز". من جهته وعد روك سانتا كروز بهز شباك كاسياس وقهر البطل الأوروبي، وهي أوراق رابحة تجعل ممثل أمريكا الجنوبية خصما عنيدا وليس من السهل تجاوزه، ما يرشح طغيان الجانب التكتيكي على أطوار المباراة.