قضت محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء عنّابة، أمس الثلاثاء بإدانة ( م ك) بالسجن النافذ لمدة سبع سنوات، عن تهمة التزوير أوراق نقدية، وتروّيج عملة وطنية وأخرى أجنبية مزورة، بعد ثبوت ضلوعه في نشاط شبكة تتخصص في تزوير العلمة. و هي الشبكة التي تضم شابا معوّقا ظل لسنوات طويلة يحترف التسوّل في الشوارع ببلدية برحال، و قد صدر في حقه حكم بخمس سنوات سجنا نافذا. القضية تعود وقائعها إلى شهر ماي من السنة الماضية، عندما نجحت فرقة البحث والتحري، التابعة للمجموعة الولائية للدرك الوطني بعنّابة، في وضع يدها على أفراد عصابة وطنية متخصصة في تروّيج العملة الوطنية والأجنبية، و هي الشبكة التي كان نشاطها يمتد من بجاية إلى عنابة، مرورا بسطيف . و هذا عقب تمكن مصالح الدرك الوطني، من توقيف المتهم الرئيسي ، الذي ضبطت بحوزته كمية من الأوراق الأجنبية النقدية من عملة " الأورو "، قدرت بأزيد من 200 ورقة من فئة 100 أورو، إلى جانب 340 ورقة نقدية من العملة الوطنية من فئة ألف دينار، مزورة، و هي الأوراق التي كانت معدة للترويج والبيع لأحد الزبائن الذين يزالون نشاط " البزنسة " في العملة بشارع "قومبيطا " بمدينة عنابة. أثناء التحقيق، كشف المتهم بأنه على علاقة مع متهم آخر من سطيف، صاحب شبه ورشة سرية للتزوير وتقليد الأوراق والأختام ، عرض عليه التعامل معه في الترويج للعملة، بعدما كان التعامل بينهما في البداية مقتصرا على تجارة آلات الخياطة والخراطة، خاصة بعد إبرام صفقة شراء سيارة من نوع " قولف "، حيث أن صاحب الورشة ، و بصفته مالك السيارة عرض على صديقه فكرة تسدّيد إجمالي قيمة السيارة بالأورو، وعندما رفض المعني، عرض عليه ترويج أورو مزور في عنابة و بجاية، كونه تاجر متنقل، مع التأكيد على أن هناك طرف ثالث سيساعده في العملية. و يتعلق الأمر بشاب يمتهن التسول على مستوى أبواب احد المساجد ببلدية برحال الواقعة إلى الغرب من ولاية عنابة، و هو الشريك الذي قدم معلومات لصاحب الورشة مفادها أن هناك زبون من عنابة يعتزم شراء قمة 13 ألف أورو مزورة، بسعر 5500 دينار جزائري صحيحة لكل 100 أورو مزورة، و هي الصفقة التي كانت كافية لتمكين وحدات الدرك من وضع حد لنشاط هذه الشبكة، حيث أنها إستغلت المعلومات الأولية التي تحصلت عليها، و توجهت إلى مدخل بلدية برحال، أين قامت بنصب حاجز أمني محكم، و نجحت على مستواه من ضبط المتهم الرئيسي على متن سيارة من نوع قولف، وبحوزته المبالغ المذكورة، ليكشف أثناء مراح التحقيق عن شريكه المعوّق، و الذي كان يمتهن التسول أما باب المسجد، و كذا صاحب ورشة التزوير بولاية سطيف، لكن وحدات الدرك لم تتمكن من إلقاء القبض على المتهم الذي ينحدر من سطيف.