رمضان مدرسة لإصلاح النفس البشرية والارتقاء بمستواها السلوكي، فهو من جهة طاعة وعبادةةو لله عزوجل، ومن جهة أخرى فهو إصلاح عملي لنفس المؤمن حتى يترقى في مدارج الكمال والخير. إعداد: د .عبد الرحمان خلفة وهو شأن كل عبادات الإسلام من صلاة وزكاة وحج، قال تعالى في دور عبادة الصلاة: (وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ) التوبة:45، وقال في دور عبادة الزكاة: (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) التوبة:103. والحقيقة أن العبادة في الإسلام تعتبر وسيلة فعالة وعملية لإصلاح النفس وتزكيتها، وتخليصها من الآثام والخطايا التي ألفتها. فيلاحظ في الصيام أنه يغير من طريقة أكلنا وشربنا، ويجعل لذلك مواعيد محددة، ويفرض على المؤمنين جوا إيمانيا عاما؛ والمؤمن يتكيف مع ذلك شهرا كاملا، ويتحكم في نفسه أمام مغريات المفطرات الحلال فضلا عن الحرام. وكأن رمضان يبعث إلينا رسالة تربوية، في أن تغيير النفس وإصلاح ليس بالأمر العسير، وإنما تتطلب متابعة مستمرة لأعمال النفس وتصرفاتها. النبي صلى الله عليه وسلم المعروف عنه بقوة الالتزام والطاعة لله رب العالمين طوال أيام السنة، كان يتغير في رمضان، ويزداد عبادة وفعلا للخير، وهو ما أخبر به بعض الصحابة، تقول عائشة رضي الله عنها: (كان رسول الله يجتهِد في رمضانَ ما لا يجتهِد في غيره) أخرجه مسلم، وعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس ، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل ، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن ، فلرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة) رواه البخاري، انظر كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزداد جودا وكرما وخيرا في رمضان، ويزداد عبادة وذكرا وتلاوة للقرآن الكريم في رمضان. فهناك عادات سيئة وسلوكات خاطئة تصدر من المسلم، تُضعِف إيمانَه، أو تفسد علاقاتِه مع الناس، أو تمكن الشيطان منه، فتأتي عبادة الصيام لتخلصه منها عن تدريب عملي يسمى الإمساك أو الامتناع، فإذا كان المسلم قادرا من طلوع الفجر إلى غروب النفس عن إمساك نفسه عن المفطرات الحلال فهو قادر عن الإمساك عما لا يليق من الآثام، أي رمضان يترك المسلم يكتشف نفسه، ويحرك فيه العزم على مقاومة الشهوات المنحرفة للنفس، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ النبيَّ قال: (والصيام جنة، فإذا كان يوم صومِ أحدكم فلا يرفث ولا يسخَب، فإن سابَّه أحدٌ أو قاتَله فليقُل: إني امرُؤ صائم) رواه البخاري ومسلم، وقال: (من لم يَدَع قولَ الزّور والعملَ به فليس لله حاجةٌ في أن يدعَ طعامَه وشرابه)) أخرجه البخاري. ويستمر سلوك المسلم على ازدياد في وتيرة العبادة وفعل الخير وكف النفس عن الخطايا السلوكية طوال شهر كامل، فتألف نفسُه الخير، وتنفر من الشر، وتتذوق لذةَ العبادة والمنافسة في الخير، فإذا ما انقضى رمضان تكون نفسُه قد تعوّد على الخصال الحميدة والآداب الفاضلة، ومن ثم تتحقق أهدافُ العبادة في تغيير النفس وإصلاحها. الدكتور كمال لدرع جامعة الأمير عبد القادر أنوار المصارحة والنقد الذاتي يبدو أن العلماء من مختلف أقطار العالم الإسلامي، وبعد الهزات والارتدادات التي أحدثتها داعش وأخواتها، عندما حولت الكثير من المقولات التي كانت تسطر منذ عقود في بطون الكتب، أو تلاك في الخطب إلى واقع عملي، فظهر المسخ المشوه الذي ولد من رحم أفكار بعضهم، اقتنعوا بعد عقود من الزمن أن لا مناص من الانخراط في فضاءات ظلوا يتحاشون الولوج إليها؛ فضاءات تقتضي التسليم بحرية التعبير والرأي، وقبول التعايش المذهبي، ورفض التعصب والإقصاء، وادعاء امتلاك الحقيقة المطلقة، والاعتراف بأن الكثير من المفاهيم التي طوقت فكر الكثير باعتبارها مسلمات لا محيد عنها على غرار البراء والولاء، والوطن والدولة، تحتاج إلى إعادة تعريف وتحديد؛ لتخليصها من المفاهيم التاريخية والإيديولوجية التي تلبست بها؛ فهبوا لعقد المؤتمرات الدولية والإقليمية لمناقشة هكذا قضايا والسعي لتأصيلها وتكريسها على مستوى المنظومة الفكرية والتشريعية؛ لكن العلماء مازالوا لما يجهروا في جلساتهم بما يؤاخذون به بعضهم بعضا؛ وحري بهم أن يتبنوا المصارحة المفضية إلى المطارحة؛ ويعروا الدول والمؤسسات والعلماء الذين ما انفكوا يصدرون الفتاوى والتصريحات التكفيرية والتضليلية والإقصائية، والآراء التي تجعل المسلمين خارج حركة التاريخ، والتي تنتصر لفرقة أو جماعة أو فكر دون غيره، مدعيين امتلاكهم للحقيقة المطلقة، وأن ما عدا فكرهم ضلال وانحراف؛ كان عليهم أن يكشفوا عن المنابع الفكرية التي يستسقي منها تيار التكفير والتفجير مقولاته وأحكامه المستبيحة للدماء، المسببة للفتن في العالم الإسلامي. إن تكريس قيم الحرية والتعايش وسد منافذ التكفير والتشدد تبدأ من هنا؛ من المراجعات الفكرية والتراجعات، من عتبة النقد الذاتي الجارح لمن يأتمر بأوامر السياسي ويلبسها لباس الدين، ولمن يرى الحق عنده فقط، ولمن يغذي فكريا تيارات التكفير.، ولمن يسخر المال والقلم واللسان لنشر مرجعيته خارج حدود وطنه، ويقوض مرجعيات الآخرين ويشوش على تدينهم. ع/خ الغنوشي: لم نشعر بالغربة إلا يوم مغادرتنا الجزائر للجزائر في القلب مكانة عظيمة، وأنا شديد الإعجاب بالشخصية الجزائرية محب لها، وممتن لفضل الجزائر علي وعلى أسرتي وإخواني، إذ آوتنا لعدة سنوات، فظلت بصمة الجزائر فصلا أساسيا في ملحمتنا. ولي في الجزائر صداقات أعتز بها، فقد قدمني الشيخ الغزالي بطلبي لرئيس الجمهورية والتمس منه في لقاء آخر له معه الإذن لي بالإقامة مع أسرتي في الجزائر، فسكت، فاستقدمت أسرتي بعد أن بان اتجاه الأوضاع الى مزيد من التأزم في البلاد، فالتحقت بي الزوجة وأطفالي الخمسة متسللين، شأن غيرهم من الإخوة والأخوات عبر المناطق الحدودية الجبلية. وقد ربطتّ خلال ذلك علاقات واسعة مع أوسع قطاعات النخبة الجزائرية من كل التيارات في الحزب الحاكم وفي المعارضة الإسلامية وغير الإسلامية، وهي حالة فريدة لم تتحقق لي في أي بلد آخر. ولذلك أحببت الجزائر والجزائريين من كل قلبي، وما أحسسنا بالغربة حقا إلا يوم مغادرتنا الجزائر، أولادي وبعد عقد ونصف ظلوا يحملون أجمل الذكريات عن محطة الجزائر وزملاء الدراسة والجيرة الطيبة. عالم الكتب نشأة الفكر السياسي الإسلامي وتطوره جاء الكتاب مشتملا على أربعة فصول ليتحدث فيها عن الفكر السياسي الإسلامي بدءا بالتجربة النبوية في دستور المدينةالمنورة ومستقرئا عصر ما قبل التدوين إلى عصر التدوين، محاولا حسبه الإجابة عن ثلاث إشكالات رئيسية تتعلق بمدنية الدولة وجذورها في الفكر السياسي الإسلامي مصادره الرئيسية من وحي وتجربة نبوية، والإشكالية الثانية معالجة قضية أصالة الفكر السياسي الإسلامي وتعاطيه التاريخي مع الوافد اليوناني والفارسي الذي تفاعل معه تاريخيا لاسيما في العصر الوسيط، والإشكالية الثالثة تتعلق بعلاقة الديني بالسياسي أو الوحي بالسياسة، مبديا مفهوما جديدا لسياسة الشرعية وعلاقة التجربة السياسية التاريخية بالشريعة. فتاوى التراجع عن الزواج بعد العقد الشرعي خطبت فتاة وتم العقد الشرعي بيننا، ودفعت المهر ومستلزمات الزفاف، وفي آخر لحظة تراجع وليها إذ يريد إبطال الزفاف وإبعاد ابنته عني دون تحديد أسباب معينة، فما الحكم في ذلك، مع العلم أني لم أتلفظ بالطلاق؟ الجواب: إذا تم عقد الزواج فعلا وتجاوزتم مرحلة الخطبة، فإن هذه السيدة زوجتك، والعصمة في يدك، فإذا كانت المصلحة في الإصرار على إتمام مراسيم الزواج فلك الحق في ذلك مع الاستعانة بأهل الحكمة والخبرة من الأهل والأصدقاء حتى يتمكنوا من الإصلاح بينكم. أما إذا اقتضت المصلحة بعد التفكير والتريث في عدم الاستمرار في هذه العلاقة، فلك أن تطلق أيضا، وحينئذ يكون لك الحق في استرجاع نصف الصداق (المهر) المتفق عليه. هل يحتاج الطلاق إلى إشهاد؟ الطلاق مثل اليمين بالله وصفاته وكتبه في لزوم الحنث به، فما تلفظه اللسان مترجما عن الجنان وقع ولا يحتاج إلى إشهاد، إذ الإشهاد مختص بما هو مستور عن الغير ولا يظهر إلا بواسطة شهود، وهو يكون بين اثنين أحدهما مُدّعٍ والآخر مدَّعًى عليه. والأمر في الطلاق غير هذا، لأن عقدة النكاح المعبر عنها بالعصمة هي بيد الزوج لا غير، فإذا أراد حلها كان له ذلك بدون إشهاد. اللهم إلا إذا وقع شجار بين الزوجين وانفصلا عن قول الزوج أنه نطق بالطلاق وخالفته الزوجة بقولها: إنها لم تسمع منه ذلك، فيحتاج الحال إلى بينة إن أنكر قولها، وما عليه في ذلك إلا أن يعيد ما كان تلفظ به لا غير. موقع وزارة الشؤون الدينية