"الاستثمار ليس وجها للاستعمار ولا تضيعوا الوقت في طلب الاعتذار" أكد وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبي بأن شغور منصب الأمين العام للإتحاد من أجل المتوسط لا يخدم تطور العلاقات بين الضفتين و يعرقل المسار الذي بدأ منذ سنوات و أنه الآن يوجد مرشح مغربي للمنصب الذي كان يشغله مصري و فرنسا تطلب دعم الجزائر لهذا المرشح لتفعيل هذه الهيئة التي تأثرت بالربيع العربي . قال جوبي في رده على أسئلة الشباب الذين حضروا أول أمس للمركز الفرنسي بوهران،أن الإتحاد من أجل المتوسط يخدم التاريخ المشترك و بعض القيم المتبادلة أيضا بين الضفتين و لكن المشروع عرف ركودا بسبب الربيع العربي و بقاء منصب الأمين العام شاغرا لغاية اليوم و هو المنصب الذي ترشح له السيد عمراني من المغرب و ينتظر موافقة الجزائر لدعم هذا المرشح من أجل تفعيل هياكل هذا الإتحاد الذي سيخدم العلاقات الاقتصادية خاصة في هذا الظرف المتمثل في الأزمة المالية و الاقتصادية التي تشهدها أوروبا مما لا يمكنها من استيعاب أعداد أخرى من المهاجرين . و عن الاستثمار الفرنسي في الجزائر أجاب جوبي بان فرنسا لن تستثمر في الجزائر إلا بموافقة هذه الأخيرة "و أظن أن لنا الموافقة و استثمارنا ليس وجها آخر للاستعمار، بل هو شراكة ثنائية و مصالح متبادلة " و أضاف وزير الخارجية الفرنسي بأن تواجد الصينيين بكثرة في السوق الجزائري لا يخيف فرنسا التي تريد أن تدخل السوق الجزائري بقوة رغم أن المؤسسات الفرنسية متواجدة منذ سنوات و لكن توسيع الاستثمار سيكون بمشاريع في الطاقة و النقل الحضري و المؤسسات الصغيرة و المتوسطة التي نعول عليها كونها هي المستقبل الإقتصادي للبلدين . تميزت زيارة ألان جوبي لوهران كونها حملت صفتين للضيف و هما وزير خارجية فرنسا و رئيس بلدية بوردو و هي الصفة التي غلبت على طابع الزيارة أول أمس حيث أن وهران تربطها علاقة توأمة مع بوردو منذ 2003 . و قد التقى جوبي شبابا من وهران معلنا عن إنشاء الديوان المتوسطي للشباب كفرع من الإتحاد من أجل المتوسط لضمان تواصل الأجيال و كفضاء لتأطير هذه الفئة من المجتمع "نركز على المستقبل المتمثل في الشباب "كما قال جوبي الذي أكد أن هذا الديوان سيسهل التكوين الجامعي للطلبة بين الضفتين خاصة بين فرنسا و الجزائر و بالضبط وهران وبوردو .و دعا الشباب للتطلع للمستقبل و ترك الماضي في إشارة للإستعمار حيث رد على سؤال أحد الشباب الخاص بإعتذار فرنسا عن جرائمها في الجزائر "لسنا مستعدين لهذا و قررنا عدم الخوض في هذا الموضوع خاصة و ساركوزي خلال زيارته للجزائر أوضح الموقف الفرنسي ،يجب أن يرى الشباب أمامه و لا يضيع الوقت " أما بمقر بلدية وهران فكان لألان جوبي فرصة لتفعيل بروتوكول التوأمة بين بوردو ووهران و هو الاتفاق الذي أبرم سنة 2003 بذات القاعة التي عاد إليها جوبي أمس مشيرا لمجموع المشاريع المبرمجة في إطار هذه التوأمة على غرار إنشاء مركز لمكافحة السرطان بوهران و الشراكة بين مستشفى أول نوفمبر و مستشفى بوردو إلى جانب المجال الثقافي حيث ينتظر أن يزور مدير معهد الموسيقى ببوردو وهران خلال الأشهر القادمة لتفعيل برامج الشراكة و نفس الوضع للمجتمع المدني الذي سيكون له النصيب الأكبر في هذه التوأمة .بينما أجل جوبي مشروع ترميم واجهة مقر بلدية وهران الذي بناه الفرنسيون في بداية القرن العشرين كون مشروع ترميم واجهة مقر بلدية بوردو يوشك على الإنتهاء . للتذكير فقد رافق وزير الخارجية الفرنسي لوهران مراد مدلسي وزير الخارجية الجزائري و سفير فرنسابالجزائر و بعض الأعضاء من الوفد الذي زار الجزائر نهاية الأسبوع الماضي. هوارية. ب